لعل هناك كثيرون لا يعرفون لماذا يجب الوضوء قبل الخروج من المنزل ؟، ومن ثم يهملون هذه العبادة -الوضوء - عند خروجهم من البيت، وحيث إن معرفة السبب تزيل العجب وتزيد الحرص ومن ثم اغتنام الفضل والبركة، من هنا ينبغي معرفة لماذا يجب الوضوء قبل الخروج من المنزل ؟، لعل بها نكن من الفائزين.
لماذا يجب الوضوء قبل الخروج من المنزل
قال الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الاسلامية، إنه ينبغي الخروج من المنزل على وضوء ، حيث إن هناك ما يُسمى موت الفجأة والذي ينبغي الاستعداد له بمثل هذه العبادة - الوضوء-.
وأوضح “ الجندي ” في إجابته عن سؤال: لماذا يجب الوضوء قبل الخروج من المنزل ؟، أن هناك ما يُسمى موت الفجأة وهذا أمر يحدث، والإنسان لا يلحق تقديم أي شيء لآخرته ويؤخذ فجأة.
وأضاف أنه ليس من الصواب أن يتناسى الإنسان موت الفجأة ولا يستعد له، ومن ثم لا تخرج من البيت إلا متوضئ ولا تنام بدون صلاة ولابد من صلاة العشاء قبل النوم وأن تنوي القيام لصلاة الفجر لأن موت الفجأة خطير لذلك عليك أن تصلح ما بينك وبين الله.
فضل الوضوء قبل الخروج من المنزل
ورد أن للوضوء فضيلة وأجر كبير، فقد ورد عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فدعا بلالا، فقال: «يا بلال بم سبقتني إلى الجنة؟ إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي» . فقال بلال: يا رسول الله، ما أذنت قط إلا صليت ركعتين، وما أصابني حدث قط إلا توضأت عنده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بهذا» [رواه أحمد والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط الشيخين].
وجاء في الحديث استحباب إدامة الطهارة، ومناسبة المجازاة على ذلك بدخول الجنة، لأن من لازم الدوام على الطهارة أن يبيت المرء طاهرا، ومن بات طاهرا عرجت روحه فسجدت تحت العرش، كما رواه البيهقي في الشعب، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.
وقال الحافظ العراقي: فيه استحباب دوام الطهارة، وأنه يستحب الوضوء عقب الحدث، وإن لم يكن وقت صلاة ولم يرد الصلاة، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم (ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) [رواه مالك في الموطأ وابن ماجه]، فالظاهر أن المراد منه دوام الوضوء لا الوضوء الواجب فقط عند الصلاة.
وورد أن من استطاع أن يحافظ على هذه الفضيلة فهذا أفضل بلا شك، ولو تركها فلا حرج وليس بالضرورة أن يؤدي ذلك إلى الوسوسة، المهم أنه لا يجبر أو يلزم على فعل الفضيلة إذا لم يرد هو ذلك ، و ينصح أن يحصن نفسه بأذكار الصباح و المساء وأذكار الدخول و الخروج فهذا يكفيه إن شاء الله تعالى.