قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إبراهيم النجار يكتب: بين أنقاض المرفأ ونزع سلاح "حزب الله".. أين يتجه لبنان؟!

إبراهيم النجار
إبراهيم النجار

خمس سنوات مرت، دون تحقيق العدالة، في ظل غياب الحقيقة، بشأن المتسبب الفعلي، في مأساة انفجار مرفأ بيروت، فهل مازالت الكارثة تنزع الشرعية عن سلاح “حزب الله” الذي حاول جاهدا ابعاد كرة الاتهامات عنه، كي لا يصل لبنان، لمرحلة مسائلته عن دور سلاحه الرادع في حماية المرفأ. بالأمس، كشف انفجار المرفأ، عجز السلاح عن حماية لبنان ما يسقط عنه الشرعية. لعقود خلت، أضحي سلاح الحزب، معضلة شائكة في لبنان. وهو سلاح برر الحزب وجوده، بمجابهة إسرائيل. غير أن المشهد تغير اليوم. فالضربات والملاحقات الإسرائيلية الأخيرة، اضعفت قدراته. فيما الحكومة اللبنانية، شرعت في إعداد خارطة طريق لنزع هذا السلاح، عبر الجيش اللبناني. فهل نحن أمام بداية نهاية الجناح المسلح للحزب؟. 
في خطوة تحمل رسائل سياسية وعسكرية، في آن واحد. بدأ الجيش اللبناني، في عملية تسلم السلاح من المخيمات الفلسطينية. وتحديدا، في برج البراجنة في بيروت. في مؤشر واضح علي تحرك الدولة، نحو حصر السلاح بيدها وحدها. العملية، ليست مجرد تسليم سلاح عابر. بل ربما تكون رسالة مباشرة إلي "حزب الله". الدولة لن تتراجع عن قراراها، ولن تسمح لأي فريق بعرقلة تنفيذ خطة الجيش. المخيمات الفلسطينية كانت البداية، وسلاح الحزب، سيكون المرحلة التالية. وفق جدول زمني واضح ينتهي قبل نهاية العام الحالي.
حسب مراقبون، الخطوة تأتي في إطار احتواء أي مبررات أو ذرائع، قد يستخدمها الحزب، للمماطلة أو لتأجيل عملية نزع سلاحه. ولا سيما، بعد التعامل مع السلاح الفلسطيني السني، بطريقة منظمة وسلمية. هذا الإجراء يقطع الطريق أمام أي حجج. ويؤكد علي قدرة وجهوزية الدولة، علي فرض سيادتها علي كامل أراضيها. مراقبون يؤكدون أيضا، علي أن ما حدث في برج البراجنة، ليس مجرد إجراء عسكري. بل بداية لتحول استراتيجي شامل. الدولة والجيش والحكومة. يسعون لتأمين لبنان، وحماية المخيمات من أي ارتباك محتمل. مع ضمان عدم المساس بالحاضنة الشعبية، لأي طرف بعد التسليم السلمي للسلاح. 
أخيرا، الرسالة واضحة. لبنان، علي أعتاب مرحلة جديدة، حيث يصبح السلاح حصريا في يد الدولة الشرعية. وتتحول مؤسساتها العسكرية والأمنية، إلي الضامن الحقيقي للأمن والأستقرار. بعيدا عن أي ترسانة خارج سيطرة الدولة. وهذا قد يكون بداية بناء قوة استراتيجية دفاعية، قادرة علي حماية لبنان من أي تهديدات داخلية وخارجية...