شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على العاصمة اليمنية صنعاء، مستهدفة منشآت حيوية وفق ما أعلنته وسائل الإعلام الحوثية والرسمية الإسرائيلية، في تصعيد جديد يعكس اتساع رقعة النزاع الإقليمي.
وفقًا لمصادر حوثية، أسفرت الضربات عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 67 آخرين، وفق بيانات نشرتها وزارة الصحة التابعة لهم، كما أفادت رويترز
وأعلن التلفزيون الحوثي (المسيرة) بأن الاستهداف شمل منشآت للطاقة ومنشأة نفطية، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن الهدف كان كذلك موقعًا قريبًا من قصر الرئاسة.
من جانبها، أكدت إسرائيل أن الغارات جاءت ردًا على إطلاق الميليشيات الحوثية لصاروخ باتجاه أراضيها قبل يومين، مشيرين إلى أن الصاروخ المُطلق حمل قنابل عنقودية — وهي الأولى من نوعها التي يطلقها الحوثيون نحو إسرائيل منذ بداية النزاع.
ووفقًا لمصدر عسكري إسرائيلي، فقد استهدفت الضربات منشآت عسكرية، منها منشآت توليد الطاقة (محطات 'عصر' و'هيزّاز')، مراكز وقود، وموقع عسكري قرب قصر الرئاسة، وُصفت بأنها تُعد جزءًا من البنية التحتية العسكرية للحوثيين، حسب رويترز.
وبحسب تقارير توضيحية، فقد أدت الضربات إلى أضرار مادية واضحة في المناطق المستهدفة، حيث تخللتها انفجارات قوية عمّت أرجاء العاصمة، وشهد السكان سحابة دخان كبيرة تصاعدت بعد الضربة، وفقا لوكالة اسوشيتدبرس الأمريكية.
وفي رد فعل خارجي، أدانت وسائل الإعلام الحوثية الهجوم ووصفته بـ"جريمة حرب"، مؤكدين أن الضربات استهدفت المدنيين والبنية التحتية المدنية بحتّة لتحقق "نصرًا وهميًا" فقط عبر التصوير الإعلامي، مؤكدين أن ذلك يعكس "وحشية" إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة.
أما من الجانب العسكري الحوثي، فقد أكّد الناطق باسمهم أن الهجوم الإسرائيلي لم يجعلهم يتراجعون عن دعمهم لفلسطين وغزة، بل على العكس، فإنهم مستمرون في عملياتهم "مهما بلغت التضحيات"
وتكشّف الضربة الجوية الإسرائيلية ضد صنعاء عن تصاعد خطير في تبادل الأعمال العسكرية بين إسرائيل والحوثيين، مع استهداف منشآت استراتيجية مدنية وعسكرية تحت ذريعة الرد على إطلاق صاروخ جديد باتجاه إسرائيل.
كما كشفت المعارك عن اتساع رقعة النزاع ليشمل خطوط الملاحة البحرية وتبادل الضربات الجوية البعيدة، في إطار تبعات الحرب الدائرة في غزة منذ مطلع أكتوبر 2023.