قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام: تيقظوا من سِنَةِ الغفلات فقد انقضى شهر محرم وحلّ بكم صفر، وتنبهوا من رقدة الجهالات واعتبروا بمرور الأيام، فالسعيد من اعتبر.
تيقظوا من سنة الغفلات
وأضاف " الجهني" خلال خطبة الجمعة الأخيرة من شهر الله تعالى المحرم اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة: واعلموا أن الله سبحانه وتعالى بعث رسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما- بالهدى، وبصّر به من العمى، ذهبت بأنواره ظلمات الجاهلية الجهلاء، وعصبيتها وفخرها بالآباء.
وتابع: واستقسامها بالأزلام وتشاؤمها بالأيام والأنواء، محذرًا من مخالفة أمره تعالى حذر من يوقن بالحساب والعرض عليه، وعبادته مخلصين له الدين، ومراقبته مراقبة أهل الإيمان واليقين.
وحذّر من التشاؤم والطيرة لأنها تَوَقُّعُ الْبَلَاءِ وَسُوءُ الظَّنِّ، وذلك دأب الجاهلين والكفار قال الله سبحانه وتعالى: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) الآية 51 من سورة التوبة.
تَوَقُّعُ الْبَلَاءِ وَسُوءُ الظَّنِّ
ونهى عن سبّ الأوقات والدهور، والتشاؤم بالأيام والسنين والشهور، ولا تنسبوا النفع والضر إلا إلى من إليه ترجع الأمور، منوهًا بأنه لا شؤم في شهور ولا أيام، فما قُدِّرَ لا بد أن يكون، ومعاداة الأيام جنون.
واستشهد بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:(من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك)، رواه أبو داود، قائلًا: أصلحوا ما ظهر من أعمالكم وما بطن، واستعملوا جوارحكم في طاعته شكرًا .
وأوصى ، قائلاً: حافظوا على ما جاء به نبيكم، وأكثروا من الصلاة عليه، فبالصلاة عليه تنالوا الأجر والفوز والقبول، وبكثرة الصلاة على النبي تنحل العقد وتنفرج الكروب وتُقضى الديون.