بلاغ سعادة السفير

جاء صوته على الهاتف منزعجاً جداً، قال أرجوك لا تحدثنى فى هذه المسألة، إنها قضية شديدة الخطورة، ونحن نعانى فى السفارة يومياً ولا نستطيع أن نفعل شيئاً إزاءها،
لدينا نحو مائة مواطن مصرى مقبوض عليهم بعضهم صدرت ضدهم عقوبات بالسجن فى السجون السعودية بسبب حيازة هذا العقار الملعون "الترامادول" المخدر، ماذا نفعل، نقوم بالاتصالات ومتابعة المقبوض عليهم وتقديم المساعدة قدر الإمكان، لا نتدخل فى أحكام القضاء ولا نستطيع، لابد من احترام سيادة الدول وقوانينها، المسألة كلها تخضع للقانون، ليست هناك مجاملات، حيازة هذا العقار مجرمة بقوة القوانين فى السعودية، كما هو الحال عندنا فى مصر، الناس يجب أن تعلم هذه الحقيقة حتى لا يقعوا تحت طائلة قانون العقوبات الجنائية بالمملكة والتى تصل إلى عقوبة الإعدام.. نخشى أن يصبح هذا الأمر ظاهرة تسيء للمصريين والجالية المصرية. نربأ بالمواطن المصرى أن يضع نفسه فى هذه الورطة المؤسفة.
يصمت السفير محمود عوف سفير مصر بالمملكة السعودية لحظات ثم يضيف .. أرجوك تبنى حملة إعلامية واسعة للتوعية بمخاطر حيازة وجلب عقار الترامادول ،هناك الكثيرين من المواطنين المصريين يجهلون تجريم السلطات الأمنية فى المملكة جلب وحيازة الترامادول باعتباره من المواد المخدرة والمحظور جلبها أو تعاطيها بدون روشتة طبية معتمدة من المستشفيات الطبية السعودية ، السلطات الأمنية تتشدد جداً فى التعامل إزاء هذه الجريمة ولا يقبلون وسطات فى هذا الخصوص ويتركون الأمر للقضاء وحده يفصل فى هذا النوع من القضايا التى تهدد الأمن والسلم الوطنى .
كنت قد هاتفت سعادة السفير - من أجل شقيق زميل طلب منى التدخل لدى السفارة للإفراج عن قريبه الذى تم القبض عليه لحيازته مجموعة من شرائط الترامادول أخذها معه من القاهرة بحسن نية أو عن جهل بالقوانين السعودية تلبية لطلب قريب مصرى يقيم ويعمل بالسعودية منذ عدة سنوات قال له أنه فى حاجة شديدة للعلاج ويجب ان يبذل قصارى جهده للعثور على كمية من علب الترامادول المسكن للمرض الذى يعانى منه ويعالج بهذا العقار الطبى لأنه يجد صعوبة فى إيجاه بالمملكة ، وأن الأطباء وصفوا له هذا العلاج ولا يجب أن يخشى شيئا عند الوصول فى المطار لأنه سيكون فى انتظاره ومعه روشتة الطبيب .. لكن للأسف تم القبض على القريب حامل العلاج ،كما تم القبض على المواطن الذى طلب الدواء رغم إعترافه للسلطات بأنه من طلب العلاج وأن قريبه برئ من هذا الذنب .. وللأسف إحلا الأثنان إلى القضاء وتم الحكم بالسجن سبعة أشهر على الأول ومازال الثانى يسعى لإثبات براءته وبراءة قريبه .
يقول السفير عوف إن هذا الكلام لا يمكن تصديقه ، لأن العلاج متوافر بالمستشفيات السعودية ويصرف بضمان الروشتة الطبية ..خلاف هذا السلوك هى حجج باطلة ولا سند لها من الواقع .. نعم هناك بعض الناس يجهلون ويجب توعيتهم وتحذيرهم .. لكن كيف الحال والعقار مجرم ايضا فى بلادنا وموضوع على قوائم المخدرات ! المصريون أصبحوا موضع اشتباه فى الموانئ والمطارات ،تفتيشهم يجرى بشكل دقيق بسبب كثرة القضايا التى يحظى فيها المصريون بنصيب كبير.. القضية خطيرة وتحتاج إلى تنبيه وسائل الإعلام .. ارجوك أنشر هذا البلاغ على لسانى .. اللهم بلغت اللهم فاشهد
نقلا عن الاهرام