قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تبديل دولة


ما يجري الآن في حزب الحرية والعدالة ليس خطوات أو اجراءات كتلك التي يقوم بها أي حزب حقق أغلبية ويسعي لتشكيل حكومة يجب أن‮ ‬تذهب بالطرق التي تعرفها الدول الديمقراطية ما يقال عن هيكلة الوزارات التي توصف بأنها سيادية،‮ ‬ومنها وزارة الداخلية،‮ ‬أهمية هذه الوزارة بالتحديد أنها الجهة المكلفة بمواجهة الإخوان منذ العشرينات،‮ ‬والخبرة المتراكمة في أجهزتها،‮ ‬خاصة أمن الدولة الذي تم تدميره خلال عملية‮ ‬غامضة ربما يكشف التاريخ عن أسرارها يوما‮. ‬هذه الخبرة لعلها الأهم‮ ‬في جميع المؤسسات الامنية بالدول العربية والاسلامية،‮ ‬خلال اقترابي من الشرطة ورجالها لاحظت‮ ‬غلبة التدين المعتدل عليهم،‮ ‬ولكن خبرتهم بتتبع الإخوان ومقاومتهم أمنيا جعلتهم الاقرب الي فهم الجماعة وأساليبها ودخائلها،‮ ‬لذلك يبدو من اولويات حزب الحرية والعدالة هيكلة الداخلية ليس بهدف تطويرها،‮ ‬او ملاءمتها مع مطالب الثوار خلال يناير،‮ ‬فما أبعد الثوار عن المشهد الآن،‮ ‬بل ما أقصي مبادئ الثورة عن واقعنا الراهن،‮ ‬المطلوب وزارة داخلية خاضعة للإخوان،‮ ‬بل وزارة اخوانية،‮ ‬من هنا الحديث عن تلك الاعداد الضخمة المطلوب اقصاؤها،‮ ‬وتصاعد حركة الضباط الملتحين،‮ ‬انها نفس تجربة حماس‮ ‬في‮ ‬غزة،‮ ‬الاصل يكرر تجربة الفرع،‮ ‬الآن تتم العملية تحت ستار البرلمان والسيطرة للاغلبية،‮ ‬لكن في محطة معينة قد يظهر العنف،‮ ‬لن يتوقف الامر عند الداخلية،‮ ‬بل سيشمل الامر الخارجية والقضاء‮ ‬الذي اخترق بالفعل منذ سنوات،‮ ‬والمؤسسات الاخري ولن يكون الجيش بعيدا،‮ ‬الاخوان لديهم مشروع متكامل،‮ ‬ويعملون بدأب وصبر وذكاء،‮ ‬وهم في المرحلة الحالية لا يعنيهم ان يكون لديهم مرشح للرئاسة،‮ ‬ان لجنة التعليم التي استولوا عليها بالفعل اهم بكثير من المنصب الرئاسي،‮ ‬إنها المدخل لتبديل عقول أجيال،‮ ‬وهم اخترقوا بالفعل معاهد التعليم منذ السبعينيات،‮ ‬ومشكلة التطرف الديني في مدارس الوزارة حادة منذ فترة طويلة،‮ ‬فما البال بعد ان سيطر الاخوان والسلفيون علي اللجان،‮ ‬ولجنة التعليم بالتحديد،‮ ‬إننا لسنا في مواجهة حكومة أغلبية،‮ ‬ولكننا ازاء قيادة واعية،‮ ‬لديها مشروع قديم بتأسيس الدولة الدينية،‮ ‬وتحقيقه يعني ان مصر التي نعرفها وعشنا في ظلال ثقافتها وتسامحها قد بدأت رحلة الاندثار مع تغيير طبيعة‮ ‬الدولة‮.