الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نفاد الوقود من غزة يدفع الفلسطينيين إلى حرق الأشجار والنفايات

صدى البلد

في خضم الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس، يواجه سكان غزة أزمة وقود حادة، حيث تؤدي ندرة الأشجار والموارد الأخرى إلى زيادة المخاوف الصحية وارتفاع أمراض الجهاز التنفسي. ومع استمرار النزاع، يلجأ سكان غزة إلى إجراءات يائسة لطهي الطعام والتدفئة، مما يثير ناقوس الخطر بشأن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في المنطقة.

 

وفقا لما نشرته الجارديان، أدى الحصار الذي تفرضه إسرائيل إلى الحد بشدة من توفر الغاز في غزة، مما أجبر السكان على اللجوء إلى مصادر بديلة للوقود. أينما لا تزال الأشجار قائمة في غزة، يتم قطعها للحصول على الوقود، وعندما لا يتوفر الخشب، يحرق السكان النفايات في مواقد مؤقتة مصنوعة من الطين أو المعدن الخردة أو الطوب.

 

تؤدي صعوبة العثور على الوقود إلى تفاقم الوضع، حيث يقضي السكان ساعات طويلة في البحث عن الأشجار لقطعها ونقلها إلى منازلهم. إن المخاطر الصحية المرتبطة بالدخان المنبعث خلال هذه العملية كبيرة، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان.

 

وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، يعتمد 70% من النازحين في جنوب غزة على الحطب للحصول على الوقود. إلا أن عدد من ليس لديهم وقود على الإطلاق تضاعف خلال الأسبوعين الماضيين ليصل إلى 15%. ويضيف تناقص عدد الأشجار طبقة إضافية من التعقيد إلى الوضع، مما يجعل مهمة العثور على الحطب للوقود أكثر صعوبة.

 

في جنوب غزة، وتحديداً في رفح، حيث لجأ عشرات الآلاف من النازحين الجدد، تم الإبلاغ عن اكتظاظ شديد. ويشكل الافتقار إلى المأوى المناسب ومرافق الصرف الصحي تهديدا كبيرا، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض.

 

تمتد تداعيات أزمة الوقود إلى ما هو أبعد من التحديات المباشرة المتمثلة في الطهي والتدفئة. وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع كبير في حالات التهابات الجهاز التنفسي الحادة، حيث وصلت إلى 129 ألف حالة حتى الأسبوع الماضي. ويؤدي استخدام "الوقود القذر"، مثل حرق النفايات الصلبة، إلى تفاقم خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، مما يجعله مصدر قلق ملحًا على الصحة العامة.

 

أدى نقص الوقود والمياه النظيفة ونقص الغذاء إلى تفاقم مستويات الجوع في غزة. وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أنه على مدى 12 يوما، ارتفع عدد الأسر التي تعاني من الجوع الشديد من 38% إلى 56%.

 

يصف السكان روتينهم اليومي بأنه كفاح مستمر للعثور على أي شيء يمكنهم حرقه، أو اللجوء إلى قصاصات الورق أو حتى قطع أشجار الزيتون الثمينة. وأدى اليأس من الوقود إلى احتراق الرسائل التي ألقيت من السماء، والتي تحث الناس على الإخلاء، كوسيلة للبقاء على قيد الحياة.