قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بصمات من الأرض الأولى .. اكتشاف عالم جديد في أعماق الكوكب | ما القصة؟

الأرض
الأرض

في أعماق كوكبنا، وعلى عمق مئات الكيلومترات تحت القشرة التي نعيش فوقها، اكتشف العلماء أن التاريخ الجيولوجي للأرض لم يُمحَ تماما.

فبين الصخور المنصهرة والضغوط الهائلة، تختبئ بقايا من "الأرض الأولى" التي ولد منها كوكبنا الحالي قبل أكثر من 4 مليارات عام.

بصمة كيميائية غامضة

بحسب دراسة حديثة صادرة عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ونشرت في دورية نيتشر جيوساينس، تمكن فريق من الباحثين من رصد "بصمة كيميائية غير مألوفة" في عينات صخرية جمعت من أعماق القشرة والمناطق العليا من وشاح الأرض.

وتشير هذه البصمة إلى أن أجزاء من الكتلة الكوكبية القديمة — المعروفة باسم "الأرض الأولى" — ما زالت محفوظة داخل باطن كوكبنا، رغم مرور مليارات السنين على اصطدامها بجسم عملاق يُعتقد أنه أدى إلى تكون القمر.

رحلة البحث تبدأ من "إخوة البوتاسيوم"

بدأت القصة عندما قرر الجيوكيميائيون تتبع نظائر عنصر البوتاسيوم في عينات صخرية قديمة جدا جمعت من مناطق مثل غرينلاند وكندا وجزر هاواي.

ويشرح العلماء أن نظائر العنصر الواحد تشبه "إخوة" من عائلة واحدة — لهم نفس الاسم وعدد البروتونات، لكنهم يختلفون في الوزن الذري بسبب اختلاف عدد النيوترونات.

ومن بين هذه النظائر، يعد البوتاسيوم-40 الأهم لأنه عنصر مشع يتحلل ببطء عبر الزمن، مما يجعله "سجلا زمنياً" دقيقا لتاريخ الأرض منذ نشأتها وحتى تمايزها إلى نواة ووشاح وقشرة.

مفاجأة في الأعماق

المفاجأة ظهرت عندما لاحظ الباحثون نقصا غير متوقع في نسب البوتاسيوم-40 داخل بعض العينات مقارنة بما هو مألوف في الصخور الأرضية.

ويرى العلماء أن هذا النقص لا يمكن تفسيره إلا بوجود أجزاء من وشاح الأرض لم تختلط ببقية الكوكب منذ حادثة الاصطدام العملاق مع الجسم الكوكبي المعروف باسم "ثيا" (Theia)، والذي يعتقد أنه شكل القمر قبل مليارات السنين.

في تلك المرحلة، كانت الأرض أشبه بـ"محيط من الصهارة" تغلي فيه المعادن، إلا أن بعض المناطق العميقة ظلت معزولة ومحمية من عمليات الانصهار والخلط الكوني. 

هذه المناطق تمثل الآن "غرف حفظ زمنية" تحتوي على آثار الأرض الأولى كما كانت قبل أن تتغير ملامحها.

تداعيات كوكبية

تكمن أهمية هذا الاكتشاف في أنه لا يعيد فقط كتابة تاريخ الأرض، بل يفتح أيضا نافذة لفهم كيفية تشكل الكواكب الصخرية الأخرى مثل المريخ والزهرة، وحتى العوالم البعيدة خارج مجموعتنا الشمسية.

فإذا كانت الأرض قد احتفظت بجزء من مادتها الأصلية رغم الاصطدامات والتغيرات الحرارية، فقد يعني ذلك أن عملية التحول الكوكبي ليست متجانسة كما كان يعتقد، وأن كواكب أخرى ربما تحتفظ بدورها بطبقات أثرية من تاريخها الأولي.