الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحسن سور القرآن الكريم بكلام المولى عز وجل

صدى البلد

قال الدكتور رمضان عبد الرازق، الداعية الإسلامي، وعضو اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر، إن هناك سورة سماها الله عز وجل أحسن القصص، وهي من السور العجيبة التي تبث الرحمة والأمل العظيم.

وأضاف قائلاً:" هي سورة مكية، والسور المكية دايما فيها قوة وذكر للجنة والنار، ومع ذلك جائت طرية ونديه، عدد آياتها 111 لم يذكر فيها الجنة ولا النار وقصة نبي كاملة ومتذركش فيها معجزة واحدة، ألا وهي سورة يوسف".

وأوضح: أن الله عز وجل سمى سورة يوسف بأحسن القصص، سورة جميلة تفتح باب الأمل والسعادة ومفيهاش ذكر للجنة ولا للنار.

وأشار الى أن سورة يوسف بها أمر عجيب فهي تمثل المنحنيات في حياتنا 3 فوق 2 تحت، بمعنى أنها تحكي أب يحب ابنه انزل تحت لما اترمى في البير اطلع فوق قصر العزيز انزل تحت السجن ثم يصبح فى النهاية عزيز مصر، قال الله تعالى  {وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ}.

فضل سورة يوسف

 سُوَر القرآن الكريم سورٌ عظيمة تشتمل الأحكام، والآياتِ، والعِبر، والإعجاز، فيها شفاء لصدور المؤمنين ومنها سورة يوسف.

وقد جعل الله سبحانه وتعالى لبعض السّور والآيات أفضليّةً في تلاوتها وحفظها وتكرارها، وفي سورة يوسف لم يصحّ عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أيّ حديث يُفضّلها عن غيرها من السّور، إلّا أنّ فضل هذه السّورة قد ورد في بعض الأخبار من استنباط العلماء، أو من بعض الرّوايات في فضلها.

وقال بعضهم: إنّ مُعظم هذه الرّوايات موضوعة؛ وذلك لما اشتُهر من الوضع في أحاديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وخاصّةً في فضل سور القرآن الكريم، ومن هذه الرّويات: (علِّموا أرقَّاءَكُم سورةَ يوسُفَ؛ فإنَّه أيُّما مسلمٍ تلاها مُعلِّمَها أهلَهُ وما ملكتْ يمينُهُ، هوَّنَ اللهُ عليه سكَرات الموتِ، وأعطاهُ القوَّةَ ألَّا يحسُدَ مسلمًا).

وورد فضل سورة يوسف في أحاديث شاملة لها ولغيرها من بعض السُّور، وذلك كما في حديث واثلة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ).

فضل سورة يوسف

وكان نزول هذه السّورة العظيمة على النبيّ الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- في عام الحزن، يوم فقد عمّه أبا طالب وزوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فكانت هذه السّورة ممّا أزال الهمّ والحُزن عن قلب النبيّ الكريم؛ لذلك يرى عددٌ من علماء المسلمين استحباب قراءة هذه السّورة العظيمة للمهموم والحزين؛ لأنّها تحمل كثيرًا من أسرار الفَرَج بعد الشِّدة، واليُسر بعد العُسر.
و دلّ أيضًا على فضل سورة يوسف أنّ عددًا من الصّحابة -رضي الله عنهم- كانوا يُحبّون قراءة سورة يوسف، خاصّةً في صلاة الفجر، وعلى مقدّمتهم عمر وعثمان رضي الله عنهما، فعن الفرافصة قال: (ما أخَذتُ سورةَ يوسفَ إلَّا مِن قراءةِ عُثمانَ بنِ عفَّانَ إيَّاها في الصُّبحِ، مِن كثرةِ ما كانَ يُردِّدُها)، وقال علقمة بن وقاص رضي الله عنه: (كان عُمرُ بنُ الخطَّابِ -رضي اللهُ عنه- يَقرَأُ في العتمةِ سورةَ يوسفَ وأنا في آخرِ الصّفوفِ، حتّى إذا جاء ذِكرُ يوسفَ، سمِعتُ نشيجًا).


الظروف التي نزلت بها سورة يوسف على النبى

كان نزول سورة يوسف على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عوامل التثبيت، والمواساة، وتخفيف الآلام والأحزان في مرحلة الشِدَّة والوحشة، وفقد النصير بوفاة عمه أبو طالب وزوجته خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- في مكة، وفي السورة الكريمة إشارةٌ إلى أن الفرج آتٍ لا محالة مهما اشتدّت المصاعب، وتكالب أهل الباطل، وذلك من خلال استعراض ما مرَّ به يوسف -عليه السلام- من شدائد وفتنٍ ومصائب ابتداءً من قصته مع إخوته، وإلقائه في البئر، ثم انتقاله إلى بيت العزيز.

وتعلّق امرأة العزيز به ومراودته عن نفسه، مرورًا بدخوله السجن، وصبره على كل ما أصابه في سبيل الله، وتَحمُّل أعباء الدعوة إلى الله تعالى، وبعدها انقلاب الحال وخروجه من السجن عزيزًا كريمًا، وتولّيه مُلكَ مصر، وفي السورة الكريمة رسالةٌ للنبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة -رضي الله عنهم- مفادها أن الصبر طريق التمكين، وأن الله -تعالى- ينصر أولياءه وعباده الصالحين، مصداقًا لقوله تعالى: (وَكَذلِكَ مَكَّنّا لِيوسُفَ فِي الأَرضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأويلِ الأَحاديثِ وَاللَّـهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ).