قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

القمة الأوروبية الأمريكية.. خطوة نحو التقارب من جديد بعد فضيحة التجسس


تشهد العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم انعقاد القمة الأوروبية الأمريكية التي يشارك فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو. ومن المقرر أن تلقي القمة الضوء على الشراكة عبر الأطلسية وقضايا التعاون الاقتصادي والتجاري فضلا عن الاستثمارات المشتركة بين الجانبين.
وتنعقد القمة في إطار الجولة التي يقوم بها الرئيس أوباما إلى أوروبا والشرق الأوسط والتي بدأت يوم 24 مارس وتستمر لمدة ستة أيام بدأت في هولندا، حيث شارك أوباما فى المؤتمر الثالث لقمة الأمن النووى واجتماع مجموعة الدول السبع لينتقل بعد ذلك إلى بروكسل لحضور قمة اليوم مع القادة الأوروبيين ويعقد لقاء مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسى، ثم ينتقل لاحقا إلى روما، قبل أن يختتم جولته فى المملكة العربية السعودية.
وتعتبر هذه هي الزيارة الرسمية الأولى للرئيس أوباما إلى عاصمة الاتحاد الأوروبي "بروكسل" التي اختصها ليلقي فيها خطابه الوحيد خلال تلك الجولة وذلك في قصر الفنون الجميلة "بوزار" أمام 2000 مدعو تم اختيارهم بواسطة السفارة الأميركية في بلجيكا من الشباب وممثلي المجتمع المدني والمعارضين للاتفاق عبر الأطلسي للتجارة الحرة بين واشنطن وبروكسل.
وتوقع المراقبون أن يركز أوباما في خطابه هذا على العلاقات الأوروأطلسية والأزمة الأوكرانية في سياق شامل وأن يتناول أهمية أمن القارة الأوروبية والتهديد الذي يمثله انقلاب فلاديمير بوتين ليس فقط على أوكرانيا ولكن أيضا على كل النظام الدولي وبالأخص نظام الأمن الجماعي الذي يجمع كل من الولايات المتحدة وأوروبا أو بمعني أدق سيلقي الضوء على أهمية التحالف بين الولايات المتحدة وأوروبا في تعميم الديمقراطية والحفاظ على الشرعية الدولية في العالم.
وكانت آخر قمة أوروبية أميركية قد عقدت في 28 نوفمبر 2011 في واشنطن حيث توتر العلاقات بعدها بين الجانبين بعد فضيحة التجسس من جانب واشنطن علي الاتحاد الأوروبي والتي ساهمت في فقدان الثقة بين الرأي العام والقادة السياسيين.
فقد كشفت صحيفة ألمانية العام الماضي أن المخابرات الامريكية كانت تقوم بالتنصت على المكاتب الرئيسية للاتحاد الأوروبي إلي جانب المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني لكبار المسئولين. ورغم ادعاءات واشنطن بأنها كانت تستهدف الإرهابيين والمتطرفين والمشتبه بهم عن طريق التجسس الالكتروني غير أن هذا الأمر قد تسبب في توتر علاقات الجانبين وأعاد أجواء الحرب الباردة من جديد كما ساهم في عرقلة مفاوضات معاهدة التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التي تقدر بمئات المليارات.
وتوقع المراقبون أن التهديد الذي تشكله روسيا خلال الفترة الراهنة، والذي زادت حدته بعد تفاقم الأزمة الأوكرانية وضم شبه جزيرة القرم، سيتغلب على أزمة التجسس ويدفع نحو مزيد من التقارب الأوروبي الأميركي لاسيما على المستوى الأمني والاستخباراتي فضلا عن المساهمة في استعادة الثقة بين الجانبين ودفع مسار مفاوضات اتفاق التجارة الحرة.
ورغم التوتر الذي شهدته العلاقات خلال الفترة الماضية غير أن الولايات المتحدة لاتزال الشريك التجاري الأكبر للاتحاد الأوروبي في مجال التجارة فيما يتعلق بالبضائع والخدمات.
وشهد العقد الماضي حدوث انخفاض مطرد في حصة الولايات المتحدة من إجمالي التجارة الدولية في السلع مع الاتحاد الأوروبي حيث استحوذت الولايات المتحدة في عام 2002 على 28 بالمئة من إجمالي صادرات الاتحاد الأوروبي و20 في المئة من وارداته غير أن هذه الحصة انخفضت بحلول عام 2013 لتبلغ على التوالي 17 بالمئة للصادارت إلى الولايات المتحدة و12 بالمئة للواردات.
وبعد الانخفاض الملحوظ في عام 2009 الناجم عن الأزمة الاقتصادية، استعادت قيمة تجارة الاتحاد الأوروبي في السلع مع الولايات المتحدة عافيتها في السنوات التالية لتصل إلى ذروتها عام 2012 حيث بلغت الصادرات إلى الولايات المتحدة 293 مليار يورو إلا أنها عادت للانخفاض في عام 2013 لتبلغ 288 مليار يورو.
وبالنسبة للواردات فقد استعادت عافيتها عام 2012 حيث بلغت 206 مليارات يورو وانخفضت بعدها لتصل إلى 196 مليارا في عام 2013.
وعلى صعيد دول الاتحاد الأوروبي فقد ظلت ألمانيا أكثر الدول المصدرة إلى الولايات المتحدة في عام 2013 بقيمة صادرات بلغت 89 مليار يورو تلتها المملكة المتحدة ب 44 مليارا ثم فرنسا وايطاليا بقيمة متماثلة لكلتيهما بلغت 27 مليارا ثم ايرلندا وبلجيكا بقيمة متماثلة أيضا بلغت 18 مليارا وهولندا ب 17 مليار يورو.
أما على صعيد الواردات من الولايات المتحدة في عام 2013 فقد بقيت ألمانيا أكبر مستورد بقيمة بلغت 37 مليار يورو تلتها المملكة المتحدة بقيمة 35 مليارا ثم هولندا ب 29 مليارا وفرنسا ب 27 مليارا وبلجيكا ب 24 مليار يورو.