قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أربع ساعات حاسمة داخل غرفة العمليات تنقذ حياة «ريان»… استجابة إنسانية عاجلة في دمياط والطفل لا تزال هويته مجهولة

الطفل ريان
الطفل ريان

في مشهد يعكس سرعة التحرك الإنساني والتكامل بين أجهزة الدولة، تابعت محافظة دمياط باهتمام بالغ حالة الطفل «ريان»، التي شغلت الرأي العام خلال الساعات الماضية بعد تداول قصته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات شعبية بضرورة التدخل العاجل لإنقاذه وتوفير الرعاية اللازمة له.

ومنذ اللحظة الأولى، جاءت الاستجابة سريعة وحاسمة تنفيذًا لتوجيهات الأستاذ الدكتور أيمن الشهابي، محافظ دمياط، وبمتابعة مباشرة من نائبته المهندسة شيماء الصديق، حيث تم التعامل مع الحالة باعتبارها أولوية إنسانية لا تحتمل التأجيل.

تحرك فوري لإنقاذ الطفل

بمجرد رصد الحالة، تحركت على الفور وحدات حقوق الإنسان برئاسة الأستاذ عز الدين نور، ووحدة حقوق الطفل برئاسة الأستاذة مروة نبيل، إلى جانب مديرية التضامن الاجتماعي برئاسة الأستاذ محمد عز الدين، وذلك لاتخاذ الإجراءات العاجلة اللازمة لإنقاذ الطفل وتوفير الحماية الاجتماعية له.

وفي الوقت ذاته، أوفدت مديرية الصحة بدمياط فريقًا طبيًا متخصصًا لمتابعة الحالة ميدانيًا، في إطار منظومة استجابة متكاملة تعكس حرص الدولة على حماية الأطفال فاقدي الرعاية الأسرية.

زيارة ميدانية واهتمام طبي على أعلى مستوى

وفي هذا السياق، أجرى الدكتور محمد عبد الخالق، وكيل وزارة الصحة بدمياط، زيارة ميدانية للطفل «ريان» داخل مستشفى دمياط العام، للاطمئنان على حالته الصحية ومتابعة تقديم الرعاية الطبية اللازمة له.

ورافقه خلال الزيارة كل من الدكتورة أماني القرش، وكيل مديرية الصحة، والدكتور محمد اللبان، مدير مستشفى دمياط العام، بالإضافة إلى الدكتورة نهاد البسيوني، مدير إدارة رعاية الأمومة والطفولة بمديرية الصحة، حيث اطلعوا على تفاصيل الحالة والإجراءات الطبية التي تم اتخاذها منذ دخول الطفل المستشفى.

 

استقبل مستشفى دمياط العام الطفل فور وصوله، وتم التعامل مع الحالة على وجه السرعة، وإجراء كافة الفحوصات الطبية والتحاليل اللازمة. وأوضح الفريق الطبي أن الحالة استدعت تدخلًا جراحيًا عاجلًا، وهو ما تم بالفعل على يد فريق طبي متخصص يتمتع بأعلى درجات الكفاءة والخبرة.

وأكد الأطباء أن سرعة التدخل كانت عاملًا حاسمًا في إنقاذ حياة الطفل ومنع حدوث مضاعفات خطيرة.

تفاصيل الحالة الطبية على لسان مدير المستشفى

من جانبه، كشف الدكتور محمد اللبان، مدير مستشفى دمياط العام، تفاصيل الحالة قائلًا إن الوضع الظاهر في الصور المتداولة كان يوحي بوجود مشكلة طبية خطيرة، وهو ما استدعى فحص الطفل بدقة.

وأوضح أن الفحوصات والأشعات كشفت عن إصابة الطفل بفتق مزدوج في الناحيتين، وهي حالة مهملة منذ فترة طويلة، مما أدى إلى نزول جزء من الأمعاء داخل الكيس، وهو ما تسبب في الشكل المقلق الذي أثار الرأي العام.

وأضاف: “هذا لم يكن ورمًا كما اعتقد البعض، وإنما نزول للأمعاء بسبب الفتق، وكان من المستحيل الانتظار أكثر من ذلك، لذلك تم حجز الطفل على الفور وتجهيزه للجراحة”.

جراحة استغرقت أربع ساعات والنتائج مطمئنة

وأشار الدكتور اللبان إلى أن العملية الجراحية أُجريت واستغرقت قرابة أربع ساعات، بدأت في الثامنة مساءً وانتهت في منتصف الليل، مؤكدًا أن الجراحة تكللت بالنجاح بفضل الله.

وأضاف أن الطفل نُقل عقب العملية إلى قسم العناية المركزة للأطفال، حيث يتلقى رعاية صحية شاملة، ويخضع لمتابعة دقيقة على مدار الساعة، مشددًا على أنه لن يغادر المستشفى إلا بعد الاطمئنان الكامل على حالته الصحية.

طاقم التمريض.. إنسانية قبل المهنة

وفي لفتة إنسانية مؤثرة، أكد مدير المستشفى أن طاقم التمريض لعب دورًا بطوليًا، حيث أبدت الممرضات استعدادهن الكامل للتكفل بالطفل ورعايته خلال فترة وجوده بالمستشفى، قائلين: “نحن أولى به في هذه المرحلة”.

وأوضح أن هذا المشهد يعكس الروح الإنسانية العالية داخل المنظومة الطبية، ويؤكد أن العمل لا يقتصر فقط على العلاج، بل يمتد ليشمل الاحتواء والدعم النفسي.

متابعة مباشرة من المحافظ وتنسيق مع التضامن

وأكد الدكتور اللبان أن محافظ دمياط كان على تواصل دائم منذ اللحظات الأولى، حيث تم إرسال لجنة من المحافظة لمتابعة الحالة ميدانيًا، إلى جانب لجنة من مديرية التضامن الاجتماعي، لبحث آليات الرعاية اللاحقة للطفل.

وأشار إلى أن الطفل لا تزال هويته مجهولة حتى الآن، إذ لم يتم التوصل إلى اسم الأب أو الجد أو أي بيانات رسمية، لعدم وجود شهادة ميلاد، وهو ما استدعى استمرار عمل اللجان المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

تسليم الطفل لجهة آمنة بعد العلاج

وأوضح مدير المستشفى أن هناك آليات واضحة للتعامل مع مثل هذه الحالات، حيث يتم التنسيق مع دور الرعاية المعتمدة، مثل دار المعثور عليهم بمركز “أسرة أول”، أو الجهات التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، لضمان توفير بيئة آمنة ومستقرة للطفل عقب خروجه من المستشفى.

وأكد أن الطفل لن يظل بالمستشفى أكثر من الفترة الطبية اللازمة، وبعدها سيتم تسليمه لجهة رسمية موثوقة، بما يضمن حقوقه كاملة.

رسالة طمأنة للمواطنين

وفي ختام حديثه، وجه الدكتور اللبان رسالة طمأنة للمواطنين، مؤكدًا أن محافظة دمياط تتعامل مع الحالة عبر قنوات شرعية ورسمية، ولا توجد حاجة لأي تبرعات، مشددًا على أن الدولة تتحمل كامل المسؤولية.

وقال: “شعب دمياط بخير، والتعاطف اللي شفناه حاجة مشرفة، لكن الأهم إن الطفل هياخد حقه كامل، ومش هيطلع من هنا إلا وهو في أمان”.

 

قصة الطفل «ريان» لم تكن مجرد حالة طبية عابرة، بل اختبار حقيقي لقيم الإنسانية والتكافل، وقد نجحت أجهزة الدولة في التعامل معها بحرفية وإنسانية في آن واحد. وبين الجراحة العاجلة، والدعم النفسي، والتنسيق الاجتماعي، يظل الأمل معقودًا على أن تكون هذه الاستجابة نموذجًا يُحتذى به في حماية الأطفال الأكثر احتياجًا، وترسيخ مبدأ أن كل طفل هو مسؤولية وطن بأكمله.