الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عطر الخلود.. خبير أثري يكشف لـ صدى البلد تفاصيل برفان مصنوع من أوني مقبرة مصرية

صدى البلد

 نجح علماء من معهد ماكس بلانك لعلم الأرض الجيولوجية في الكشف عن رائحة يطلق عليها "عطر الخلود" باستخدام أوانٍ كانت بمقبرة مصرية قديمة، وهى أوان لسيدة تدعى سينيتناي كانت تعمل مرضعة لدى الفرعون أمنحتب الثاني، ويعتقد أن كانت تعيش منذ قرابة 35000 عام وكانت تعمل  مرضعة ومربية لواحد من ملوك مصر القديم الملك امنحتب الثانى أبن الامبراطور تحتمس الثالث أهم وأقوى ملوك الحضارة المصرية القديمة وكان لها نفوذ كبير فى بلاطه الملكى بحكم قربها منه.

علم التشريح والتحنيط


وقال مجدي شاكر كبير الأثريين كان المصريين القدماء بارعين فى علم التشريح ومن أهم خطوات التحنيط عندهم استخراج الاعضاء الداخلية التى  تسبب فى إفساد الجثمان و هما  الرئتين ، الكبد ، الكليتين ، الأمعاء و بعد استخراجهم بيتحنطوا ويتحفظوا في أربع جرار خاصة بالمتوفى وتتصنع من الفخار أو المرمر أو حجر صلب ويكون غطاء الوعاء على شكل أبناء  حورس الأربعة أو على شكل ملامح المتوفى نفسه و الجرار تسمى  الأوعية الكانوبية الأربعة. 
 

واستطرد شاكر وفى سنة 1900 م عثر عالم الآثار الانجليزى  هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون على وعائين للسيدة سينيتناى فى  مقبرة ملكية منهوبة بوادى الملوك فى  الأقصر ثم ذهبت للمتحف الألمانى اوجست كيتسنر.

وقررت الدكتورة باربرا وفريقها العلمى، بالتعاون مع شركة عطور فرنسية عمل دراسة جديدة استكمالًا لعشرات الدراسات السابقة التى  من خلالها نتعرف اكثر على التقنيات التي استخدمها أجدادنا في عمليات التحنيط وتصنيع الزيوت والعطور، فأخذوا عينات من أوعية سينيتناى وحللوها وصنفوا المواد المكونة للعطر، وكان أهمها شمع العسل واصماغ مستخرجة من أشجار الصنوبر والأرز وهى أشجار لم تكن متوفرة فى مصر ولكن تستورد اخشابها من الخارج، وأتضح أن بعض الزيوت والمواد كانت من جنوب شرق أسيا وبلاد الشام مما يبرهن على  وجود علاقات تجارية دولية بين مصر والعالم أو وجود وسطاء تجاريين.

عطر الخلود


وتابع كبير الأثريين وكانت نتيجة التحاليل و الفحوصات نجاحهم فى إعادة تركيب عطر الخلود و أعلنوا أنهم بالتعاون مع متحف دنماركى هيعرضوا عطر الخلود للزوار لكى  يعيشوا معاهم التجربة حتى يستطيع الزوار استنشاق رائحة عملية التحنيط المصرية القديمة.
وأضاف مجدي شاكر ثم قام الفريق  بنشر الدراسة فى مجلة scientific reborts ولم تكن هذه هى المرة الأولى بل  أوردت جامعة هاواي الأمريكية في نشرتها الدورية فى عام 2019م بأنه تم التمكن من إعادة تركيب عطر ربما كانت تتزين به الملكة الفرعونية الشهيرة كليوباترا السابعة، بعدما عثر فريق البحث في عام 2012 بمنطقة منديس أحدى قرى محافظة الدقهلية  على موقع لتصنيع أنواع من السوائل مع مقتنيات أخرى ذهبية وفضية إلى جوار أفران بدائية، ترجح أن المكان كان بيتا لصانع وتاجر عطور.
 

استخدام العطور في مصر القديمة

قال مجدي كان  هناك عطوراً كانت لها الشهرة أكثر من عطر كليوباترا وهو عطر إيزيس نفرت زوجة رمسيس الثاني التي وصفت بأنها طيبة النفحات "عندما تدخل القاعة فإن عطرها يفوح وكان قد استخدم المصريون العطور بسبب مناخ مصر القائظ معظم فصول السنة، حيث كان يتطلب الاعتماد علي العطور والزيوت تجنبا لانتشار الرائحة الكريهة، فيتحاشي المصري مضايقة الآخرين، لذلك كان لابد من إضافة المواد ثم مزج هذه المواد إلا إن اللوتس  الأبيض واللوتس الازرق  كانا أكثر الزهور أستعمالا  مع الراتنج. 

كانت توضع العطور فى أوان علي أوعية بشكل أسد وتكون معتمه حتى لا تتأثر بالاشعة، وجد في المتاع الجنائزي لتوت عنخ آمون آنية وهو مستحضر تجميل عضوي يضم شحوما حيوانية والباقي الراتنج، كما كان يخصص الكثير من الزراعات للزهور من أجل المعابد.

وأكد شاكر : أما النجار الملكي ايتي سن الموجودة بالمتحف البريطاني فقد تم تصويره بطبخ العطور، كذلك مقبرة الملكة نب حوتب بنقادة تصور طبخ العطور، أما الشعر الفرعوني فقد صور العطور الملكة تغمر القصر بنفحاتها "إن حبي لك ينتشر في جسدي كما يذوب الملح في الماء" 
ومن أوان مدنية منديس عرفنا  عطر كليبوباترا "المعروف بالمنذريان" حيث إن عطور ذلك الزمان لم تكن سائلة وشفافة كما هى اليوم، وإنما كريمات مشبعة بالتوابل، ومعدة بحيث تظل رائحتها تفوح من الجسم لوقت طويل ،ورغم أن العناية بالجسد تخص الأحياء فإنها أيضا تم استخدامها مع الأموات، ولما كان الإله يمثل الخير فإنه لابد أن تفوح منه رائحة عطرة ، وكانت الرائحة الكريهة والتعفن تمثلان الشر عند المصري الذي كان ينظر للعطر على أنه ترياق ضد التعفن.

وأضاف مجدي شاكر: ومن كل ذلك نتمنى أن يكون عندنا براند عالمى خاص بنا فى العطور خاصة أننا سبقنا فرنسا ولندن فى صناعته بكثير وان يكون الأسم له علاقة بالحضارة المصرية القديمة التى كانت لها السبق فى كل المجالات ولها شهرة عالمية ونطلق عليه بريفوم توت أو نفرتيتى أو نفرتارى أو كليوباترا أو عطر أيزيس وكلها اسماء يعرفها العالم أجمع وتكون هناك محاولات لزراعة زهور اللوتس الازرق والأبيض وتصنيع العطور بنفس الطريقة التى كان الأجداد وهى منقوشة على جدران المعابد والمقابر وفى البرديات وتكون واستثمار لحضارتنا كذلك استغلال شهرة قرية شبرا بلوله أحدى قرى محافظة الغربية الحالية والتى تقع قرب مدنية طنطا والتى تقوم بزراعته فى كل القرية وتعتمد عليه باريس ولندن فى صناعة العطور بنسبة سبعين فى المائة .