لعل وجود آية لها ثواب عاجل وآخر آجل تعد إحدى أبواب الرحمات والعطايا والنفحات الربانية التي يغفل عنها كثير من الناس ، فالله سبحانه وتعالى قد أنعم علينا بالقرآن الكريم الذي نجد فيه كل ما نحتاج من رشد وهداية وشفاء وتحصين، وكذلك نصوص السنة النبوية الشريفة جاءت لتشرحه وتفسره، ولكل سور القرآن الكريم فضل عظيم ، إلا أن به آية لها ثواب عاجل وآخر آجل ، ورغم أنه تعد آية سحرية إلا أن هناك من يغفلون عنها.
آية لها ثواب عاجل وآخر آجل
ورد أنها آية الكرسي ، حيث جاء فيها أن الله تعالى أنزلها وجعل لقراءتها فضائل ، ومنها أن لها ثواب عاجل وآجل ، أما الثواب العاجل فهو أنها تحفظ قارئها وتجيره وتحصنه من شرور شياطين الإنس والجن، فتحفظ البيوت والأبناء والأموال وكل ما يعز على الإنسان، أما ثوابها الآجل ، فإن من يقرأها دبر كل صلاة لم يكن بينه وبين الجنة إلا الموت .
دلت السنة النبوية على فضل قراءة آية الكرسي دبر الصلاة، فروى أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: عن رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ». أخرجه النسائي في السنن الكبرى، والطبراني في المعجم الكبير، وابن السني.
ويوضح الحديث أن المداومة على قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة ويستمر على قراءتها يستحق الجنة والفاصل بينه وبينها هو الموت لأنه بالموت قد انقطع العمل واستحق الجزاء -الجنة.
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن قراءة آية الكرسي تحصن المسلم من السحر والأعمال والأذى، موصيًا بقراءتها كل يوم 11 مرة أو يزيد.
ونوه بأنها تحفظ القارئ لها من العين، والسحر، والمس؛ إذ إن الله- تعالى- جعلها حرزًا من الشيطان، والجن والسحرة، والمشعوذين، فمن قرأها في الصباح حفظه الله تعالى حتى المساء، ومن قرأها في المساء حفظه الله تعالى حتى الصباح. أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأها عند النوم؛ ليدفع بها الشياطين.
ما هي آية الكرسي
ورد أن آية الكرسي هي الآية رقم 255 من سورة البقرة ، وفيها قال الله تعالى: «اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ» 255 البقرة " آية الكرسي ".
ثواب آية الكرسي
ورد أنها رُبع القرآن الكريم وذلك لِما تتضمّنه من التّوحيد، وقيل إنّ قراءتها تعادل في الأجر قراءة ربع القرآن، وقيل إنّ اية الكرسي سيدة آي القرآن، وهي من الآيات التي لها اسم خاصّ بها إضافةً إلى اسم السّورة القرآنيّة الواقعة بها، وتعدّ من أعظم آيات القرآن الكريم، وهى ترفع معها كل من تعلق بها واستمسك بها، ومن حفظها حفظته ورفعته معها إلى أعلى مقام وأسمى منزلة .
ورد أنه تعدُّ آية الكرسي من أعظم الآيات في كتاب الله، إذ كل ما فيها متعلق بالذات الإلهية العليّا وناطقة بربوبيته تعالى، وألوهيته وأسمائه وصفاته الدالّة على كمال ذاته وعلمه وقدرته وعظيم سلطانه، لها أهمية كبيرة عند المسلمين، وهي: «اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ».
و ذكر العلماء كثيرا من ثواب آية الكرسي ، ووردت أحاديث تحض على قراءتها منها: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني محتاج وعلي دين وعيال ولي حاجة شديدة فخليت عنه فأصبحت.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال أما إنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو الطعام وذكر الحديث إلى أن قال فأخذته يعني في الثالثة فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات تزعم أنك لا تعود ثم تعود .
قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها. قلت ما هن قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل أسيرك البارحة.
قلت : قال ما هي قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية الله لا إله إلا هو الحي القيوم وقال لن يزال يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة قال لا قال ذاك الشيطان" رواه البخاري .
وقال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير آية الكرسي من سورة البقرة ، هذه آية الكرسي ولها شأن عظيم قد صح الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنها أفضل آية في كتاب الله .. عن أُبي هو ابن كعب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله أي آية في كتاب الله أعظم قال: الله ورسوله أعلم فرددها مرارا ثم قال: آية الكرسي».