الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المفتي: التعليم الأزهري لم يكن جامدًا على المعطيات التراثية لكنه يواكب الواقع ومستجداته

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

أكَّد الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- أن مؤسسة الأزهر الشريف مؤسسة عريقة وكبيرة لها مكانتها المعروفة الكبيرة في قلب كل مسلم، وأن التعليم الأزهري ركيزة أساسية من ركائز التعليم الوطني في مصر، وواجهة ناصعة مشرفة لمصر الحبيبة أمام العالم كله، سواء في التخصصات الشرعية واللغة العربية.

التعليم الأزهري لم يكن يومًا جامدًا على المعطيات التراثية لكنه يواكب الواقع ومستجداته

وأضاف فضيلته أن الأزهر الشريف يستوعب في معاهده الكثيرة وجامعاته العريقة عشرات الآلاف من الطلاب من مختلف جنسيات العالم، حتى وصف الأزهر الشريف -وحق له أن يوصف بذلك- بأنه (كعبة العلم وقِبلة العلماء)؛ وذلك لأن قلوب طلاب العلم والعلماء من كل مكان في المعمورة تتوجه إليه أو تهفو إليه وترجو الوصول إليه إذا لم تستطع إلى ذلك سبيلًا.

جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في فعاليات الملتقى الثالث لضمان جودة التعليم الأزهري، والذي ينعقد تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف بمشاركة عدد من الشخصيات العامة وسفراء عدد من الدول الإسلامية ورؤساء الجامعات وقيادات الأزهر الشريف.

وأشار فضيلته إلى أنه بالإضافة إلى اضطلاع الأزهر الشريف وجامعاته العريقة بتدريس ونشر العلم الشرعي وعلوم اللغة العربية وتخريج العلماء الأجلاء للعالم الإسلامي كله كي يبلغوا كلمة الله جلية واضحة للعالمين، فإن الأزهر الشريف منذ عقود طويلة قد طور من مؤسساته التعليمية وأدخل العلوم التي تجمع بين التجريبية والعلوم المدنية والعلوم الدينية فرأيناه قد ضم بين جنباته كليات الطب والهندسة والصيدلة والتجارة والتربية وغيرها كي يتخرج أبناء هذه الجامعات جامعين بين الثقافتين التجريبية والدينية.

وأكد فضيلة المفتي أن هذا الصرح العملاق كله ما كان أن يبلغ غايته ويتم نتاجه على ذلك الوجه الأتم الذي لا تنافسه فيه أية مؤسسة أو جامعة في العالم وهو أمر نراه مشهودًا لا يماري فيه إلا جاحد ، لولا أن القائمين على التعليم في الأزهر الشريف ابتداء من المعاهد الأزهرية وحتى جامعته العريقة قد أدركوا أهمية وخطورة الرسالة التعليمية الأزهرية وعظم المسؤولية التي يتحملونها تجاه تطوير التعليم في الأزهر الشريف مناهجًا وطرق تدريس ومعلمين وأبنية تعليمية تليق بالأزهر الشريف وطلابه، وتواكب التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي يمر بها العالم الآن وتتغير وتتطور على الدوام.

وأضاف أن التعليم الأزهري ما كان يومًا جامدًا على المعطيات التراثية والواقع التراثي وإن كان الأزهر الشريف حافظًا للتراث وحاميًا له، لكنه يواكب الواقع ومستجداته في كافة مناهجه التعليمية.

وقال فضيلته: "نحن نعلم أن هيئة تطوير التعليم في الأزهر الشريف تواكب كل التطورات والمستجدات الواقعية الحديثة وتتابع الدراسات والتجارب العلمية المختلفة في كل دول العالم وتأخذ منها ما هو مناسب للأزهر الشريف ومناهجه وأساليبه التعليمية وهذا كله من أجل أن يتخرج طالب الأزهر الشريف في أي مجال أو تخصص على الصورة المثلى اللائقة بالانتساب إلى هذه المؤسسة العريقة التي تمد العالم كله في كافة العلوم والتخصصات بالقامات العالية".

وتابع:  "إننا على ثقة تامة أن القائمين بأمر التعليم في الأزهر الشريف لا زالوا يبذلون جهدهم وطاقتهم وعقولهم المبدعة في سبيل تقديم صورة تعليمية مشرقة تليق بالأزهر الشريف وتاريخه العريق، وكلنا رجاء في الله تعالى أن يكلل جهودهم من أجل الأزهر الشريف ومن أجل طلاب العلم بالأزهر الشريف بالنجاح والتوفيق".

 الملتقى الثالث لضمان جودة التعليم الأزهري

قال فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، إن الأزهر حريص على تطوير عناصر العملية التعليمية بها انطلاقا من المعلم ومرورا بالمناهج والوسائل التعليمية وانتهاء بالبنية التحتية لتحقيق رؤية الدولة المصرية 2030، لتكون قادرة على مواكبة التقدم التكنولوجي والتفاعل مع ما يحمله العصر من تحديات في المجالات كافة، وعدم توانيها في تقديم أفضل خدمة تعليمية لأبنائها وبناتها من طلاب المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر، بما يجعلهم مشاركين وفاعلين في صياغة مستقبل أمتنا ووطننا. 

وأكد وكيل الأزهر خلال الملتقى الثالث لضمان جودة التعليم الأزهري، المنعقد بقاعة الأزهر للمؤتمرات؛ أن الملتقى يأتي انطلاقا من رؤية الدولة المصرية، وتأكيد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بشكل دائم ومستمر أهمية تطوير التعليم في وطننا العربي والإسلامي، ببذل المزيد من الجهد، وضرورة التيقظ لمحاولات تمرير أفكار منحرفة وأمراض أخلاقية غير مقبولة -لا دينيا ولا أخلاقيا- من خلال مناهج التعليم تحت شعارات الانفتاح على الآخر والتطوير والتقدم، لافتا أن التعليم في أوطاننا العربية والإسلامية لا بد أن يحمل مقومات نهوض أمتنا وطموحاتها ووحدتها، وأن تستهدف المناهج التعليمية بناء وتخريج شباب قادر على التمسك بقيم الدين والأخلاق. 

وأضاف فضيلته أن ملتقى اليوم يعقد في ظل ظروف استثنائية؛ فكلنا ألم مما يحدث لإخواننا في فلسطين المحتلة من عدوان غاشم من قبل الكيان الصهيوني المغتصب، مع صمت مريب ومساندة دولية متعمدة من قبل أطراف يجهرون بالسلام ويبطنون العداوة والطغيان، وأن هذه الأحداث المؤلمة لتذكرنا بالواجب علينا؛ فأمتنا أمة لم تخلق لتموت، وإنما خلقت لتحيا، فهي أمة الخير والوسطية، أعدل الأمور وأجودها، أمة التحسين والإتقان والتطوير والتقدم.

وأشار وكيل الأزهر، أن هذا الملتقى يقدم دليلا عمليا على أن الأزهر متفاعل مع معطيات العصر، ويوضح أن تحقيق معايير الجودة في التعليم ليس بمجرد الكلام فحسب؛ وإنما بالعطاء المتواصل والعمل المستمر، لافتا أن هذا هو منهج الأزهر الذي يعلي من قدر العاملين فيه، في وقت يحتاج فيه الوطن لكل نفس لاستكمال مسيرته نحو التقدم، ويثبت أن الأزهر الشريف مبدع في فهم رسالة الإسلام وتطبيقها؛ فلم تقف رسالة الأزهر عند بيان الأحكام الشرعية من حلال وحرام، وإنما تنطلق لتكون كما أراد الله علاجا عميقا للروح والبدن، وللعقل والقلب في نسيج متفرد يربط الدنيا بالآخرة، حيث يمثل التعليم الأزهري أحد أهم قطاعات التعليم في مصر والعالم الإسلامي، إذ يدرس فيه نحو مليونين ونصف المليون، من بينهم ما يقرب من أربعين ألف طالب وافد من أكثر من مئة دولة حول العالم.

وأوضح فضيلته، أن التعليم الأزهري، إذا كان دوره هو الحفاظ على التراث العربي الإسلامي، وأداء رسالته في خدمة الدين والعلم، وتزويد مصر والعالمين العربي والإسلامي بالعلماء العاملين في مختلف المجالات؛ فإن هذا الدور قد زادت أهميته في مطلع الألفية الثالثة حين فرضت التحديات حتمية التطوير على التعليم الأزهري قبل الجامعي، ليكون قادرا على المنافسة، التي أصبحت حقيقة واقعة لا خيار سوى مواجهتها والتعامل معها ومحاولة الاستفادة منها، وهذا الأمر دفع التعليم الأزهري قبل الجامعي نحو البحث عن كيفية رفع قدرته التنافسية، بما يضمن له التفوق والاستمرار والبقاء والتطور، ومن هنا كانت الحاجة الماسة إلى تعليم أزهري شامل عالي الجودة.

وأردف وكيل الأزهر، أن من دواعي الفخر والسرور أن عدد شهادات الاعتماد التي حصلت عليها المعاهد الأزهرية حتى الآن تجاوزت ألفا وثلاثمئة شهادة، بزيادة مستمرة عاما بعد عام مع الحفاظ على نسبة اعتماد متميزة، حيث تم اعتماد أربعة وستين معهدا خلال السنوات الست الأولى من عام 2009م حتى عام 2015م، أما في السنوات الثماني الأخيرة فقد حدثت طفرة في قطاع التعليم الأزهري قبل الجامعي، حيث زاد عدد المعاهد المعتمدة تصاعديا فبلغت شهادات الاعتماد التي تم منحها للمعاهد الأزهرية ما يزيد على ألف ومئتين شهادة، في الفترة من عام 2016م حتى عام 2023م. 

وبين فضيلته أنه يجري حاليا إعداد ملفات لما يزيد على مئتي معهد أزهري للتقدم للاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد خلال الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2023/2024م فضلا عن إنشاء وتجهيز ثمانية وخمسين مركزا لنشر ثقافة الجودة والتنمية المهنية للمعلمين بالمعاهد المستهدفة ضمن خطة الجودة، وذلك لتقديم الدعم الفني لها في ضوء الخطة السنوية للاعتماد، لتسع هذه المراكز ٢٢٠٠ متدرب لدعم منظومة الجودة بالأزهر الشريف بوجه خاص، ومنظومة التدريب بوجه عام. 

كما تم تدريب ٦٠٠ متدرب من العاملين في منظومة الجودة بالأزهر الشريف على النظام الإلكتروني الجديد ومستجدات عملية الاعتماد، وإطلاعهم على البرامج المحدثة للمراجعين الخارجيين من الهيئة لمواكبة التطورات الخاصة بنظام الاعتماد وذلك في ستة مراكز تدريبية، حيث يأمل الأزهر لمعلمي المعاهد الأزهرية أن يكونوا من بين المراجعين الخارجيين بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد ويشاركوا في زيارات المراجعة الخارجية بعد تأهيلهم واجتيازهم المقابلات والاختبارات التي تقررها الهيئة، لذا؛ يتم التنسيق بين الأزهر الشريف والهيئة لمنح العاملين بالأزهر الدورات المطلوبة في هذا الشأن. 

 واختتم وكيل الأزهر كلمته قائلا: "إن العمل الدؤوب والتعاون النموذجي المثمر بين الهيئة ومؤسسات التعليم في الأزهر الشريف قد أحدث طفرة في معدلات اعتماد الكليات والبرامج والمعاهد الأزهرية؛ حيث تم اعتماد ثمان وعشرين كلية أزهرية، وثمانية وعشرين برنامجا أكاديميا، وهو ما يؤكد أن حجم جامعة الأزهر وتاريخها وأنماط التعليم بها يمثل ميزة نوعية وقدرة تنافسية للجامعة التي تضم بين جنباتها دارسين ينتمون لأكثر من مئة دولة في العالم، وأن الجامعة تتابع وتهتم بالأخذ بكافة المستجدات التي تقرها الهيئة وذلك من خلال مركز ضمان الجودة بالجامعة ووحدات الجودة بالكليات، ذلك أن مجريات الحياة وسرعة تطورها وسيولة المعلومات، جعلت التعلم المستمر ضرورة، والمحافظة على كفاءة التعليم وجودته في حاجة حقيقية إلى برامج هادفة ومنظمة تضمن تحقيق معايير الجودة المستمرة".

دار الإفتاء المصرية تُنهي استعداداتها لمؤتمرها العالمي الثامن للإفتاء بمشاركة مائة دولة

أنهت دار الإفتاء المصرية استعداداتها لعقد مؤتمرها العالمي الثامن للإفتاء الذي تنظمه الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم سنويًّا، والذي سيعقد هذا العام في الفترة من 18-19 أكتوبر الجاري في القاهرة، برعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبحضور كبار المفتين والوزراء والعلماء من أكثر من مائة دولة حول العالم، حيث بدأت الوفود الرسمية المشاركة في الوصول إلى مطار القاهرة الدولي منذ الساعات الأولى من صباح اليوم.

وصرح الدكتور إبراهيم نجم -مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- أن مؤتمر هذا العام يشهد مشاركةً كبيرة ومتنوعة نظرًا لأهمية الموضوعات والمحاور التي يتناولها المؤتمر، والتي ترتبط بالعديد من المجالات والتخصصات، في محاولة لوضع الحلول والتصورات اللازمة لمواجهتها.

وأشار الدكتور نجم إلى أن القضية الفلسطينية ستكون حاضرة بقوة خلال فعاليات المؤتمر، وسيحضر ضمن ضيوف المؤتمر سماحة الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، والدكتور محمود صدقي الهباش قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية، فضلًا عن مشاركة عالية المستوى من المنظمات الأممية والعالمية.

وأضاف مستشار مفتي الجمهورية أنه سيتم خلال المؤتمر إطلاق العديد من المبادرات العالمية المهمة، والإعلان عن أول ميثاق شرف لدَور الفتوى في مواجهة تحديات الألفية الثالثة، والإعلان عن منتدى العلماء المختصين بقضايا فقه المجتمعات المسلمة التي تعيش كأقليات، وتسليم جائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي ودليل إرشادي عن الدبلوماسية الدينية، وكذلك إصدار دليل تعامل القيادات الدينية مع الصحفيين الأجانب، والإصدار الرابع من المكتبة الإلكترونية للإنتاج الإفتائي وغيرها من المبادرات والمشروعات المهمة.

جدير بالذكر أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ستعقد مؤتمرها العالمى الثامن للإفتاء في الفترة من 18 إلى 19 أكتوبر الجاري بفندق الماسة بمدينة نصر، تحت عنوان "الفتوى وتحديات الألفية الثالثة"، تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، وبرعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحضور علماء ومفتين ووزراء ومتخصصين من أكثر من مائة دولة.