مع افتتاح المتحف المصري الكبير اشتهر اسم حسين عبد الرسول مكتشف مقبرة الملك توت عنخ آمون،حيث اكتشفها بالصدفة وارشد كارتر عنها ..تفاصيل مثيرة يرويها نجل المكتشف الحقيقي لمقبرة الملك..
البداية من وادي الملوك.. أسرة عبد الرسول وسر الخبيئة الأولى
يعد الطفل المصري حسين عبد الرسول هو المكتشف الحقيقي لمقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون، بعدما قادته الصدفة وذكاؤه الفطري إلى أهم اكتشاف أثري في تاريخ البشرية.
وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم بمرور أكثر من مئة عام على هذا الحدث الخالد، تحدث “ نوبي حسين عبد الرسول” ، نجل مكتشف المقبرة، في حوار خاص “ لصدى البلد ” عن أسرار لم تروَ من قبل حول الدور الحقيقي لعائلة عبد الرسول في هذه اللحظة التاريخية.
قال" نوبي" إن جده محمد عبد الرسول كان من أوائل المصريين الذين ساهموا في التنقيب عن الآثار، وساعد في اكتشاف خبيئة حتشبسوت التي أُخرج منها أكثر من أربعين مومياء ملكية، ما جعل اسمه يتردد في الأوساط الأثرية بمصر والعالم ومن هنا بدأت علاقته بهوارد كارتر، الذي كان وقتها يعمل رسامًا على ضفاف النيل بالأقصر قبل أن يصبح أشهر أثري في العالم.
من رسام على النيل إلى رحلة البحث عن الفرعون الذهبي
وأوضح نوبي أن كارتر تعرف على اللورد كارنارفون واتفقا على التعاون مع عائلة عبد الرسول في أعمال البحث والتنقيب، نظرا لخبرتهم الكبيرة في اكتشاف الكنوز الأثرية.
وبدأت الرحلة التي ستقود إلى أعظم اكتشاف في القرن العشرين، في قلب وادي الملوك بالأقصر، حيث كانت الرمال تخفي بين طياتها سر الملك الصغير.
الطفل حسين.. الصدفة التي غيّرت وجه التاريخ
ويحكي نوبي أن والده حسين عبد الرسول كان وقتها طفلا عمره نحو 12 عاما، يساعد والده في الموقع ويوصل المياه للعمال.
وفي أحد الأيام، تعثر في حجر غريب الشكل، فنظر أسفله وأدرك بحسه أن المكان يخفي سرا أثريا، فسارع بمناداة والده وكارتر.
بدأوا الحفر في الموضع نفسه، ليعثروا على السلم المؤدي إلى المقبرة، وكانت تلك اللحظة التي غيّرت مجرى التاريخ للأبد.
خمسة أيام من الانتظار قبل دخول المقبرة
وكشف نوبي أنهم انتظروا خمسة أيام كاملة قبل دخول المقبرة خوفًا من وجود غازات أو سموم بسبب إغلاقها آلاف السنين.
وبعد التأكد من أمان المكان، كان الطفل حسين أول من لمس باب المقبرة بيديه الصغيرة، وعندما فُتح الباب للمرة الأولى قال بانبهار “ المقبرة كلها ذهب وكل ما فيها يلمع”.
قلادة الملك وحق ضائع لعقود
قال نوبي: إن كارتر أهدى لوالده قلادة الملك توت عنخ آمون تقديرا له لأنه هو من اكتشف المكان، لكن للأسف تم تجاهله إعلاميا لسنوات طويلة رغم أنه صاحب الفضل الأول في هذا الحدث التاريخي.
وأضاف أن الأسرة ظلت متمسكة بالقصة جيلاً بعد جيل، معتبرين أن هذا الفخر لا يُقاس بالتكريمات بل بالخلود في ذاكرة العالم.

بعد قرن من التهميش.. الرئيس يعيد الاعتبار
وأكد نوبي أن السنوات الأخيرة شهدت عودة الاهتمام العالمي باسم والده، حيث تناولت وسائل الإعلام قصته بوصفه المكتشف الحقيقي للمقبرة.
واختتم حديثه قائلاً إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعاد حق والده بعد مئة عام، عندما عُرضت صورته خلال احتفالية المتحف المصري الكبير، وهو تكريم لعائلة عبد الرسول التي حملت سر وادي الملوك وأمانة التاريخ.