خطبة الجمعة اليوم
الشيخ أحمد عبدالله رشوان:
الأسرة سر تماسك المجتمع والملاذ من قسوة الحياة
العنف الأسري يهدد المجتمعات وينشئ أطفالا معقدين
توقفوا عن نظرة الاشمئزاز للمتعافين من الإدمان
نشرت الفضائية المصرية، بثا مباشرا لنقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد الريف المصري بمحافظة المنيا.
وأدى أئمة وخطباء وزارة الأوقاف، خطبة الجمعة اليوم، عن موضوع بعنوان "فتراحموا".
وقالت وزارة الأوقاف المصرية، إن الهدف من موضوع خطبة الجمعة اليوم، توعية الجمهور بمخاطر وآثار العنف الأسري على الفرد والأسرة والمجتمع، علمًا بأن الخطبة الثانية تتناول خطورة الوصم الاجتماعي وآثاره السلبية.
وقال الشيخ أحمد عبدالله رشوان، من علماء وزارة الأوقاف، إن الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع وهي سر تماسك المجتمع ووحدته واستقراره، وهي خط الدفاع الأول عنه.
وأضاف رشوان، في خطبة الجمعة من مسجد الريف المصري بمحافظة المنيا، أن الأسرة هي المأوى التي نلجأ إليه من قسوة الحياة، والأسرة هي الملاذ الذي نستمد منه التضحية والفداء.
وأشار إلى أن اعتنى الإسلام بالأسرة عناية فائقة، فقال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
وأكد أن الأسرة هي الأمان الذي يواجه به الزوجان مخاوف الحياة وصعوباتها، منوها أن المودة والرحمة هما عمود الخيمة التي تقوم عليها سعادة الأسرة واستقرارها.
وأشار إلى أن النبي كان في بيته هيا لينا سهلا سمحا رفيقا رقيقا، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها حينما سئلت عن حال النبي في بيته (كان أكرم الناس وألين الناس بساما ضحاكا لا يطلب طعاما بعينه ما قدم إليه أكل وإلا تركه دون أن يعيبه).
وقال الشيخ أحمد عبدالله رشوان، من علماء وزارة الأوقاف، إن النبي كان يشارك زوجاته في الأعمال المنزلية، يخيط ثوبه ويخسف نعله ويحلب شاته ويعجن ويحمل متاعه من السوق.
وأضاف رشوان، في خطبة الجمعة من مسجد الريف المصري بمحافظة المنيا، أن النبي قال في الحديث الشريف (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) مناشدا المسلمين بأن يملأوا بيوتهم مودة وسكينة، وأن يتجاوزوا عن الزلات ويغضوا الطرف عن الهفوات ولا تتبعوا الأخطاء والعثرات، كونوا لبعض سندا وعونا.
وتابع في نصحيته للأزواج: ابتعدوا عن العنف الأسري، فإن العنف الأسري هو داء عضال يهدم الأسرة ويهدد استقرار المجتمعات، كم من أطفال بسببه شردت؟ وكم من أسر تفككت؟ وكم من أم تحمل في قلبها أحزانا؟ كم من طفل أصبح معقدا نفسيا أو منحرفا فكريا بسبب العنف الأسري؟.
واستشهد بقول الله تعالى: (فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) ويقول النبي (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر).
وأكد أن النبي يوصي الزوجة خيرا بزوجها، تسره بنظرتها، وتهون عليه مصاعب الحياة.
وقال الشيخ أحمد عبدالله رشوان، من علماء وزارة الأوقاف، إن بعض الناس حينما ينظر إلى متعاف من الإدمان أو إلى مريض نفسي أو إلى رجل أفاق من غفلته، ينظرون إليه نظرة اشمئزاز، كأنه منبوذ.
وأضاف رشوان، في خطبة الجمعة من مسجد الريف المصري بمحافظة المنيا، أن الوصم الاجتماعي سم قاتل يلعب بقلوب الضعفاء، يرد المتعافين إلى الانتكاس، ولابد أن ننبذ الوصم الاجتماعي، وننظر إلى المتعافي من الإدمان بنظرة إنسانية رحيمة، فلا تكن عونا للشيطان، مد له يد العون والمساعدة.
وتابع: أيها المتعافي من الإدمان لا تلتفت إلى الوراء، ولا تجعل شبح الماضي يخيم على حاضرك ومستقبلك، واعلم أن التوبة النصوح تمحو ما قبلها.
ونصح خطيب الأوقاف، المتعافي من الإدمان، بضرورة الإقبال على الله، لكي يضع له القبول في الأرض ويحبه أهل الأرض والسماء.