نبيه عادل يكتب: إمارة العبودية

كشف التقرير الذي نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية عما يتعرض له العمال النيبياليين في قطر، عن حقائق مذهلة قد تقلب استضافة قطر لكأس العالم 2022 رأسا علي عقب.
وصرح طبيب مختص بالامراض القلبية أن السلطات القطرية تخفي أسباب حقيقية وراء موت 400 عامل نيبالي خلال تشيدهم مباني كاس العالم 2022، مشيرا إلي أنه قام بمعاينة جثث العمال العائدين من قطر، ومضيفا أن "لا أحد يصدق ظاهرة الجلطات القلبية المستمرة"، وأضاف الطبيب أن معظم العمال من الشباب، وفي حالة جسدية جيدة للعمل، مشيرا إلي أن السلطات القطرية لابد أن تدفع تعويضات إذا كان سبب وفاة العمال الصدمة النفسية، أو الاكتئاب أو الجفاف.
ومن جانبه قام الاتحاد العالمي لنقابات العمال إلى إصدار تقرير مطول حول ظروف العمالة في قطر، محذراً من أنه بحلول عام 2022 سيكون عدد القتلى من العمال في قطر، تجاوز ضحايا 11 سبتمبر.
ويعاني العمال في قطر من نقص الاحتياجات الأساسية، والصرف الصحي ومياه الشرب النظيفة، عوضاً عن الأجور المنخفضة والعمل المجهد، الذي يتخطى أحياناً 14 ساعة في اليوم الواحد، فضلاً عن سوء المعاملة والحرمان من الحرية، الأمر الذي يصفه البعض "بتجارة الرقيق في العصر الحديث".
وبدت دول آسيوية فى إثارة قضية عمالتها فى قطر فى المحافل الدولية، وتطالب بالضغط على الاتحاد الدولى لكرة القدم – الفيفا - لنقل الكأس إلى دولة أخرى، وربما هذا الضغط سوف يفتح ملفات أخرى تتعلق بعملية التصويت لحصول قطر على حق تنظيم كأس العالم، وما أثير حولها من أقاويل كثيرة حول شبهات فساد مالى. قضية «السُخرة» للعمالة الأجنبية فى قطر مثل كرة الثلج الآن، تتضخم وتكبر، وستكشف عن أوضاع «مرعبة» و«غير مقبولة» لوضع العمال الأجانب، خاصة الآسيويين، فى قطر، على حد وصف أحد أعضاء اللجنة التنفيذية فى الاتحاد الدولى لكرة القدم، ثيو زوانزيجر، فاتحاد النقابات الدولى يتهم قطر أيضًا بتشغيل العمال بشروط تشبه السخرة والعبودية دون مراعاة قوانين حماية العمل، ومراكز حقوق الإنسان حول العالم بدأت فى مطالبة الفيفا بسحب بطولة كأس العالم من قطر بسبب انتهاكها حقوق العمال فى التجهيز للبطولة.
وهناك توقعات بأن يفقد 4 آلاف عامل حياتهم إذا استمرت حالة السخرة والعبودية المخالفة للمواثيق والأعراف الدولية فى قطر، وهى بالتأكيد جريمة ضد الإنسانية.