يبحث كثيرون ممن ارتكبوا ذنبا معينا ثم تابوا عن علامة تدلهم وتطمئن قلوبهم على قبول الله تعالى التوبة منهم التوفيق، وقد بيّن عدد من العلماء علامة قبول التوبة من الله، لذا نعرض لكم في السطور التالية ما يدلكم على قبول التوبة.
كيف تعرف أن الله تقبل منك التوبة؟
كشف الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، عن علامات قبول التوبة وغفران الذنوب، مؤكدًا أن انشراح الصدر للتوبة والشعور الصادق بالندم على المعصية يعد من أعظم بشائر القبول عند الله سبحانه وتعالى.
وأوضح أمين الفتوى بـ دار الإفتاء أن الله عز وجل إذا وفّق العبد للتوبة ومهّد له طريقها، فإن ذلك يعد دليلا على إرادة الله قبولها، مشيرًا إلى أن الله لا يدفع عبده للتوبة ليحرمه منها، بل ليغفر له ويتجاوز عن ذنبه.
علامة قبول التوبة من الله
وفي السياق نفسه، بيّن الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، أن هناك علامة واضحة يعرف بها الإنسان أن الله قد غفر له ذنبه.
وأوضح الدكتور علي جمعة، أن العلامة الأهم هي عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى، مشيرًا إلى أن مغفرة الله تُثمر توفيقًا للعبد، فيصرفه الله عن المعصية التي كان يقع فيها.
وأكد الدكتور علي جمعة أن من علامات القبول أيضًا أن يفتح الله للعبد أبواب الطاعة، ويحبب إليه الخير، ويكرهه في الرجوع إلى الذنب، وهو ما يدل على عناية الله ورحمته بعبده التائب.
فضائل التوبة وأثرها على الإنسان
- الإيمان لا يكتمل إلّا بالرجوع إلى الله -تعالى- في كلّ وقت وحين، وهذا لا يكون إلّا بالتوبة، كما أنَّ الالتزام بالتوبة يُعتبر من حُسن إسلام المرء.
- التوبة تحقق رغبات الإنسان في الحياة الدنيا؛ فهي سبب لزيادة الرزق، والشفاء من الأمراض، وزيادة الأموال والأولاد، قال -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).
- التوبة من الأمور التي دعا إليها الله -تعالى- الأولين والآخرين، وهذا يدل على مكانة التوبة العظيمة في الإسلام.
- في التوبة إشارة إلى سعة رحمة الله -تعالى-؛ فقد قال: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
- أن الزيادة في الإيمان عند المؤمن مرتبطة باللجوء إلى التوبة؛ لأنَّ التوبة هي السبب وراء فلاح المؤمن، كما قال -تعالى-: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، وفي الآية إشارة إلى أنَّ كلّ مؤمن بحاجة إلى التوبة، وهي لا تكون إلّا بالابتعاد والاستغناء عن كلّ ما يكرهه الله -تعالى- ظاهراً وباطناً، والقرب مما يحبّه الله -تعالى- ويرضاه.
- والتوبة هي إحدى الأمور المعينة التي تساعد الإنسان على الاستعداد لليوم الآخر وللقاء ربه؛ لأنَّ العبد ضعيف أمام نفسه وشهواته؛ يقع في الذنب تارةً ومن ثمَّ يندم على ذلك؛ فيتوب من ذنبه تارةً أخرى، فإن النفس البشرية مهما بلغت من الصلاح فإنّها لا تخلو من الزلّات والوقوع في المنكرات، ومن منهج السلف الصالح أنَّهم كانوا يُكثرون من التوبة في كل وقت وحين؛ فيصبحون تائبين ويمسون تائبين، وكان من شأنهم عدم الإصرار على ذنوبهم، وعادوا إلى الله -تعالى- واستغفروا، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ).



