الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالصور ..بناة السد العالي يروون قصص كفاحهم اثناء بنائه .. وأسوان تحتفل باليوبيل الذهبي لتحويل مجري النيل

صدى البلد

أسوان تحتفل باليوبيل الذهبي لتحويل مجري النيل
بناة السد العالي يرون قصص كفاحهم
35 ألف مهندس وفني وعامل من المصريين والخبراء الروس شاركوا فى بناء السد
مصرع وردية كاملة تضم 130 شخصاً سقطت عليهم الصخور في المرحلة الأولي من بناء السد
السد العالي حمي مصر لمدة 9 سنوات خلال السنوات العجاف
السد العالي سد ركامي تصل سعته التخزينية إلي 162 مليار متر مكعب
السد العالي يعمل بكفاءة متناهية

تشهد مصر بصفة عامة ومحافظة أسوان بصفة خاصة خلال هذه الأيام الاحتفال باليوبيل الذهبي لتحويل مجري نهر النيل والذي كان في منتصف مايو من عام 1964 حيث أطلق الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إشارة التحويل بحضور ومشاركة من الزعيم الروسي الراحل نيكيتا خروشوف وسط صيحات وفرحات العاملين من المصريين والروس ، وهذا اليوم هو الذي يتواكب مع انتهاء العمل بالمرحلة الأولي بأعظم المشروعات الهندسية في القرن العشرين وهو السد العالي هرم مصر الرابع.
ويؤكد قدامى بناة السد العالي " لصدي البلد " خلال تجوله في موقع سكنهم بأن حب مصر وانتماءهم الشديد للوطن كان هو الدافع الرئيسي الذي دفعهم إلي بذل الجهد والعرق والتضحية بأرواحهم لتحقيق هذا المشروع القومي العملاق.
وأكدوا علي أنهم كانوا يشعرون ومازالوا بأن السد العالي مشروعهم الشخصي لذلك تناسوا كافة الآلام والمخاطر التي واجهتهم أثناء العمل من أجل تحقيق حلم الشعب المصري ليروا علي أرض الواقع إنشاء سد يحميهم من مخاطر الفيضانات المدمرة ويكفيهم شر الجفاف في السنوات العجاف ، وأشاروا إلي أن مصر الآن في أشد الحاجة إلي عودة روح السد العالي حتي تعلو مصلحة الوطن فوق أي اعتبار.
ومن جانبه يوضح أحمد النوبى فنى هيدرولجيا فى السد العالى بالمعاش 60 سنة بأن التجهيزات بأنه فى يوم الاحتفالية تم ردم هذه الفتحة بالكامل وتحويل مجرى النيل عقب تفجير السد الرملى أمام وخلف السد العالى.
وقال النوبي بأن تحويل مجرى نهر النيل بدأ فى الساعة الثانية إلا الثلث ظهراً حيث تم إغلاق المجرى نهائياً وتحويل المياه إلى القناة الأمامية للسد العالى بطول 1950 متر مروراً بستة أنفاق رئيسية بطول 282 متراً وقطر 15 متراً للنفق الواحد ليتم بذلك تغيير مجرى نهر النيل ، ولتنتهى المرحلة الأولى من إنشاء السد العالى والتى بدأت فى 9 يناير 1960 حتى 15 مايو 1964.
وأوضح شوقى على سائق بلدوزر بالمعاش أن محافظة أسوان غنية برمالها الذهبية وصخورها الماسية ، وأن المهندسين اتجهوا شرقاً وغرباً وصولاً إلى المكان الأفضل لموقع السد العالى ، وكانوا ينقلون الرمال والصخور التى يتم من خلالها ردم المجرى القديم ليبدأ العمل بالمجرى الجديد للسد ، وكانت الأرواح تزهق أسفل هذه الصخور العملاقة وأثناء عمليات التفجير.
وأضاف على ترك محمد فنى تركيبات بالمعاش أنه من أجمل اللقطات فى الذكرى تسابق العمال من الجهتين الشرقية والغربية لنهر النيل أثناء عملية ردم المجرى القديم وقبل تفجير المجرى الجديد حتى يكون أحدهم أول شخص يعبر على جسم السد ، وتحول شكل الصخور إلى غمامة من العمال الذين تسابقوا لنيل هذا الشرف العظيم.
وتابع بأنه عقب تحويل مجرى النيل تم تمهيد الطريق ليعبر موكب الرؤساء والملوك من شرق النيل إلى الغرب فى يوم مشهود ، لأنه كان يعكس مدى قدرة المصريين على تحدى الصعاب.
فيما قال عبده محمود يوسف من بناة السد العالى بأن الرئيس جمال عبد الناصر منح العاملين فى مشروع السد العالى العديد من الأنواط والميداليات والشهادات بمناسبة مشاركتهم فى تحويل مجرى نهر النيل وإنجاز المرحلة الأولى من السد العالى ، ومازال العاملون فى المشروع محتفظين بهذه الشهادات والميداليات حتى الآن.
وأوضح بأنه على الرغم من التكريم الذى حصل عليه بناة السد العالى فى فترة الستينيات إلا أن هيئة السد وخزان أسوان تلاحقهم قضائيا حاليا وترسل لهم إنذارات بالطرد من السكن الإدارى فى مستعمرة السد العالى شرق جنوب أسوان ، مطالباً بتمليك المنازل فى مستعمرة السد العالى شرق لبناة السد العالى ، خاصة أنهم أفنوا عمرهم وضحوا بالكثير من أجل إنشاء هذا المشروع القومى العملاق.
ومن جانبه أكد رمضان عبد الحميد من قدامي بناة السد العالي بأسوان علي أن السد غير وجه الحياة في مصر اقتصادياً وجغرافياً وسياسياً ، كما حمي البلاد من خطر الفيضانات المدمرة.
وأضاف رمضان بأن العاملين في المشروع كانوا يشعرون بحماس شديد منذ بداية المرحلة الأولي التي تم فيها التجهيز للقناة الأمامية والخلفية ، موضحاً بأنه تم تحويل مجرى النيل في مايو 1964 والتي تم فيها التعامل مع جسم السد الرئيسي وغلق المجري القديم لنهر النيل.
وتابع بأن بناء السد العالي شارك فيه حوالي 35 ألف مهندس وفني وعامل من المصريين والخبراء الروس ، وهو كان بمثابة المدرسة التي تدربت فيها الكوادر المصرية ، وكان من أهم ثمارها ظهور هذا المشروع للنور ، ليخلق معه جيلاً من الفنيين والعاملين علي أعلى مستوى من الكفاءة ، علي الرغم من أن معظمهم كان لا يعرف سوى مهنة الزراعة قبل التحاقهم بالعمل به وأن شعار جميع العاملين كان هو الإخلاص والتفاني في العمل من أجل مصر ورفعتها.
وقال بأن المشروع شهد العديد من الحوادث التي راح ضحيتها الكثيرون منها علي سبيل المثال مصرع وردية كاملة تضم 130 شخصاً سقطت عليهم الصخور في المرحلة الأولي من بناء السد ، ورغم ذلك كان العمل يستمر بدون توقف.
وفي نفس السياق أكد المهندس عبد اللاه عبد الله الهمشري مدير عام بالهيئة العامة للسد العالي وخزان أسوان علي أن شهداء السد العالي الذين قدموا أرواحهم فداء لإنجاز هذا المشروع يستحقون التحية والرحمة لأنهم ضحوا بأنفسهم وسجلوا أروع ملحمة في تاريخ مصر المعاصر وحققوا حلماً طال انتظاره ، وخاصة أن السد العالي يعتبر من أعظم المشروعات الهندسية العملاقة في القرن العشرين ويكفي فخراً بأن السد العالي بني بأيد وإرادة مصرية خالصة.
وأوضح بأن السد العالي يعتبر صرحاً شامخاً حيث تتساوى قمته منسوب 196 فوق سطح الأرض مع هضبة المقطم في القاهرة ويعتبر بمثابة خط الدفاع الأول لحماية مصر من غوائل الفيضانات المدمرة ، مشيراً إلي أن السد العالي حمي مصر أيضاً لمدة 9 سنوات خلال السنوات العجاف من عام 1979 حتي 1988 ، حينما تعرضت القارة الأفريقية للجفاف ومات بسببه العديد من أبناء الدول الأفريقية.
وأوضح بأن السعة التخزينية للسد العالي تعتبر هي الأكبر علي الإطلاق بدليل أن السعة التخزينية لأضخم سد في العالم والذي بني في الصين عام 2010 لا تتجاوز ثلث السعة التخزينية للسد العالي التي تقدر بحوالي 162 مليار متر مكعب والفارق بأن السد العالي هو سد ركامي من كتل الجرانيت وليس سداً خرسانياً من الأسمنت.
مؤكداً علي أن السد العالي يعمل بكفاءة متناهية ولا صحة للشائعات التي أطلقها البعض منذ ثلاث سنوات علي أنه توجد شروخ في السد العالي لأن السد عبارة عن جبل ركامي ضخم جداً يبلغ حجمه 17 مرة من الهرم الأكبر ، وسيبقي السد يعمل بكفاءة عالية كما بقيت أهرامات مصر منذ آلاف السنين.

وطالب بناة السد العالى من الرئيس القادم بضرروة العمل بروح السد والسعي لتوفير التعليم والصحة والنهوض بالاقتصاد والسير على درب الزعيم جمال عبد الناصر، فى تأسيس مشروع قومى حقيقى يلتف حوله المصريون لبناء نهضة جديدة تحتاجها مصر من فترة لأخرى.