الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل قضاء المرأة ما عليها في شوال تنال معه ثواب الأيام الست؟

هل قضاء المرأة ما
هل قضاء المرأة ما عليها في شوال تنال معه ثواب صيام الست؟

هل قضاء المرأة ما عليها في شوال تنال معه ثواب صيام الأيام الست؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، حيث قال إن مواسم الخير بعد رمضان صيام الست من شوال.

هل قضاء المرأة ما عليها في شوال تنال معه ثواب صيام الأيام الست؟

جاء عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها» [رواه ابن ماجه].

يقول ابن حجر الهيتمي: « لأن الحسنة بعشر أمثالها كما جاء مفسرا في رواية سندها حسن ولفظها «صيام رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام – أي : من شوال – بشهرين فذلك صيام السنة » أي : مثل صيامها بلا مضاعفة نظير ما قالوه في خبر ﴿ قل هو الله أحد﴾  تعدل ثلث القرآن وأشباهه، والمراد ثواب الفرض وإلا لم يكن لخصوصية ستة شوال معنى؛ إذ من صام مع رمضان ستة غيرها يحصل له ثواب الدهر لما تقرر فلا تتميز تلك إلا بذلك. 
وحاصله أن من صامها مع رمضان كل سنة تكون كصيام الدهر فرضاً بلا مضاعفة ومن صام ستة غيرها كذلك تكون كصيامه نفلا بلا مضاعفة كما أن يصوم ثلاثة من كل شهر تحصله أيضا» [تحفة المحتاج].

ويتصل بصيام الست من شوال مسألة يكثر السؤال عنها، وهي : «هل يمكن للمرأة أن تقضي ما عليها من أيام في شهر شوال، وتكون بذلك حصلت ثواب الست من شوال» والجواب هو ما ذهب إليه السادة الشافعية أن من يقضي رمضان في الست من شوال تبرأ ذمته بقضاء هذه الأيام من رمضان، ويحصل له أجر الصيام في شوال.

مع التأكيد على أنه لا ينوي صيام الست من شوال وإنما ينوي صيام ما فاته من رمضان فقط، وبوقوع هذا الصيام في أيام الست يحصل له الأجر، فإن فضل الله واسع؛ وذلك لأن حديث النبي صلى الله عليه وسلم نصه : «من صام رمضان، ثم أتبعه بست من  شوال، فكأنما صام الدهر»( رواه أبو داود  وابن ماجه ، وابن حبان) لم يخبر بأن صيام هذه الأيام بنية مخصوصة لأيام مخصوصة من شوال، وإنما تحدث عن مطلق الإتباع، وهيئة إتباع رمضان بست من شوال حاصلة فيمن نوى صيامهم نافلة، ومن نوى صيامهم كقضاء لرمضان.

وقد أفتى العلامة الرملي - رحمه الله - بذلك في إجابة سؤال عن شخص عليه صوم من رمضان وقضاء في شوال : هل يحصل له قضاء رمضان وثواب ستة أيام من شوال وهل في ذلك نقل؟  فأجاب : « بأنه يحصل بصومه قضاء رمضان، وإن نوى به غيره، ويحصل له ثواب ستة من شوال، وقد ذكر المسألة جماعة من المتأخرين»( فتاوى الرملي).

وشدد: بناءً عليه يجوز للمرأة المسلمة أن تقضي ما فاتها من صوم رمضان في شهر شوال، وبذلك تكتفي بصيام قضاء ما فاتها من رمضان عن صيام الأيام الستة، ويحصل لها ثوابها؛ لكون هذا الصيام قد وقع في شهر شوال؛ وذلك لما ذكر وقياسًا على من دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس بنية صلاة الفرض، أو سنة راتبة، فيحصل له ثواب ركعتي تحية المسجد، حيث ذكر الإمام النووي في المنهاج : «وتحصل بفرض أو نفل آخر»( شرح الجلال المحلي للمنهاج). وقال جلال المحلي في شرحه على المنهاج : «قال في شرح المهذب : فإن صلى أكثر من ركعتين بتسليمة واحدة جاز، وكانت كلها تحية لاشتمالها على الركعتين . (وتحصل بفرض أو نفل آخر) سواء نويت معه أم لا؛ لأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس, وقد وجدت بما ذكر, ولا يضره نية التحية لأنها سنة غير مقصودة خلاف نية فرض وسنة مقصودة فلا تصح»( شرح الجلال المحلي للمنهاج) فنحن نعم نأسف لانقضاء رمضان ووداعنا له، ولكننا نستقبل مواسم الخير الذي تعقبه من زكاة فطر، وصلاة عيد، وصيام ست من شوال، رزقنا الله طاعته في كل الأوقات.