تتساءل أطروحة مقال عنيف نشرته صحيفة التليجراف البريطانية عمن سيحمل المسؤولية الحقيقية عن المأساة الجارية في قطاع غزة، وتذهب إلى حد اتهام قادة أوروبيين ضعفاء وحكومة بريطانية عاجزة بلعب أدوار تسهل استمرار الكارثة.
وفق كاتب الرأي، فإن مروحة الاتهامات الغربية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمثل مجرد محاولة لحماية مواقف داخلية وسياسية لا أكثر، وأن أصابع الغرب بارزة في المشهد الإنساني المتردي في غزة.
وخلال مؤتمر دبلوماسي عقدته صحيفة «جيروزاليم بوست» هذا الأسبوع، نقلت كلمات السفير الأميركي مايك هاكابي التي أشار فيها إلى أن الدفع الأوروبي للاعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية ساهم في إفشال مفاوضات صفقة تحرير الأسرى، وهو ما حمل الوساطات ثمناً باهظاً، بحسب ما ورد.
ويحمل في المقال «رئيس وزراء بريطانيا» مسؤولية خاصة بسبب وعده بالاعتراف بدولة فلسطينية شرط انسحاب القوات الإسرائيلية، ما منح حماس حافزاً لرفض أي اتفاق تهدئة ورفض الإفراج عن الرهائن.
ويعرض الكاتب سيناريوًّا مفترضًا مفاده أن الضغوط التي وجهت للحكومات الديموقراطية أسيء استثمارها.
في قراءة الكاتب، يسعى نتنياهو، سواء بدافع سياسي شخصي أو من منطلق استراتيجية أمنية، إلى إرسال رسالة للغرب مفادها أن القرار يصنعه هو، لا خارجه؛ وأن أي محاولات لفرض عقوبات أو عزل ستقابل بإجراءات ردية تشمل السعي لتحقيق اكتفاء ذاتي في الصناعة الدفاعية ومواصلة الهجوم على القيادات والجماعات المسلحة.
وفي ذات الوقت، يحذر المقال من أن الخيارات المتاحة لإسرائيل كلها محفوفة بمخاطر: التوصل إلى اتفاق جزئي، والمواصلة العسكرية قد تؤدي لإنكار الدعم الدولي وعزل تل أبيب وربما موت الرهائن.
يختم المقال بأن أكثر مفارقات المشهد هو اتهام الغرب لنتنياهو بأنه «يصنع سياسة على حساب حياة الناس» بينما يكرر القادة الغربيون نفس السلوك عبر مواقفهم الانتخابية والدبلوماسية، بحسب رأيه؛ وهو اتهام يضع السؤال الأخلاقي والسياسي الكبير على طاولة المحاسبة الدولية عند انتهاء هذه الأزمة.