قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

داخل معامل LG.. ثورة الذكاء الاصطناعي تحوّل الشهر إلى 8 ساعات فقط

آيفون
آيفون

تخيل أنك تدخل مكتب مديرك، وتضع على طاولته مشروعًا معقدًا استغرق منك إنجازه ثماني ساعات فقط، وتخبره بهدوء"لقد انتهيت". هل ستحصل على ترقية فورية؟ ربما في أي شركة أخرى، لكن ليس في شركة "إل جي"، هناك، أصبح هذا الإيقاع الخارق هو الوضع الطبيعي الجديد.

في أروقة عملاقة التكنولوجيا الكورية الجنوبية، التي تربطها علاقة وثيقة بشركة "آبل" وتصنّع لها شاشات هواتف "آيفون" وحواسيب "آيباد" اللوحية، تدور أحداث ثورة صامتة يقودها بطل غير متوقع وهو الذكاء الاصطناعي. 

وهذه الثورة لا تقتصر على تحسين الأرقام فحسب، بل إنها تعيد كتابة مفهوم الزمن نفسه.

من أربعة أسابيع إلى يوم عمل واحد

دعنا نأخذ جولة داخل قسم تصميم الشاشات المرنة، ففي الماضي، كان تصميم الأنماط المعقدة للحواف المنحنية والإطارات فائقة النحافة مهمة شاقة تستنزف فريقًا من المهندسين المهرة لمدة أربعة أسابيع كاملة. كانت أيامًا وليالي من الحسابات الدقيقة والمحاولات المضنية.

أما اليوم، فقد تغير المشهد تمامًا. يتولى مهندس واحد الإشراف على نظام ذكاء اصطناعي متطور، وفي غضون ثماني ساعات فقط، أي ما يعادل يوم عمل واحد – يخرج التصميم جاهزًا وبدقة متناهية. ما كان يستغرق شهرًا، أصبح الآن إنجاز فنجان القهوة الصباحي.

وهذه ليست الحادثة الوحيدة، ففي قسم آخر، كانت عملية التصميم البصري لضمان تناسق ألوان شاشات OLED تستغرق خمسة أيام طويلة. أما الآن؟ لقد اختصرها الذكاء الاصطناعي إلى ثماني ساعات أيضًا.

لكن القصة لا تتوقف عند حدود التصميم. فعلى خطوط الإنتاج، حيث كل ثانية تساوي أموالًا، تم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لتصبح محققًا خبيرًا.

 عندما يظهر عيب في إحدى الشاشات، يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل الأسباب الجذرية فورًا واقتراح الحلول. نتيجة لذلك، تم تقليص الوقت اللازم لتحسين الجودة من ثلاثة أسابيع مرهقة إلى يومين فقط. إنه أشبه بالانتقال من السير على الأقدام إلى السفر بسرعة الصوت.

هذه القفزات الهائلة لم تكن مجرد استعراض تقني، بل ترجمت إلى أرباح حقيقية، حيث أعلنت الشركة أن هذه العقلية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي أضافت إلى خزائنها ما يزيد عن 210 مليار وون كوري (أي حوالي 150 مليون دولار أمريكي).

"هاي-دي": الزميل الذي لا ينام

الثورة لم تقتصر على المصانع والمعامل،ففي المكاتب، أصبح لدى الموظفين زميل جديد لا يطلب إجازة ولا يحتاج إلى استراحة لتناول القهوة. اسمه "هاي-دي" (Hi-D)، وهو مساعد الذكاء الاصطناعي الداخلي للشركة.

يقوم "هاي-دي" بمهام كانت تستهلك ساعات طويلة من وقت الموظفين، مثل البحث في قواعد البيانات الضخمة، والترجمة الفورية خلال الاجتماعات الدولية، وتلخيص المحادثات الطويلة. وفي وقت لاحق من هذا العام، سيتعلم "هاي-دي" مهارة جديدة هي إعداد مسودات العروض التقديمية تلقائيًا.

بينما تواصل "إل جي" خطتها الطموحة لزيادة الإنتاجية بنسبة 30% خلال ثلاث سنوات، يبدو المستقبل واضحًا. 

قد يأتي اليوم الذي يجلس فيه الموظفون في اجتماع عام، يصفقون بأدب بينما يصعد الذكاء الاصطناعي إلى المنصة ليتلقى التكريم على إنجازات الشركة. وربما، بابتسامة خوارزمية، سيُذكّر الجميع بأن استراحات القهوة لم تعد ضرورية لتحقيق النجاح.