المرضى النفسيون.. قنبلة موقوتة في شوارع الأقصر

فى شوارع الأقصر..يتجولون على غير هدى، ويملأون الميادين والأرصفة ومحطات القطارات وأسفل الكباري، بسبب عدم وجود مستشفيات وعيادات متخصصة لهم، وانخفاض مستوى الوعي لدى الأهالي الذين ينظرون إلى ذويهم من المرضى النفسيين على أنهم وصمة عار.
وقال الدكتور طلال أحمد محمد مدرس استشاري للطب النفسي بجامعة جنوب الوادي :" وجود المرضى النفسيين فى الشوارع أصبح ظاهرة منتشرة، بسبب إنعدام الوعي لدى أهاليهم، ونظرتهم لهم على أنهم وصمة عار، واشخاص غير مرغوب في وجودهم معهم"،مشيرا إلى أن أغلب هؤلاء المرضى يعانون الانفصام، وهو مرض عقلي يتميز بمجموعة من الأعراض النفسية والعقلية مثل الهلوسة والاضطراب في التفكير ، وتؤدي إن لم تعالج في بدايتها إلى اضطراب وتدهور في الشخصية والسلوك أو مرض الاضطراب وجداني ثنائي القطب، الذي يصيب المزاج أو الوجدان، ويؤدي إلى الإصابة بنوبات من الاكتئاب والهوس.
وأضاف أنه لا يوجد أى دور رعاية للمرضى النفسيين بالصعيد، غير دار واحدة فى أسيوط، ومن المفروض وجود دار اخرى مثلا فى اسوان بسبب وجود مستشفى نفسية هناك، لتخدم الاقصر وقنا واسوان، محذرا من خطورة هؤلاء المرضى على المجتمع لأنهم غير مدركين لأى فعل يقومون به،خاصة وأن المريض النفسي يكون لديه عادة طاقة كبيرة، ويمكن أن يتعدى على أى مواطن، وخصوصا في حالة استفزازه من قبل المارة، ويعض الأطفال الذين يقذفونهم بالطوب والزلط.
وطالب الدكتور وسائل الاعلام بالقيام بدورها فى توعية الناس ، وتغيير المفاهيم الخاطئة السائدة في المجتمع والنظرة للمرضى النفسيين، وإقناع أهالي المرضى بأن لهم دورا كبيرا في علاج هؤلاء، وتوعيتهم بطرق التعامل معهم.
من جانبه، قال الشيخ أحمد الأمير:" هذه الظاهرة انتشرت بشكل ملفت خلال الفترة الأخيرة، لافتا إلى تخلي العديد من المؤسسات عن هؤلاء المرضى، نظرا لعدم وجود الدعم المادي الكافي لإيوائهم ، وأن غياب الوازع الديني للمحيطين والمتعاملين مع هؤلاء المرضى من الأسباب الرئيسية لتأخر حالاتهم، لأنهم يجهلون ما أمرنا به ديننا الحنيف من كيفية معاملة هؤلاء المرضى، ويعاملونهم عادة بشكل غير آدمي، وهذا خطأ وذنب يقترفونه فى حق المرضى، مشيرا إلى أن بعض الأهالي يحرصون على علاج ذويهم من المرضى النفسيين، فيما يقوم آخرون بحبسهم في البيوت أو إطلاقهم في الشوارع، تجنبا للمشاكل.