فتاوى:
هل يثاب الصغار على فعل العبادات والطاعات قبل البلوغ؟
ما حكم التطويل في الصلاة؟
هل نسيان الذنب من علامات القبول؟
نشر موقع صدى البلد خلال الساعات الماضية عددا من الفتاوى التي يتساءل عنها عدد من المسلمين نستعرض بعض منها في التقرير التالي:
هل يثاب الصغار على فعل العبادات والطاعات قبل البلوغ
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: أعلم أن الإنسان لا يحاسب على أعماله قبل البلوغ، ولديَّ أولاد أعلمهم أداء العبادات والتكاليف الشرعية؛ فهل يثاب الصغار على فعل العبادات والطاعات قبل بلوغ سن التكليف الشرعي؟
وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: من المقرر شرعًا أن الصبي الذي لم يبلغ الحلم غير مكلف شرعًا بأداء التكاليف الشرعية على وجه اللزوم؛ لما ورد عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصبي حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ» رواه أصحاب السنن الأربعة.
قال الإمام المناوي في "فيض القدير" (4/ 35، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [«رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ» كناية عن عدم التكليف؛ إذ التكليف يلزم منه الكتابة.. «وَعَنِ الصبي» يعني الطفل وإن مَيَّز «حَتَّى يَكْبرَ».. وفي رواية: «حَتَّى يَبْلُغَ»، وفي رواية أخرى: «حَتَّى يَحْتَلِمَ»] اهـ.
مدى وصول ثواب الطاعة للصغار قبل البلوغ والتكليف
وبينت ان الصبي وإن كان غير مطالب بأداء العبادات على وجه اللزوم، لكنه إن أتى بها على وجهها الصحيح فإنه يُثاب عليها، فالمرفوع عن الصبي المؤاخذة على فعل الشر، أمَّا الثواب على فعل الطاعات فليس بمرفوع عنه، بل له أجرُ ما أتى به من العبادة.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (12/ 121-122، ط. دار المعرفة): [ذكر ابن حبان أن المراد برفع القلم: ترك كتابة الشر عنهم.. وقال شيخنا في "شرح الترمذي": هو ظاهر في الصبي، دون المجنون والنائم.. فالذي ارتفع عنه -أي: الصبي- قلم المؤاخذة، وأما قلم الثواب فلا؛ لقوله للمرأة لما سألته: ألهذا حج؟ قال: نعم، ولقوله: «مُرُوهُمْ بالصلاة»] اهـ.
وقال الإمام ابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 105-106، ط. أوقاف المغرب): [غير مستنكر أن يكتب للصبي درجة وحسنة في الآخرة بصلاته وزكاته وحجه وسائر أعمال البر التي يعملها على سنتها تفضلًا من الله عزَّ وجلَّ عليه.. فلأي شيء يُحْرَم الصغيرُ التعرُّض لفضل الله؟!.. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تكتب للصغير حسناته، ولا تكتب عليه سيئاته] اهـ.
حكم التطويل في الصلاة
قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، إن بعض المصلين يشكو من إطالة بعض الأئمة في الركوع والسجود وكذلك القراءة لدرجة أنه يسبح أكثر من عشرين مرة.
واضاف أن السنة أن يخفف الإمام في صلاته حتى لا يرهق المصلين: أولا
ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ﺇﺫا ﺭﻛﻊ ﺃﺣﺪﻛﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺭﻛﻮﻋﻪ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺭﺑﻲ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺛﻼﺙ ﻣﺮاﺕ، ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﺭﻛﻮﻋﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺩﻧﺎﻩ، ﻭﺇﺫا ﺳﺠﺪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺳﺠﻮﺩﻩ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺭﺑﻲ اﻷﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻣﺮاﺕ، ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﺳﺠﻮﺩﻩ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺩﻧﺎﻩ.
سنن الترمذي حديث رقم ٢٦١.
وقال الإمام الترمذي
ﻭﻓﻲ اﻟﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ، ﻭﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ. ﺣﺪﻳﺚ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻟﻴﺲ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺑﻤﺘﺼﻞ، ﻋﻮﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﻟﻢ ﻳﻠﻖ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻭاﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ: ﻳﺴﺘﺤﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻨﻘﺺ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻮﻉ ﻭاﻟﺴﺠﻮﺩ ﻣﻦ ﺛﻼﺙ ﺗﺴﺒﻴﺤﺎﺕ.
ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ اﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺃﺳﺘﺤﺐ ﻟﻹﻣﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺴﺒﺢ ﺧﻤﺲ ﺗﺴﺒﻴﺤﺎﺕ ﻟﻜﻲ ﻳﺪﺭﻙ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﺛﻼﺙ ﺗﺴﺒﻴﺤﺎﺕ.
وعن ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺣﺪا ﺃﺷﺒﻪ ﺻﻼﺓ ﺑﺼﻼﺓ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻔﺘﻰ ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻓﺤﺰﺭﻧﺎ «ﻓﻲ ﺭﻛﻮﻋﻪ ﻋﺸﺮ ﺗﺴﺒﻴﺤﺎﺕ، ﻭﻓﻲ ﺳﺠﻮﺩﻩ ﻋﺸﺮ ﺗﺴﺒﻴﺤﺎﺕ».
اما من ناحية القراءة
عن ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻗﺒﻞ ﺭﺟﻞ ﺑﻨﺎﺿﺤﻴﻦ ﻭﻗﺪ ﺟﻨﺢ اﻟﻠﻴﻞ، ﻓﻮاﻓﻖ ﻣﻌﺎﺫا ﻳﺼﻠﻲ، ﻓﺘﺮﻙ ﻧﺎﺿﺤﻪ ﻭﺃﻗﺒﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﺫ، ﻓﻘﺮﺃ ﺑﺴﻮﺭﺓ اﻟﺒﻘﺮﺓ - ﺃﻭ اﻟﻨﺴﺎء - ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ اﻟﺮﺟﻞ ﻭﺑﻠﻐﻪ ﺃﻥ ﻣﻌﺎﺫا ﻧﺎﻝ ﻣﻨﻪ، ﻓﺄﺗﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺸﻜﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻌﺎﺫا، ﻓﻘﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻳﺎ ﻣﻌﺎﺫ، ﺃﻓﺘﺎﻥ ﺃﻧﺖ» - ﺃﻭ «ﺃﻓﺎﺗﻦ» - ﺛﻼﺙ ﻣﺮاﺭ: «ﻓﻠﻮﻻ ﺻﻠﻴﺖ ﺑﺴﺒﺢ اﺳﻢ ﺭﺑﻚ، ﻭاﻟﺸﻤﺲ ﻭﺿﺤﺎﻫﺎ، ﻭاﻟﻠﻴﻞ ﺇﺫا ﻳﻐﺸﻰ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺼﻠﻲ ﻭﺭاءﻙ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭاﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭﺫﻭ اﻟﺤﺎﺟﺔ» ﺃﺣﺴﺐ ﻫﺬا ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ: ﻭﺗﺎﺑﻌﻪ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﺮﻭﻕ -صحيح البخاري حديث رقم ٧٠٥
هذا ولابد من ملاحظة أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب له المثل في التخفيف بهذه السور الأعلى الشمس الليل.
أورد الهيثمي في مجمع الزوائد فقال : ﻭﻋﻦ ﻣﺼﻌﺐ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻲ ﺇﺫا ﺻﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺗﺠﻮﺯ ﻭﺃﺗﻢ اﻟﺮﻛﻮﻉ ﻭاﻟﺴﺠﻮﺩ، ﻭﺇﺫا ﺻﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﺃﻃﺎﻝ اﻟﺮﻛﻮﻉ ﻭاﻟﺴﺠﻮﺩ ﻭاﻟﺼﻼﺓ.
ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﺑﺘﺎﻩ، ﺇﺫا ﺻﻠﻴﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺟﻮﺯﺕ، ﻭﺇﺫا ﺻﻠﻴﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﺃﻃﻠﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺑﻨﻲ، ﺇﻧﺎ ﺃﺋﻤﺔ ﻳﻘﺘﺪﻯ ﺑﻨﺎ.
ﺭﻭاﻩ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ اﻟﺼﺤﻴﺢ.
هل نسيان الذنب من علامات القبول ؟
هل نسيان الذنب من علامات القبول ؟ .. سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية .
لترد دار الإفتاء موضحة، أن المذنب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله عز وجل، موضحًا أن الله عز وجل أمرنا بالتوبة فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.. [التحريم : 8].
وتابع: نسيان الذنب بعد التوبة منه يكون على حالتين: الأولى أن ينسى الإنسان الذنب الأول ثم يقع فيه مرة أخرى ولا يتوب، أو يقع في ذنب آخر، وهذا يُخشى منه، لأنه تجرأ على الشرع، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا كذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه".
والحالة الثانية هي أن يتوب الإنسان من الذنب، ثم ينسى ذلك الذنب لأنه قد التزم الطاعة بعد التوبة، حتى لو عاد وأذنب فإنه يتوب منه، وفي ذلك يقول العلماء أن نسيان الذنب بعد التوبة منه أفضل له، حتى لا يصاب العبد باليأس، وحتى يوقن أن الله عز وجل حقق وعده بأن تاب عليه.
وقال: "لا تنس ذنبك إذا لم تتب منه، وانسه إذا تبت توبة نصوحًا إلى الله عز وجل من هذا الذنب.
هل المداومة على صلاة التوبة تغفر الذنوب كلها ؟
أصلي ركعتين توبة مع كل صلاة مفروضة فهل هذا يجوز؟ وهل المداومة عليها تعني قبول التوبة؟.. سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال البث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء المصرية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
ورد "ممدوح" قائلًا إن“تكرار صلاة التوبة مشروع واتخاذها عادة مشروع أيضا، أما مسألة قبول التوبة من عدمه فهي تكون بالندم على الذنب والإقلاع عنه والعزم على عدم العودة لهذا الذنب، ولو كان الذنب متعلقا بحق من حقوق العباد يجب رد هذا الحق أو الحصول على العفو من الشخص،تقبل الله توبتك”.
صلاة تغفر الذنوب
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن صلاة التوبة مستحبة باتفاق المذاهب الأربعة، فيستحب للمسلم إن وقع في المعصية أن يتوضأ ويحسن الوضوء، ثم يصلي ركعتين.
وأضافت دار الإفتاء المصرية، في إجابتها عن سؤال: «هل هناك صلاة للتوبة وماذا يقرأ فيها؟»، أنه ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – حديثًا يؤكد وجودصلاة للتوبة، وعدد ركعاتها اثنان؛ يجتهد فيهما المذنب بأن يستحضر قلبه ويخشع لله –تعالى-، ثم يستغفر الله، فيُغفر له "إن شاء الله تعالى".
واستشهدت في بيانها حول كيفيةصلاة التوبةبما روى عن أبي بكر - رضي الله عنه- قال:« سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: «مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطَهَّرُ، ثُمَّ يُصَلِّي ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللهَ إِلَّا غَفَرَ لَهُ»، ثم قرأ هذه الآية: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ﴾، ( سورة آل عمران: الآية 135)»، أخرجه الترمذي.
واختتمت أن هذا الحديث يدل على مشروعية صلاة التوبة، وعلى المذنب كذلك أن يحقق شروط التوبة وهى: أن يندم على المعصية ويعزم على عدم العودة إليها، وإن كانت تتعلق بحق آدمي رده إليه.
هل تكفي التوبة بعد الذنب الكبير أم تحتاج إلى كفارة ؟
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن التوبة بعد ارتكاب الذنب الكبير تكفي ولا تحتاج إلى كفارة، لن الله تعالى يفرح بتوبة عبده فرحا شديدا، فمهما ارتكبت من معاصي جدد حياتك مع الله بالتوبة والمغفرة والاهم عقد النية بعدم العودة إلى ذلك أبدا.
وأضاف المفتي السابق خلال رده على سؤال يقول صاحبه: " كنت ارتكبت ذنبا كبيرا وتبت فهل تكفي التوبة أم هناك كفارة " ؟ .تكفي التوبة ولنا في قصة ماعز الأسلمي الأسوة الحسنة عندما ذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واعترف بارتكاب جريمة الزنا ، وطلب من النبي توقيع الحد عليه ، فقد روي أن رجلًا من الصحابة اسمه هزَّال هو الذي دفع ماعزًا إلى الاعتراف بجريمة الزنا، فلما أصرَّ ماعز على الاعتراف بالجريمة رجمه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن ماعزًا كان محصنًا، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يَدَعِ الأمر يمرُّ دون أن ينصح لهزَّال -والأمة من بعده- قائلًا: «وَاللهِ! يَا هَزَّالُ لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ كَانَ خَيْرًا مِمَّا صَنَعْتَ بِهِ» [3].
وأوضح جمعة أن من وقع في مثل هذه القاذورات والمعاصي فليحسن توبته بكثرة الصلاة والذكر والإكثار من الاستغفار والامتناع تماما عن المعاصي وإذا أراد أن يتصدق فهو خير لأن الصدقة تطفئ نار الخطيئة، ويكثر من الوضوء ونفع الناس ومساعدة المحتاجين ويكثر من ذكر الله.



