أكد اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن مصر تعتمد في تطوير صناعاتها الدفاعية على منهج واضح يقوم على شراكات تصنيع مع كبرى الشركات العالمية، إلى جانب إنتاج ذخائر جوية محلية بالكامل ضمن منظومة «حافظ»، والتي تشكل أحد الأعمدة الرئيسية لاستراتيجية التسليح المصرية.
وأوضح الحلبي، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى خلال برنامج على مسئوليتي على قناة صدى البلد، أن الذخائر تمثل الركيزة الحقيقية لأي قوة مسلحة، مؤكدًا أن امتلاك معدات قتالية دون توفر مخزون كافٍ من الذخائر قد يوقف العمليات العسكرية خلال أيام معدودة. وأضاف أن تصنيع الذخائر داخل مصر يضمن استقلالية القرار وحرية إدارة أي عملية قتالية لفترات طويلة.
وأشار إلى أن الذخائر الجوية عالية العيار تتطلب معايير تصنيع دقيقة تتناسب مع قدرات الطائرات الحديثة، مؤكدًا أن وصول مصر إلى هذا المستوى من الدقة الفنية يعزز قدرتها على تنفيذ مهام ممتدة دون الارتباط بمصادر خارجية.
وكشف الحلبي عن تطور كبير في مجال الطائرات بدون طيار، مشيرًا إلى أن مصر أصبحت تنتج نماذج محلية بالكامل مثل «30 يونيو» و«نوت»، فضلًا عن دخولها مجال المسيرات أحادية الاتجاه المستخدمة لمرة واحدة في ضرب الأهداف.
وأوضح أن العالم يتجه بكثافة نحو استخدام المسيرات في العمليات العسكرية سواء عبر هجمات متزامنة بعدد كبير أو من خلال مسيرات تعود إلى قواعدها بعد تنفيذ المهمة، ومصر بدورها أحرزت تقدمًا واضحًا في هذا المجال.
وتابع أن أبرز ما تم الكشف عنه هو عائلة «جبار» من المسيرات المصرية، موضحًا أن «جبار 150» تستطيع حمل 150 كجم والتحليق 10 ساعات بمدى يصل إلى 1500 كيلومتر، بينما «جبار 200» قادرة على حمل 200 كجم والتحليق 14 ساعة بمدى 2000 كيلومتر وسرعة تتجاوز 200 كيلومتر في الساعة.
أما «جبار 250»، فهي بحسب الحلبي تمثل نقلة نوعية، إذ تعمل بمحرك نفاث وتستطيع حمل 250 كجم، وتصل سرعتها إلى أكثر من 500 كيلومتر في الساعة بمدى يصل إلى 1500 كيلومتر، لتصبح من بين الأنظمة النادرة عالميًا ضمن فئة المسيرات أحادية الاتجاه العاملة بالمحركات النفاثة.