أكد الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري، أن مصر نجحت في استعادة مكانتها كقوة حضارية وثقافية عالمية من خلال المتحف المصري الكبير، الذي يمثل أحد أهم الصروح الأثرية والمعمارية في التاريخ الحديث.
مكانة مصر الحضارية
وأوضح عامر في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن مكانة مصر الحضارية لا تزال راسخة بقوة، مشيرًا إلى أن المتحف أصبح رمزًا عالميًا يجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.
وأضاف: "اللي يتابع المشهد مؤخرًا، هيلاحظ إن معرض (كنوز الفراعنة) المقام في إيطاليا حقق نجاحًا ساحقًا، ونفدت تذاكره فور الافتتاح، رغم أنه يضم فقط 130 قطعة أثرية من كنوز مصر… وهذا يؤكد أن الحضارة المصرية ما زالت تبهر العالم وتستقطب الملايين".
وأشار الخبير الأثري إلى أن تصميم المتحف المصري الكبير استوحى فكرته من الأهرامات العظيمة، وأن المدخل الرئيسي مستوحى من معبد الملكة حتشبسوت، مما يجسد عبقرية المزج بين الأصالة والحداثة في العمارة المصرية.
وأضاف عامر أن المتحف صُمم ليستوعب أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، تم حتى الآن عرض نحو 57 ألف قطعة منها، من بينها 15 ألف قطعة تُعرض لأول مرة، فضلًا عن قطع نادرة يعود تاريخها لأكثر من ألف عام تم اكتشافها مؤخرًا في منطقة العباسية.
أحدث الأنظمة التكنولوجية
وتابع موضحًا أن المتحف لا يقتصر على عرض الآثار فقط، بل يضم متحفًا للطفل، وحدائق متحفية، ومطاعم، وكافيتريات، وقاعات للمؤتمرات، بالإضافة إلى أحدث الأنظمة التكنولوجية مثل تقنية الهولوجرام والواقع الافتراضي، والتي تتيح للزوار تجربة تفاعلية باستخدام الهاتف المحمول لمسح القطع الأثرية والتعرف على تاريخها بالكامل.
وأكد الدكتور أحمد عامر أن المتحف المصري الكبير يمثل نقطة تحول كبرى في استخدام التراث كأداة من أدوات القوة الناعمة المصرية، مشيرًا إلى أنه يحقق توازنًا بين السياحة الثقافية والسياحة الترفيهية، ويستهدف جذب نحو 5 ملايين سائح سنويًا بمعدل يتراوح بين 18 إلى 20 ألف زائر يوميًا، وهو رقم ضخم يعكس حجم الاهتمام العالمي بالمتحف.
وأشار إلى أن المتحف حصد ثماني جوائز دولية في مجالات التصميم والهندسة والابتكار، من بينها جائزة كبرى لأحدث المنشآت في العصر الحديث، إلى جانب حصوله على شهادة "LEED" العالمية كمنشأة صديقة للبيئة، بعد تطوير محيطه بزراعة 3200 نخلة وشجرة على مساحة 90 ألف متر مربع من المسطحات الخضراء ضمن مشروع اللاندسكيب.
واختتم الخبير الأثري حديثه قائلًا: “المتحف المصري الكبير مش مجرد مشروع أثري، لكنه مشروع وطني بامتياز يعيد رسم صورة مصر أمام العالم، ويفتح فصلًا جديدًا في توظيف الحضارة لخدمة التنمية والسياحة والهوية المصرية".

