يُعد خنجر الملك توت عنخ آمون واحدًا من أندر وأروع القطع الأثرية التي اكتُشفت داخل مقبرته الفريدة بوادي الملوك غرب الأقصر
فقد أثار هذا الخنجر إعجاب الباحثين وعلماء المصريات حول العالم نظرًا لدقّة صناعته ومكوناته غير المألوفة التي تشير إلى أنه صُنع من مادة حديدية مصدرها نيزك سماوي.
الأثري يوضح أسرار الصنع ودلالات النقوش
وقال الأثري الطيب غريب، إن هذا الخنجر يعد من أهم مقتنيات الملك الشاب توت عنخ آمون، ويتميز بشفرة لامعة صنعت من الحديد النيزكي، وهو ما أثبتته تحاليل علمية دقيقة، موضحًا أن المصري القديم تعامل مع هذه المادة السماوية كعنصر مقدّس نادر الوجود
وأشار إلى أن الخنجر صُنع بطريقة فريدة، إذ تم تطعيمه بمقبض من الذهب الخالص، وزُيِّن بزخارف دقيقة تمثل رموزًا للحماية والملكية، مما يعكس مدى التقدم التقني الذي وصل إليه صُنّاع التحف في عصر الدولة الحديثة
وأضاف غريب أن وجود هذا الخنجر بين مقتنيات المقبرة يرمز إلى القوة الإلهية والحماية الأبدية للملك في رحلته إلى العالم الآخر، مشيرًا إلى أن المصريين القدماء كانوا يؤمنون بأن المعادن القادمة من السماء تحمل طاقة روحية خاصة

وأوضح الأثري أن الخنجر اكتُشف عام 1925 داخل اللفائف التي غُلِّف بها جسد الملك الشاب، وظل محورًا للدراسة منذ ذلك الحين، لافتًا إلى أن تركيبته المعدنية أثارت دهشة العلماء لأنها تختلف عن أي معدن معروف في تلك الحقبة .
رحلة الخنجر من السماء إلى يد الملك الذهبي
وأكد أن التحليل الحديث باستخدام تقنية الأشعة السينية أظهر أن الحديد المستخدم يحتوي على نسب عالية من النيكل والكوبالت، وهي نفس المكونات التي توجد في النيازك الحديدية، مما أثبت أن أصل المعدن بالفعل سماوي
وختم غريب حديثه قائلًا إن خنجر توت عنخ آمون ليس مجرد قطعة أثرية فريدة، بل هو شاهد على عبقرية المصري القديم وإيمانه العميق بالكون وما وراء الطبيعة