"خبز وحشيش وقمر".. قصيدة كشفت النقاب عن شيزوفرينيا الشخصية العربية وأثارت الرأي العام ضد نزار

أي ضعفً و انحلالْ..
يتولاّنا إذا الضوء تدفقْ
فالسجاجيدُ.. و آلاف السلالْ..
و قداحُ الشاي .. و الأطفالُ..تحتلُّ التلالْ
في بلادي
حيث يبكي الساذجونْ
و يعيشونَ على الضوء الذي لا يبصرونْ..
في بلادي
حيث يحيا الناسُ من دونِ عيونْ..
حيث يبكي الساذجونْ..
و يصلونَ..
و يزنونَ..
و يحيونَ اتكالْ..
منذ أن كانوا يعيشونَ اتكالْ..

هذا جزء من قصيدة للشاعر العربي الراحل "نزار قباني" من أجمل ما قال نزار ، ومن أكثر ما أثار الرأي العام العربي من قصائد في تاريخ الأدب المعاصر.
نزار قباني في قصيدته "خبز وحشيش وقمر" عمد الى تعرية الشخصية العربية المصابة بالانفصام وتعدد الأحوال والمزاجات في آن واحد ، فتجده مصليا بعد أن زنى ، وورعا بعد أن عصى ، وروحانيا شهوانيا في نفس الوقت ، رومانسيا وعمليا واقعيا ، طموحا ويائسا كما وصفهم بانهم يصطنعون الأزمات ليبكون عليها.. هكذا وصف نزار شخصيات من بلاده.
وفي تحليل القصيدة قال النقاد" انها تتحدث عن الاحوال السيئه المتدهورة التي يعاني منها المشرق العربي وما يترتب عن ذلك من مآسِ كثيره تحيط بهم,,, فهم مخدرون بلياليهم وسهراتهم من جهه, وهم متسلحون بالبكاء والنحيب اذا طالعهم احد بحقيقة حالهم من جهة اخرى.
يصور لنا نزار في مقدمة القصيدة كيف ان العربي يتزود بادوات التخدير تاركا حوانيته من اجل ان يلحق في عالم من الخيال الذي يفتك بشخصيته ويجعلها تترنح كسيرة امام الوقع المر الذي يعيش فية. فالعربي يبيع ويشتري الخيال, بدلا من ان يعمل ويجاهد في سبيل تغيير الوضع القائم الذي يرزح تحته.
وينتقل الشاعر مصورا بعضا من الظواهر السلبية التي تتغلغل في عقلية ونفسية المشرقي, فنراه متوكلا لا يفعل شيئا, الا انه يستجدي السماء ان تمطره الماس والغنى. وانى له ذلك وهو مخدر ضعيف؟؟ وتأتي صورة قبور الاولياء لتزيد من قوة المأساة التي يعشيها العربي والنظرة الساخره من قبل الشاعر لهذة الظواهر القاتلة.
ان الشاعر ينظر الى المشرق العربي نظرة سلبية حيث تتفشى المظاهر التي من شأنها ان ترجع العربي الى الوراء فهو ضعيف ,بكاء .ساذج.
ويبلغ الشاعر حزنه على هذا المشرق عندما يصوره مصليا زانيا في نفس الوقت؟؟
فكيف يستقيم هذا الشيء ؟اذ ان الصلاه من شأنها ان تهني عن الفحشاء والمنكر الا ان العربي لا يفرق بين هذه الامور وفي هذا اكبر دليل على جهلهم بالدين الذي يدعو الى المجاهدة والعمل والسمو.
نزار قباني يدعو من خلال هذه القصيدة الى رفض هذا الواقع المؤلم ومعه يرفض الاتكالية الخيالية ويدعوهم الى التخلي عن الخرافات والوهم والخيال. فمع هذه العناصر السيئه سيبقون يعيشون الفقر والضعف.
يهيب بهم الشاعر لعلهم يصحون من غفلتهم ومن ثم يلتقون بالكرامة والخبز الحقيقي والنضال.
ان قضية جوعهم وتخديرهم وكسلهم وتواكلهم معرفة لهم وللرأي العام وليست بحاجة الى توضيح او كشف مما هي واضحة.