تؤكد دراسة نُشرت في وقت سابق، من هذا الشهر ما يعرفه الكثيرون منا عن معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، ترتفع بشكل كبير بين الشباب.
في الواقع، يُعد سرطان القولون والمستقيم السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان لدى البالغين دون سن الخمسين.
على الرغم من أن العلماء ما زالوا يُسارعون لتحديد السبب الدقيق لهذا الارتفاع، إلا أن الكثيرين يُرجّحون أن السبب يعود إلى ما يُسمى "النظام الغذائي الغربي" الشائع في الولايات المتحدة، والذي يعتمد على الأطعمة المُصنّعة بكميات كبيرة وقليلة الفواكه والخضراوات والألياف، يُمكن أن يُؤدي هذا النمط الغذائي إلى التهاب في جميع أنحاء الجسم، مما قد يزيد بدوره من خطر الإصابة بسرطان القولون.
ومع ذلك، فقد وجدت دراسة جديدة رائدة أن تناول حفنة من هذه الوجبات الخفيفة الصحية يوميًا يُمكن أن يُقلل من الالتهابات الجهازية، ويُقلل أيضًا من خطر الإصابة بسرطان القولون.
ويرتبط الالتهاب بسرطان القولون، وكما أوضح موقع "بيست لايف" سابقًا، فإن اتباع نظام غذائي غني بالدهون وقليل الألياف (مثل النظام الغذائي الغربي) قد يؤدي إلى خلل في توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء.
وجدت دراسة نُشرت عام ٢٠٢٤ في مجلة علم الأورام السريري أن "زيادة حالة الالتهاب تُميّز خلل التوازن البكتيري، وقد تُعزز بيئة الورم المثبطة للمناعة، وتُثبّط المراقبة المناعية المضادة للأورام".

وحللت دراسة منفصلة نُشرت عام ٢٠٢١ في مجلة Gut، 162 عينة من أورام سرطان القولون، ووجدت أنها أظهرت "تحيزًا واضحًا مؤيدًا للالتهابات".
لكن تناول الجوز كوجبة خفيفة قد يُقلل من الالتهابات وخطر الإصابة بسرطان القولون.
مع ذلك، تُشير دراسة جديدة نُشرت هذا الشهر في مجلة Cancer Prevention Research إلى أن التركيز العالي من الإيلاجيتانينات في الجوز قد يُحسّن الالتهابات الجهازية في الجسم، ويُقلل أيضًا من خطر الإصابة بسرطان القولون.
وصرح الدكتور دانيال دبليو روزنبرغ، مؤلف الدراسة وأستاذ في كلية الطب بجامعة كونيتيكت، في بيان صحفي: "تُوفر الإيلاجيتانينات الموجودة في الجوز خصائص مُضادة للالتهابات والسرطان، وهي الخصائص المهمة التي نراها لدى المرضى في أبحاث تجاربنا السريرية، وخاصةً تحويل الأمعاء للإيلاجيتانينات إلى عامل مُضاد قوي للالتهابات، وهو اليوروليثين أ".

ما هي الإيلاجيتانينات ؟
هي مركبات بوليفينول مُشتقة من النباتات موجودة في الجوز، تُستقلب حصريًا بواسطة ميكروبيوم الأمعاء إلى مجموعة واسعة من الجزيئات المُضادة للالتهابات تُسمى اليوروليثينات".
تُعتبر اليوروليثينات مُزيلات للجذور الحرة، أي أنها تُساعد في الحد من الإجهاد التأكسدي على خلايا الجسم، مما يُقلل الالتهاب.
للوصول إلى هذه النتائج، أجرى الباحثون دراسة على 39 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 40 و65 عامًا، ممن لديهم خطر مُرتفع للإصابة بسرطان القولون. لمدة ثلاثة أسابيع، لم يتناولوا أي أطعمة غنية بالإيلاجيتانين سوى الجوز.
في ختام فترة الدراسة، خضعوا لتنظير القولون عالي الدقة، أسفر بعضها عن إزالة سلائل القولون (أورام صغيرة يُمكن أن تتحول إلى سرطان إذا تُركت دون علاج).

حدد الباحثون ما يلي نتيجة تناول الجوز
أظهرت عينات البول مستويات عالية من الببتيد YY، وهو بروتين "مرتبط بتثبيط سرطان القولون والمستقيم".
أظهرت عينات الدم عدة علامات على انخفاض الالتهاب، خاصةً لدى المشاركين الذين يُعانون من السمنة.
أظهرت أنسجة السلائل كميات أقل من البروتينات الموجودة عادةً في سرطان القولون.
واختتم روزنبرج قائلاً: "هناك العديد من الفوائد المحتملة التي يمكن الحصول عليها من تناول الجوز، مع مخاطر جانبية قليلة للغاية، حيث أن تناول حفنة منه كل يوم هو في الواقع شيء يمكنك القيام به بسهولة لتحقيق فوائد صحية طويلة الأمد".
المصدر: bestlifeonline