أكدت دار الإفتاء المصرية أن احترام خصوصية الآخرين والابتعاد عن إيذائهم نفسيًا أو عاطفيًا أو بدنيًا يُعد التزامًا دينيًا وخلقيًا لا يجوز التفريط فيه، مشيرة إلى أن أي تعدٍّ على هذه الحقوق يُصنف شرعًا ضمن المحرمات والمخالفات الصريحة.
وأوضحت الدار أن احترام الغير يقوم على صون النفس من التسبب في أذى للآخرين أو تهديدهم بأي شكل، سواء كان لفظيًا أو جسديًا أو عاطفيًا، وكذلك اجتناب الابتزاز أو مخالفة الحقوق الشرعية والمدنية.
واستشهدت بقول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ \[الأحزاب: 58].
وبيّنت أن الإسلام أولى قضية الخصوصية عناية بالغة في إطار مقصد حفظ العرض، الذي يُعتبر من المقاصد الكبرى للشريعة، فأحاط حياة الإنسان بسياج من التشريعات والأحكام التي تحمي صورته وخصوصيته، سواء كان ذلك من خلال النهي عن انتهاك ستر أو التجسس على عورة أو أي شكل آخر من أشكال التعدي غير المشروع.
كما شددت على أن النصوص الشرعية تحث على ستر عيوب الناس والابتعاد عن التشهير بهم أو تتبع عوراتهم، حفاظًا على وحدة المجتمع، وتشجيعًا على التوبة والإصلاح، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» (رواه مسلم).
.