أكد الناقد الفني شريف الشوباشي، الرئيس الأسبق لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أن الحالة الفنية في مصر سواء في الدراما أو السينما باتت في حاجة ماسة إلى وقفة جادة، تستهدف وضع استراتيجية شاملة ومدروسة، تعيد للفن المصري قوته وتأثيره ومكانته التي تليق بتاريخه العريق وإرثه الإبداعي الفريد.
وقال الشوباشي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إن هناك اتجاهين متعارضين في تناول دور الدولة والمبدع في العملية الفنية، الأول يدعو إلى إطلاق حرية الإبداع دون قيود، إيمانًا بأن المبدع لا ينتج إلا في مناخ منطلق تمامًا، يكتب ويعبّر كما يشاء، أما الثاني، فيطالب بدور رقابي صارم من الدولة، لضمان عدم تكرار ما وصفه بـ"الانفلات الفني" الذي شهده المشهد الدرامي خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف: "أنا لا أميل لأي من الطرفين بشكل مطلق، بل أرى أن التوازن هو الحل. ويجب منح المبدع حرية حقيقية، لكن في إطار إشراف مسؤول يضمن أن يكون المحتوى متوافقًا مع قيم المجتمع ومصالحه."
وشدد على أن الدولة يجب ألا تكتفي بموقع المتفرج، بل من مسؤوليتها وضع رؤية استراتيجية كبرى للفن، ترتبط بالعلاقات المجتمعية، وبالصورة التي تقدم للمواطن عن نفسه، وعن بلده، وعن القيم التي يجب أن تسود.
وختم بقوله: “مثلما تؤسس الدراما وعي الأجيال وتُشكّل ذوقهم، يمكن للأفكار الظلامية أن تُؤسس جيلًا من المتطرفين.. ولهذا يجب أن نكون واعين بما نُنتجه، وبما نستهلكه.”