اختتمت بنجاح فعاليات الدورة الأولى من مهرجان القاهرة لمسرح العرائس، والذي نظمته أكاديمية الفنون تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وحمل اسم الفنان القدير جمال الموجي لعام 2025، بقاعة الدكتور ثروت عكاشة بالأكاديمية.
وبدأ الحفل بعزف السلام الجمهوري، أعقبه صعود مقدمتي الحفل: الطفلة فريدة سمير والعروسة الشهيرة «بمبة»، حيث رحبتا بالحضور وقدمتا الدكتور محمود فؤاد صدقي لإلقاء كلمته، والتي وجه خلالها الشكر للدكتورة غادة جبارة رئيس الأكاديمية على دعمها للمهرجان، والدكتور حسام محسب رئيس المهرجان على إدارته الناجحة.

وأكد صدقي أن المهرجان يمثل حلمًا طويلاً باستعادة ريادة فن العرائس، مشيرًا إلى أن توصيات الموائد المستديرة الخمسة ستكون بمثابة «دستور» لتطوير هذا الفن النادر في مصر، داعيًا إلى تحويلها إلى خطوات تنفيذية ملموسة قبل الدورة المقبلة.
رضوى عاشور: العرائس ليست مجرد ترفيه
ومن ضمن اللقطات المميزة في فعاليات المهرجان، هو تسليط الضوء على المخرجة رضوى عثمان، التي تولت إخراج حفل الافتتاح وقدمت خلاله عرضًا استعراضيًا بعنوان «فرحة»، جسد جمال البهجة المصرية من خلال تداخل العرائس مع الرقص والغناء الحي في مشهد بصري مدهش، بالإضافة إلي توليها إخراج حفل الختام الذى أبهر الجميع.

ولاقى العرض إعجاب الحضور والنقاد باعتباره فاتحة مبهرة لأول مهرجان لفنون العرائس في مصر، حيث امتزجت فيه الدراما الموسيقية بالرموز الشعبية في لوحة احتفالية حملت رسائل عن الأمل والتنوع الثقافي.
وعبرت “عاشور” عن رؤيتها كمخرجة مسرحية في أن العرائس ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل لغة فنية قادرة على التعبير عن وجدان الإنسان.
انعكاس رائع للهوية المصرية
وافتتح المهرجان في الأول من يوليو، واستمر حتى السابع من يوليو، مقدمًا سلسلة من العروض المحلية والدولية وورش العمل والموائد المستديرة، ليتحول خلال أسبوع كامل إلى منصة فنية وثقافية تحتفي بفن العرائس بوصفه جزءًا من الهوية المصرية والعربية.
وجاءت أبرز التوصيات في إنشاء رابطة لفناني العرائس، وتفعيل التعاون مع القنوات التلفزيونية لإحياء برامج الأطفال عبر العرائس، وإنشاء بنك لنصوص مسرح الطفل، وإطلاق مدرسة جديدة لفنون العرائس تحت مظلة الأكاديمية ووزارة الثقافة، بالإضافة إلى تدريب النقاد المتخصصين وإشراك الطفل كعنصر فاعل في الفعاليات، ومضاعفة دعم مسارح الطفل والعرائس لضمان جودة الإنتاج الفني.
وفي كلمته، أعلن الدكتور حسام محسب رئيس المهرجان إطلاق مسابقة للكتابة لمسرح العرائس، والتحضير لإقامة مؤتمر أكاديمي لفنون العرائس، مؤكداً ضرورة التجديد في هذا الفن عبر التكنولوجيا الحديثة ودمج وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب استقدام مدربين عالميين لعقد ورش عمل مشتركة.
من جانبها، أعربت الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون والمشرف العام على المهرجان عن سعادتها بنجاح الدورة الأولى رغم التحديات، مؤكدة أن الأكاديمية تسعى لجعل المهرجان منصة سنوية شاملة لفنون العرائس، وكشفت عن إهداء الشريط الصوتي المرمم لمسرحية "حمار شهاب الدين" إلى مسرح القاهرة للعرائس.
وفي ختام الحفل، تم تكريم العروض المشاركة في الدورة الأولى، ومن بينها:
«ذات والرداء الأحمر»، «جويا»، «زي العسل»، «من وحي التراث»، «أراجوز وأرجوزتا»، «مملكة السحر والأسرار»، «خيال»، «مروان وحبة الرمان»، «غابة الحكايات»، و«زمبليطة في الصالون»، إلى جانب تكريم مجموعة من الفنانين المتميزين الذين ساهموا في نجاح المهرجان.
بهذا المشهد الاحتفالي، اختتمت الدورة الأولى من المهرجان برسالة واضحة: مسرح العرائس في مصر يعود إلى الضوء.. بروح جديدة، وجيل يؤمن بأن الفن للطفل هو أمن قومي وثقافي.