الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفرما.. حكاية مدينة مصرية مر عليها قديسان وخلفاء وملوك

رحلة العائلة المقدسة
رحلة العائلة المقدسة إلي مصر

قال خبير الآثار، الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء إن الفرما واحدة من أهم محطات رحلة العائلة المقدسة في مصر.

وأضاف ريحان أن الفرما تبعد 35كم شرق مدينة القنطرة شرق على شاطئ البحر المتوسط عند قرية بالوظة وتبعد الآثار المكتشفة بالفرما 5كم عن الطريق الرئيسى طريق القنطرة – العريش.

والفرما كان لها دور عظيم فى تاريخ المسيحية، حيث تنسك فيها القديس إبيماخس الشهيد ثم توجه إلى الإسكندرية فى عهد الإمبراطور داكيوس فقبض عليه الحاكم أبليانوس وقتله عام 251م، وفى عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الثانى 409-450م قام فيها عالم يدعى إيسودوروس الذى كتب عدة مقالات فى الدين وجهها إلى أعدائه وأحبائه وأطلق عليه إيسودوروس الفرمى وهو من مواليد الإسكندرية.

وأشار إلى أنه فى طريق الفرما سار عمرو بن العاص لفتح مصر سنة 19هـ ، 640م فنزل العريش ثم أتى الفرما، كما أن بلدوين الأول ملك الصليبيين وصل إلى الفرما فأرسل الأفضل بن أمير الجيوش إلى والى الشرقية أن يقابلهم.

فلما وصلت العساكر تقدمها العربان وطاردوا الصليبيين، وعندما علم بلدوين بذلك أمر أصحابه بالنهب والتخريب وإحراق وهدم المساجد فأحرق جامعها ومساجدها وجميع البلد وعزم على الرحيل فأخذه الله سبحانه وتعالى فكتم أصحابه موته وساروا بعد أن شقوا بطنه وملؤها ملحًا حتى بقى إلى بلاده فدفنوه بها، وكشفت منطقة شمال سيناء عن مسرح رومانى ضخم بالجهة الجنوبية من الفرما وعن حمامات ساخنة وباردة مبنية بالطوب الأحمر فى الجهة الشمالية من الفرما.

وأوضح أن الفرما تضم مجمعًا للكنائس في تل مخزن الذى يقع فى الجزء الشرقى من مدينة الفرما، ووصف كليدا التل عام 1909 ، وأول حفائر به قامت بها منطقة شمال سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1988.

ومن خلال ثلاثة مواسم حفائر تم اكتشاف كنيسة بازيليكا يتقدمها آتريوم يتكون من فناء مساحته 31.50م طولًا 15م عرضًا يفتح عليه مجموعة من الحجرات وهى على طراز البازيليكا وتضم حجرات جانبية ربما تكون مخصصة للزوار،وكنيسة الفرما التى تقع فى الجزء الشمالى من المدينة،وكشفت عنها حفائر منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1985حيث تم كشف بناء يتكون من وحدتين معماريتين مختلفتين فى التصميم ولكنهما مرتبطتين ببعضهما البعض والمبنى كله يشكّل وحدة معمارية متكاملة لكنيسة.

كما تم الكشف عن معمودية تقع بالجهة الشمالية الغربية خارج المبنى الغربى وهى عبارة عن بناء من الطوب الأحمر على شكل صليب متساوى الأضلاع داخل دائرة قطرها 4.70م كانت جدرانها مكسوة بالرخام من الخارج تتضح بقاياه فى جوانب الحوض وكانت أرضيتها مبلطة بالفسيفساء للعثور على عدد كبير من قطع الفسيفساء الرخامية والحجرية بألوان مختلفة فى نفس المكان.