صباح يوم الاثنين بدأ مثل أي يوم في قرية منقباد بمحافظة أسيوط، تعلوا فيه ضحكات التلاميذ حاملين حقائبهم الصغيرة يصعدون لركوب التروسيكل كعادتهم اليومية في طريقهم إلى مدرستهم والتي تبعد عن مسكنهم بعدد من الكيلومترات، لم يكونوا يعلمون أن تلك الرحلة ستكون الأخيرة في حياة 5 منهم، سرعان ما تغير الحال وتحولت الضحكات إلى صرخات تعلوا في سماء القرية تبحث عن من ينقذهم من الغرق بعد أن سقط بهم التروسيكل في ترعة " حواس " لحظات صعبة تحبس الأنفاس عاشتها قرية منقباد.
ضحكات سرعان ما تحولت إلى صرخات
البداية عندما وقف التروسيكل كعادته اليومية أمام منازل الصغار والبالغ عددهم 11 تلميذا معظمهم أقارب ليحملهم ويذهب بهم إلى مدرستهم " مدرسة أحمد عرابي " وبعد أن صعد الصغار على التروسيكل بدء يسير ببطء على الطريق وسط ضحكات التلاميذ حتى أن وصل إلى مفترق الطرق بقرية منقباد لحظات وفقد سائق التروسيكل السيطرة على مركبته فجأة، فانحرف بالمركبة الصغيرة وسقط في ترعة " حواس " لحظات وغمرت المياه التروسيكل حتى استقر في قاع الترعة و غرق الأطفال وسط صرخات الأهالي الذين هرعوا لإنقاذهم.
الأيادي تبحث في المياه العكرة عن أجساد الأطفال
لحظات وعلى صرخات الأطفال للبحث عن من ينقذهم تحول طريق القرية إلى ساحة إنقاذ مأساوية خلع الأهالي ملابسهم وقفزوا في الترعة وبدأت الأيادي تبحث في المياه العكرة عن أجساد الأطفال ولحظات ووصلت قوات الإنقاذ النهري لتبدأ ملحمة بين الأهالي وقوات الإنقاذ لانتشال الصغار ونجحوا في انتشال 10 منهم على قيد الحياة انفاسهم متقطعة تبحث عن الحياة ، بينما لم تتحمل الصغيرة " سمر " والتي لم يتجاوز عمرها الـ 5 أعوام وفارقة الحياة وانتشلوا جثمانها وسط حالة من الحزن الكبير لتغرق القرية كلها في صمت ودموع لفراقها الحياة .
توقف في عضلة القلب ونقص حاد في الأكسجين
وعلى جانبي الترعة كانت تقف سيارات الإسعاف حملت التلاميذ الـ " 10 " وتوجهت بـ 8 منهم الى مستشفى الإصابات الجامعي و 2 الى مستشفى أسيوط العام وعلى أبواب المستشفيات هرول الأطباء والتمريض مسرعين لاستقبال الصغار في محاولة لإنقاذهم من الموت يحاولون إنقاذ 5 منهم حالتهم حرجة، حيث كانوا يعانون من توقف في عضلة القلب ونقص حاد في الأكسجين، و رغم محاولات الإنعاش القلبي الرئوي، لفظ 4 منهم أنفاسهم الأخيرة، ليصل عدد الضحايا إلى 5 تلاميذ و 6 مصابين آخرين ما زالوا يتلقون الرعاية الطبية.
أجهزة التنفس الصناعي تفشل في إنقاذ 4 تلاميذ
وقال مصدر طبي بالمستشفى الإصابات الجامعي، إن الفرق الطبية تعاملت بسرعة مع الحالات الحرجة، وتم وضع 5 من الأطفال على أجهزة التنفس الصناعي بالعناية المركزة، ولكن كانت حالتهم صعبة حدث لـ 4 منهم توقف مفاجئ في عضلة القلب وهبوط حاد في الدورة الدموية مما أدى الى وفاتهم ويرقد 4 اخرين بالعناية المركزة لتلقي العلاج .
مدير أمن أسيوط يتفقد موقع الحادث
وانتقل اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، الى موقع الحادث منذ اللحظات الأولى، فيما تابع اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، الموقف لحظة بلحظة، موجّهًا بتوفير الرعاية الطبية والدعم النفسي لأسر الضحايا، كما شدّد على ضرورة مراجعة وسائل نقل التلاميذ غير المرخصة التي يستخدمها الأهالي في القرى.
محافظ أسيوط يزور التلاميذ بالمستشفى
و توجه اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، الى مستشفى الإصابات الجامعي و أسيوط العام لزيارة الأطفال المصابين وذلك للاطمئنان على حالتهم الصحية ومتابعة تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، و اطمأن محافظ أسيوط من الأطباء على حالة المصابين وتطورات علاجهم والخدمات الطبية المقدمة لهم، موجهًا بتوفير كافة أوجه الرعاية الصحية والنفسية اللازمة حتى تماثلهم للشفاء التام، كما وجه بتواجد لجنة من مديرية التضامن الاجتماعي بالمستشفى لتقديم الدعم اللازم لأسر المصابين والمتوفين في الحادث.
وأكد اللواء هشام أبو النصر أن المحافظة تولي اهتمامًا خاصًا بمتابعة حالات المصابين وتقديم الدعم الكامل لهم، مشيرًا إلى أنه يتابع الموقف أولًا بأول منذ وقوع الحادث بالتنسيق مع الجهات المعنية، لضمان سرعة الاستجابة وتوفير كل ما يلزم من إمكانات طبية ورعاية عاجلة.
كما تقدم محافظ أسيوط بخالص العزاء والمواساة لأسر الأطفال المتوفيين في الحادث، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، مؤكدًا أن مصابهم هو مصاب لأبناء المحافظة جميعًا، وأن الأجهزة التنفيذية لن تدخر جهدًا في مساندتهم وتقديم كل أوجه الدعم الممكنة لهم في هذا الظرف الأليم.
وفي ختام زيارته، حرص المحافظ على التحدث إلى أسر المصابين، مطمئنًا إياهم بأن الدولة تقف إلى جانبهم في محنتهم، ومتمنيًا الشفاء العاجل لجميع المصابين، داعيًا الله أن يحفظ أبناء محافظة أسيوط من كل مكروه وسوء.



