أكدت دار الإفتاء المصرية في فتوى مطولة أن "السفر عبر الزمن" ليس مستحيلًا من جهة العقل ولا مرفوضًا من جهة الشرع، موضحة أن الإسلام يدعم البحث العلمي الجاد، ويحث على استكشاف آيات الله في الكون، جنبًا إلى جنب مع تدبر الوحي.
وقد جاء ذلك في سياق ردها على سؤال لطالب مسلم يدرس الفيزياء بأمريكا حول مدى توافق نظرية "Time Travel" أو السفر عبر الزمن مع مبادئ الشريعة الإسلامية.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن من أبرز النظريات التي تتناول هذه الفكرة "النسبية الخاصة" لأينشتاين، والتي تعتمد على ارتباط الزمن بالمكان فيما يُعرف بـ"الزمكان"، وعلى افتراض أن سرعة الضوء تشكل الحد الأعلى للحركة في الكون، وبالتالي فإن تجاوز هذا الحد أو الاقتراب منه قد يؤدي إلى تغير في الإطار الزمني الذي يعيشه الكائن أو الجسم المتحرك.
وبيّنت الفتوى أن الشريعة الإسلامية تتسع لمثل هذه التصورات العلمية ما دامت لا تصادم قطعيات الدين، مؤكدة أن الله تعالى هو خالق الزمان والمكان، وأن تفاوت الأزمان بين العوالم مذكور في القرآن الكريم في أكثر من موضع، كما في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾.
وأضافت الإفتاء أن مفهوم الانتقال عبر الزمن ليس بعيدًا عن العقيدة الإسلامية، فالموت نفسه انتقال لعالم آخر بزمن مختلف، وهو ما ينطبق أيضًا على بعض المعجزات التي وردت في القرآن الكريم، مثل قصة عزير عليه السلام الذي أماته الله مئة عام ثم بعثه.
كما أن النبي ﷺ أُسري به وعرج إلى السماوات في زمن قصير، مما يؤكد قدرة الله على كسر القوانين المألوفة في الزمان والمكان.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن النصوص الشرعية لا تتعارض مع الحقائق العلمية، بل تفتح الباب للفهم والتأمل، ولا ينبغي المسارعة إلى رفض أو قبول أي نظرية علمية قبل التأكد من جديتها ومدى اتفاقها مع ثوابت الدين.