لم يكن غريبا على رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو أن يذرف دموع التماسيح ويستعطف العالم ويقول انه قد فرض عليه حصار اسبرطة وأنه يعانى ازمة اقتصادية لم تشهدها دولة بنى صهيون منذ اغتصابها الأراضي الفلسطينية وإعلانها قيام ونشأة دولتهم الزائلة ان شاء الله .
تصريحات نتنياهو تزامنت مع مقال صحفى بقلم شاهد من أهلها يدعى ليئور بن شاؤول وهو محلل سياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت.
يقول فيه : من كان يظن أن الدولة التي تأسست على رماد الحرب العالمية، والتي تغذّت على الدعم الغربي بلا حدود، ستصل إلى هذه اللحظة السوداء؟
نعم، أقولها بوضوح وبدون تجميل: إسرائيل ستنهار خلال عامين
ما نعيشه اليوم ليس مجرد "أزمة أمنية" أو "تعثر سياسي"، بل هو زلزال وجودي يدك أركان المشروع الصهيوني من أساسه.حماس لم تنتصر فقط في ساحة المعركة، بل فجّرت خرافة "الدولة التي لا تُقهر"، وفضحت هشاشتنا أمام العالم.
نحن نغرق، والناس تهرب ؛ الرحلات إلى أوروبا وأمريكا وكندا تُحجز بالكامل. السفارات ممتلئة بطلبات الهجرة ، العائلات تبيع ممتلكاتها بصمت. الآباء يرسلون أبناءهم للدراسة في الخارج، بلا نية للعودة. نحن لا نُهاجر… بل نفرّ. نعم، نفرّ كالفئران من سفينة تتهاوى.
مشاهد الذل أصبحت يومية:
– جنود يبكون أمام الكاميرات.
– مستوطنون يفرّون من الجنوب والشمال.
– وزراء يصرخون ويهددون… بلا أثر.
– وشعب بأكمله يعيش على الحبوب المهدئة.
أي دولة هذه التي تُقصف عاصمتها ومستوطناتها يومياً ولا تستطيع الرد؟
أي جيش هذا الذي يفشل في "تركيع غزة" رغم آلاف الغارات؟
أي قيادة هذه التي تتحدث عن النصر بينما الخراب ينهشنا من الداخل؟
حركة حماس كشفت كل شيء.
لقد عرّت جبننا، ونفخت في جمرات الكراهية التي تأكلنا. في الضفة، الانتفاضة تقترب. في الداخل، العرب يعيدون الثقة بأنفسهم.
أما نحن؟ فمتفرقون، خائفون، متآكلون. نحن اليوم كيان بلا مشروع، بلا بوصلـة، بلا مبرر. دولة بلا أخلاق، تقتل المدنيين وتعتقل الأطفال، ثم تطلب من العالم أن يصفق لها. خلال عامين، لن تبقى إسرائيل كما نعرفها ؛ ربما تُصبح "دولة قلاع محاصرة"، أو "جيب يهودي مسلح" يعيش على فتات الحماية الأمريكية. وربما تنهار تماماً، وتعود الأرض إلى أصحابها.
هل أبالغ؟
اسألوا التاريخ. كل مشروع استعماري اعتمد على القتل والكذب، انهار. كل كيان قام على الظلم، سقط.
الساعة تدق.....
وحين تسقط اسرائيل – وهي ستسقط – سيتحدث العالم عن تلك اللحظة التي تخلّت فيها دولة نووية عن إنسانيتها، فخسرت كل شيء. أما نحن، فإن لم نستفق الآن، فسنُذكر كأغبى أمة عاشت في وهم القوة بينما العالم يراها تنهار.
وعلى نفس الوقع وتحت عنوان “ حلم إسرائيل انتهى! “ جاءت كلمات افتتاحية صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تحت عنوان: "الفلسطينيون أفضل شعوب الأرض في الدفاع عن أوطانهم". هل يمكن تصديق أن أبرز صحيفة إسرائيلية تعترف اليوم بحقيقة الفلسطينيين، وتصفهم بأنهم من أنبل شعوب الأرض التي انتفضت للدفاع عن حقوقها بعد خمسة وسبعين عامًا، وكأنها جسد واحد؟:
تقول افتتاحية الصحيفة :” خلال الحرب على غزة وهجمات صواريخ المقاومة علينا، كانت خسائرنا تتجاوز 912 مليون دولار كل ثلاثة أيام، من تكاليف الطائرات الحربية، وصواريخ الباتريوت، وتزويد الآليات بالوقود، فضلاً عن استهلاك الذخائر والصواريخ بكل أنواعها.
هذا دون احتساب توقف التجارة، انهيار البورصة، شلل المؤسسات وأعمال البناء، تعطل الزراعة والصناعة، موت الدواجن في المزارع بملايين الدولارات، توقف بعض المطارات والقطارات، وتكاليف إيواء الفارين إلى الملاجئ، ناهيك عن الدمار الذي خلفته صواريخ المقاومة في البيوت والمحال والسيارات والمصانع.نحن من أشعلنا هذه الحرب وأوقدنا نارها، لكننا لسنا من يتحكم بها، وبالتأكيد لسنا من سيُنهيها.
نهايتها ليست لصالحنا، خاصة بعد أن فاجأتنا المدن العربية داخل إسرائيل بانتفاضتها ضدنا، بينما كنا نعتقد أنها فقدت هويتها الفلسطينية.
هذا نذير شؤم لدولة اكتشف سياسيوها أن حساباتهم كانت خاطئة، واستراتيجياتهم قاصرة عن رؤية أبعد مما خططوا له.
أما الفلسطينيون، فهم حقًا أصحاب الأرض. من غيرهم يدافع عنها بروحه وماله وأبنائه بهذه القوة والعزة والتحدي؟ أنا، كيهودي، أتحدى إسرائيل بأكملها أن تأتي بهذا الانتماء والارتباط العميق بالأرض.لو كان شعبنا متمسكًا بأرض فلسطين حقًا، لما شاهدنا هذه الأعداد الهائلة من اليهود يهرعون إلى المطارات للهجرة منذ بداية الحرب.
لقد أذقنا الفلسطينيين مرارة القتل والسجن والحصار والفصل، وغمسناهم في المخدرات، وحاولنا غزو عقولهم بأفكار منحرفة تبعدهم عن دينهم، مثل التحرر والإلحاد والشك والفساد والشذوذ.
لكن المدهش أن تجد من بينهم مدمن مخدرات ينهض ليدافع عن أرضه وأقصاه، صارخًا "الله أكبر" وكأنه عالم جليل بل إنهم، رغم علمهم بما ينتظرهم من إذلال واعتقال، لم يترددوا يومًا في التوجه للصلاة في المسجد الأقصى. وللمفارقة، لم تجرؤ جيوش دول بكامل قوتها على ما أقدمت عليه المقاومة الفلسطينية في أيام قليلة، حيث سقطت أسطورة الجندي الإسرائيلي الذي لا يُقهر، فأصبح يُقتل ويُخطف. وبما أن صواريخ المقاومة وصلت إلى تل أبيب، فمن الأفضل أن نترك حلم إسرائيل الكبرى الوهمي. يجب أن تكون للفلسطينيين دولة جارة نعيش معها بسلام متبادل، فهذا وحده قد يمد في عمر بقائنا على هذه الأرض بضع سنوات إضافية.
أعتقد أنه حتى لو استمررنا ألف عام وهذا إن تمكنا من البقاء عشر سنوات قادمة كدولة يهودية فسيأتي يوم ندفع فيه ثمن كل شيء. الفلسطيني سيعود من جديد، مرة بعد مرة، وسيأتي هذه المرة على صهوة جواده متجهًا نحو تل أبيب.
..سأكتفى بما ذكر واترك لكم التعليق ..