قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أطلس الصراعات العالمي 2025.. حصاد عام من الاضطرابات والتحولات الجذرية

أطلس الصراعات العالمي 2025: حصاد عام من الاضطراب والتحول الجذري
أطلس الصراعات العالمي 2025: حصاد عام من الاضطراب والتحول الجذري

شهد عام 2025 إعادة رسم قسرية لخارطة النفوذ العالمي، حيث لم تعد الخطوط الحدودية والاتفاقيات الدولية هي الحاكم الوحيد للمشهد، بل حلت محلها بؤر صراع متفجرة وتقنيات عسكرية غير متماثلة.

هذا الملف يمثل "خارطة طريق" استراتيجية لأبرز المناطق التي شهدت تحولات وجودية خلال العام.

اولاً - إقليم الشام وإيران: زلزال السلطة وكسر قواعد الردع

تمثل سوريا نقطة الارتكاز الأولى في هذه الخارطة فبعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، تحولت البلاد في 2025 إلى مختبر معقد للانتقال السياسي المتعثر. 
تحت قيادة أحمد الشرع، حاولت سوريا الجديدة كسر عزلتها الدولية، وهو ما توج برفع العقوبات الأمريكية والأوروبية نهائياً في ديسمبر 2025. 
ومع ذلك، تكشف القراءة العميقة للخارطة الميدانية عن هشاشة أمنية بالغة، حيث تحولت السجون القديمة إلى مراكز احتجاز جديدة، وشهدت السواحل السورية والمناطق الجنوبية (السويداء) موجات من العنف الطائفي والانتقامي.

وعلى القطب الآخر من الإقليم، سجل يونيو 2025 الانفجار الأكبر في تاريخ "حرب الظل" بين إسرائيل وإيران. 
من خلال عملية "الأسد الصاعد"، شنت إسرائيل هجوماً مباشراً بمشاركة قاذفات "B-2" الأمريكية التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز النووية. 
هذا الصدام المباشر أدى إلى تصفية قيادات الصف الأول في الحرس الثوري، بمن فيهم محمد باقري وحسين سلامي، وكسر هيبة الردع الإيراني بعد هجوم صاروخي باليستي ضخم لم يمنع شل البرنامج النووي لسنوات قادمة.

ثانيا - الجبهة الأوراسية: حرب الاستنزاف والسيادة الرقمية

تظل الحرب الروسية الأوكرانية هي البؤرة الأكثر كلفة مادية وبشرية في القارة العجوز. الخارطة العسكرية لعام 2025 تظهر تراجعاً تدريجياً للقوات الأوكرانية في الشرق، حيث تسيطر روسيا حالياً على حوالي 20% من مساحة أوكرانيا.

لكن في المقابل، نقلت أوكرانيا الصراع إلى "العمق الروسي السيادي" عبر عملية "نسيج العنكبوت" في يونيو 2025، وهي أضخم هجوم منسق بالمسيرات الانتحارية استهدف 5 قواعد جوية استراتيجية روسية، مما أدى لتدمير أسطول من القاذفات النووية بقيمة مليارات الدولارات. 
وبنهاية العام، وتحت ضغط الإدارة الأمريكية الجديدة، بدأت ملامح "تجميد الصراع" تلوح في الأفق، حيث يقبل الطرفان مرغمين بخطوط التماس الحالية كواقع جيوسياسي جديد مقابل ضمانات أمنية دولية.

ثالثا-جنوب آسيا والمحيط الهادئ: صراع العمالقة والرقائق
 

في شبه القارة الهندية، سجل مايو 2025 "حرب الأيام الأربعة" بين الهند وباكستان، وهي أخطر مواجهة عسكرية مباشرة منذ عقود، اندلعت عقب هجوم كشمير. 
كانت هذه الحرب بمثابة "معركة الدرونز الأولى" بين قوتين نوويتين، وانتهت بفرض الهند لواقع جديد يتمثل في رفض الابتزاز النووي واللجوء لخيارات غير تقليدية مثل تعليق معاهدات المياه الحيوية.
أما في شرق آسيا، فإن خارطة التوتر تمتد من مضيق تايوان إلى بحر الصين الجنوبي. الصين فرضت في 2025 أشد قيود تصدير على المعادن الأرضية النادرة في تاريخها، مستخدمة "قاعدة المنتج المباشر الأجنبي" لخنق سلاسل توريد الدفاع الغربية. 
تايوان من جهتها تحصنت بقاعدة "N-2" التقنية لمنع تسرب أسرار الرقائق الأكثر تطوراً للخارج، بينما استمرت المناوشات البحرية مع الفلبين في الوصول لنقاط تصادم خطيرة هددت بجر القوى الكبرى لمواجهة مباشرة.

رابعا-أفريقيا والكاريبي: بؤر الفشل المؤسسي والانهيار الإنساني
 

يبرز السودان في عام 2025 كأكبر ثقب أسود إنساني على الخارطة العالمية حيث تأكدت المجاعة رسمياً في دارفور وكردفان نتيجة الحصار العسكري المتبادل، مع نزوح أكثر من 14 مليون شخص. 
وفي منطقة الساحل، وتحديداً في بوركينا فاسو ومالي، سجلت الخارطة الأمنية سقوط مساحات واسعة تحت سيطرة الجماعات المسلحة، مما جعل المنطقة المركز العالمي الأول لوفيات الإرهاب.

وفي منطقة الكاريبي، تظهر هايتي كدولة تحت سيطرة "تحالف العصابات" الذي يهيمن على 85% من العاصمة. 
فشل المهام الدولية السابقة أدى إلى اعتماد قوة جديدة "GSF" في نهاية 2025، وسط ارتياب شعبي وانهيار كامل لمؤسسات الدولة، مما جعل الهجرة غير الشرعية نحو الشمال قنبلة موقوتة في السياسة الداخلية الأمريكية.

خامسا -القطب الشمالي والتكتلات الاقتصادية: صراع الموارد والعملات
 

الخارطة الجيوسياسية للقطب الشمالي شهدت عسكرة متزايدة في 2025، حيث تعزز التحالف الروسي الصيني في "طريق الحرير القطبي" لمواجهة الوجود المتزايد للناتو بعد انضمام فنلندا والسويد. اقتصادياً، أنهى تكتل "بريكس+" عام 2025 وهو يمثل 41% من الاقتصاد العالمي، ورغم التهديدات الأمريكية بالتعريفات الجمركية، إلا أن نظام "بريكس باي" والتعامل بالعملات الوطنية أصبح واقعاً ملموساً يهدد هيمنة الدولار التقليدية، خاصة في تجارة الطاقة بين روسيا والصين والهند.

في الختام، يظهر عام 2025 كعام "الانفصال الاستراتيجي"، حيث تشظت التحالفات القديمة وظهرت قوى إقليمية جديدة قادرة على فرض إرادتها بعيداً عن المركزية الدولية التقليدية، مما يترك العالم أمام مستقبل مجهول في 2026.