حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل الدائر حول حكم النوم قبل أذان الفجر بدقائق، مؤكدة أن المسلم ينبغي عليه أن يُجاهد نفسه ويلتزم بأداء الصلاة في وقتها، مع الحرص على صلاتها جماعة كلما أمكن ذلك.
وشددت الإفتاء على أن من يسمع الأذان وهو مستيقظ، وجب عليه النهوض فورًا لأداء صلاة الفجر، وأن تأخيرها حتى يخرج وقتها دون عذر يُعد إثمًا شرعيًّا يستوجب التوبة الصادقة، وكثرة الاستغفار، والعزم على عدم التكرار، ثم أداء الصلاة قضاءً، مستشهدة بحديث النبي ﷺ:
«مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا» (رواه مسلم).
وفيما يتعلق بمن ينام قبل الأذان بقليل دون قصد التفريط، أو لا يجد من يوقظه، أو يغلبه النوم بطبعه، أو لشدة التعب، أو لصعوبة الاستيقاظ، فقد أوضحت الدار أن هذا لا إثم فيه، طالما لم يكن عن تهاون أو تعمد ترك الصلاة، مشيرة إلى أن النبي ﷺ عذر مَن غلبه النوم، كما في حديث صفوان بن المعطل رضي الله عنه، حيث قال:
«فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ عُرِفَ لَنَا ذَاكَ لاَ نَكَادُ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ»، فأجابه النبي ﷺ بقوله: «فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ» (رواه أبو داود).
وأضافت دار الإفتاء، نقلًا عن الإمام الخطابي في كتابه معالم السنن، أن عدم توجيه النبي ﷺ اللوم لصفوان هو من رحمة الله بعباده، ورفق نبيه ﷺ بأمته، خاصة في حال الغلبة والاعتياد، إذ يُشبه حاله بمن أُغمي عليه، فلا يُؤاخذ.
وأشارت إلى أنه لا يجوز أن يُظن بأحد ترك الصلاة عمدًا إذا تكررت منه هذه الحال دون توفّر من يوقظه أو يعينه، مع التنبيه إلى ضرورة بذل الجهد، واتخاذ الوسائل اللازمة للاستيقاظ، وعدم التهاون في الصلاة.