لم تُرَ السيدة الأمريكية الأولى ميلانيا ترامب في البيت الأبيض منذ أكثر من شهر، بحسب ما نقلت شبكة CNN، بينما كان زوجها، الرئيس دونالد ترامب، يستعد لعقد قمة حاسمة في ألاسكا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعياً نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف، قامت ميلانيا بتوجيه رسالة دبلوماسية مباشرة إلى بوتين.
في هذا البيان العاطفي، خاطبت الرئيس الروسي بكلماتٍ مؤثرة: “عزيزي السيد بوتين، كل طفل يحمل في قلبه أحلاماً هادئة، سواء وُلد في الريف البسيط أو في مركز المدينة الرائع. يحلمون بالحب، بالأمل وبالسلامة من الخطر.”
ووجه بوتين رسالة، رغم بساطتها الظاهرية، عبّرت عن موقف إنساني عميق يُظهر الاهتمام بالأطفال كأولوية فوق النزاع السياسي.
وفقاً لتقارير CNN، فإن هذه الرسالة تُعد لمحة نادرة عن الدور المؤثر - وإن بدا خفياً - الذي تلعبه ميلانيا خلال فترة ولايتها الثانية كسيدة أولى.
فعلى الرغم من غيابها الفعلي في واشنطن، لم تتوقف عن التواصل المستمر مع الرئيس، سواء عبر الرسائل أو المكالمات الهاتفية على مدار اليوم، ما يعكس تأثيرها المباشر في القرارات.
وكان فريقها في الجناح الشرقي من البيت الأبيض (Eastern Wing staff) أصغر بكثير من تلك التي عرفتها خلال الفترة الأولى، بل وأقل طموحاً من تلك التي عملت بها سابقتها في المنصب.
وبالرغم من ندرة ظهورها علناً، كشفت المصادر المطلعة أن ميلانيا تتشارك الرأي مع زوجها، وتُقدّم “جرعة صحية من الشك” أثناء النقاشات، كما حدث عندما أشار ترامب إلى أن مكالمته مع بوتين كانت “رائعة” إلا أن ميلانيا لفتت انتباهه إلى قصف مدينة أوكرانية أخرى أثّر بعمق.
كما لاحظت الشبكة، وفّرت لمحة نادرة عن طبيعة التواصل بين الزوجين.
وبرزت هذه الرسالة الإنسانية لاحقاً عندما التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرئيس ترامب في واشنطن. في مستهل اللقاء، سلّم زيلينسكي رسالة شخصية إلى ميلانيا، معرباً عن امتنانه العميق للرسالة التي وجهتها إلى بوتين، في إشارة إلى دورها الدبلوماسي غير المباشر في علاقات الحرب والسلام، حسب ديلي بيست.
في هذه المبادرة، استخدمت ميلانيا ترامب صوتها كرمز إنساني أكثر منها سياسي، مسلّطة الضوء على براءة الأطفال وأهمية حمايتها عبر خطاب يتجاوز السياسة إلى الجوهر الإنساني للحرب.
وعبّرت في رسالتها عن “أحلام الأطفال الهادئة”، داعية بوتين إلى استعادة “ضحكتهم العذبة”، في رمز عبّر عمّا هو أبعد من السياسة، فاستنهض الإنسانية في قلب النزاع، وفقا لـ "اكونوميك تايمز"
وبينما يرى البعض هذه المبادرة كاستثناء نادر من المشاركة العلنية للسيدة الأولى—خاصة في أيام غيابها عن البيت الأبيض—تظهر استجابات الزعماء الأجانب، مثل زيلينسكي الذي شكرها مباشرة، أنها تركت بصمة ملموسة في المحادثات الدولية.
ويُلفت النظر إلى أن “الحضور الخفي” لميلانيا قد يضمر تأثيراً يفوق الحضور التقليدي، ويبيّن أن أدوات الدبلوماسية لا تقتصر دوماً على الصورة، بل يمكنها أن تكون عبر الكلمات التي تضجّ بمعاني السلام والإنسانية.