قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

"السيسي" يضرب "كرسي في الكلوب"


المصريون قادرون على رفع شخوص بعينهم إلى مصاف الزعماء، حتى وإن كره المتآمرون، لكنهم متخصصون في الانقسام والتهور والعصبية الوطنية على الشخوص ذاتها.
ومنذ بزوغ نجم الفريق السيسي الذي كان "لابد في الدرة" لجماعة الإخوان واعتزامه على إسقاطهم حتى يفشل المؤامرة الكبرى على مصر وأهلها، أصبح "عراب" الشعب وقدوته، بطريقة تغلغلت فى نفوسهم لأن يكون رئيسهم رغم أنف الجميع.
ومن أحاديث أن السيسي يكتب برنامجه الانتخابي، ومباركة الجيش، والترقب الخارجي ، ورفض بعض الدول له كمرشح رئاسي، إلى حملات "كمل جميلك" و"السيسي رئيسي" و"مطلب شعب، إلى إرغامه على الترشح للرئاسة نجد بعض النقط الفاصلة.
فقرار ترشح السيسى للرئاسة من عدمه، لم يبق للفريق فيه خيار، خاصة بعد أن "ورطه" المنافقون ونصبوا له "الفخ" للدخول في السباق الرئاسي وجعلوا وجوده كرئيس أداء واجب وطني، غير أن الموافقة الساحقة على الدستور أول مؤشرات ترشحه، كما قالت التسريبات التي سبقت الاستفتاء.
لكن، يبقى القرار من الناحية النظرية أنه من الضروري ترشحه بعيدا عن نظرية المؤامرة التي تقضى بضرورة خوضه الانتخابات الرئاسية لأنه المرادف الحقيقي لثورة 30 يونيو، فإن كانت ثورة، فعليه إتمام جميله، وإن كانت انقلابا فعليه تحمل عواقب قراره.
أما من الناحية العملية، فالواقع يقول إن على الفريق السيسي الترشح للرئاسة، وإنه في حاله رفضه فعليه الاستقالة واعتزال الحياة العامة بالمطلق، لأن رفضه الترشح ووجوده في الحكومة سيظل داعما رئيسيا لإحساس فئات كبيرة من الشعب بأنه الحاكم الفعلي للبلاد، أو ربما يضع الرئيس المقبل في حسبانه أنه لابد من تمتعه بدعم السيسى حتى لا يحدث له لما جرى لسابقه.
ومن ثم، فإن المسألة محفوفة بالمخاطر من كل أوجهها، ومقابل أي قرار يتخذه وزير الدفاع، لاسيما أن خوض الفريق للانتخابات ينطوي على العديد من المخاطر السياسية بالنسبة له شخصيا لأنه بات بطريقة فعلية زعيما شعبيا للأكثرية من المصريين، بعد عزله لمرسى والإطاحة بجماعة الإخوان إرضاء لرغبة الشعب الثائر، بل وتجاوزت شعبيته حدود ذلك لتمتد إلي المنطقة العربية ومناطق أخرى من العالم.
وأهم المخاطر التي تنتظره حال دخوله قصر الاتحادية كرئيس، فقدان الكثير من الصلاحيات التي كان يتمتع بها، فضلاً عن مواجهته الكثير من مشكلات الحكم السياسة والاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها ثورتين ورئيسين في السجن، ولعل أهمها لنا الملف الأمني والعمليات الإرهابية في سيناء وفى الشارع بشكل عام.
وعقب كل التخبط في المعلومات الواردة، وعدم جدية الكثير من التحليلات نجد أن الفريق السيسى لن يترشح للرئاسة، لأسباب عديدة أولها أنه منذ إعلان خارطة الطريق أكد مرارا أنه غير طامع في السلطة ولا يريدها وما يشغله هو صالح الوطن، وثانيا: لن يغامر الرجل بمستقبله العسكري والسياسي في "لعبة زهر" لحكم مصر، وثالثاً: هو يعلم خطورة الموقف الراهن وحقيقته، وهذا سبب أدعى له لأن يرفض، رابعا: ارتباط ترشحه بنجاح الدستور غير منطقي كونه مجرد دعاية لإقراره وإنجاح خارطة الطريق، وخامسا: هو يعلم جيدا أنها ستكون نهايته، وسوف يذبح على مقصلة المؤامرات التي يدبرها كارهوه، سادسا: الفريق وضع لنفسه خارطة طريق تبدأ بالحفاظ على الوطن وتنتهي بمكافحة الإرهاب، وتطوير المؤسسة العسكرية.
وقرار عدم ترشحه هو الأنسب لإمكانية فصل القوات المسلحة عن السياسة، وحتى يكون هو من يبارك ترشح الرئيس المقبل وأن يقدمه للشعب، حتى إن مثل ذلك القرار "كرسي في الكلوب" لكل الطامحين لترشحه للرئاسة ورؤيتهم أن مصر لن يستقيم حالها إلا بترشحه وجلوسه في سدة الحكم.