قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كريم خالد عبد العزيز يكتب: السعادة الحقيقية .. كيف نحقق الاستقرار والاتزان في حياتنا؟

كريم خالد عبد العزيز
كريم خالد عبد العزيز

يسعى كل إنسان لتنظيم حياته الشخصية وإيجاد سعادته وتأمين مستقبله... كل يصارع في الحياة ويحارب على جبهته الخاصة... كل يرى سعادته بمنظور مختلف عن الآخر ويحدد أهدافه الخاصة... رحلة إثبات الذات رحلة طويلة وبها الكثير من العراقيل، ولكن متعة الحياة تكمن في مراحل تطوير الذات واكتشاف مزاياها التي تصل بالإنسان إلى مرحلة الثقة والاستقرار والثبات.

لا توجد حياة مستقرة دائمًا لأن الحياة لا تسير على رتم واحد ومحدد للأبد... لكن قد يجعل الإنسان طابع حياته العام مستقرًا نسبيًا... والاستقرار له عدة أشكال... الاستقرار النفسي، المادي، العاطفي، الاجتماعي، الصحي، والروحي.

- الاستقرار النفسي: يتحقق من خلال السلام الداخلي النابع من الرضا والتأقلم على المستجدات والقدرة على تخطي التحديات النفسية بشكل إيجابي.
- الاستقرار المادي: لا يقاس بكثرة المال، وإنما يقاس بوجود ما يكفينا من المال لتلبية احتياجاتنا الشخصية الأساسية والجانبية التي تُرفهنا، مع وجود فائض للادخار المستقبلي.
- الاستقرار العاطفي: يتحقق من خلال بناء العلاقات العميقة المبنية على الحب والجوانب الإنسانية، لا العلاقات السطحية التي تكبر فيها المصطلحات وهي في الأصل مبنية على المصالح.
- الاستقرار الاجتماعي: يتحقق من خلال التأثير الإيجابي داخل المحيط الصغير والتركيز على إفادة المجتمع، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
- الاستقرار الروحي: يتم بالإيمان القوي والعميق عن طريق بناء علاقة وطيدة مع الله وتسليم حياتنا له والرضا بقضاءه وقدره، الإيمان يجعلنا نرى من النار نورًا ومن الطوفان أرضًا جديدة ومن الموت حياة.

لو أدركنا أن السعادة ليست في أن ندور في ساقية الحياة العملية وننعزل عن بيوتنا وأسرنا وأهلينا وعن لذة الحياة في المجالس التي تضفي إلى نفوسنا بعض المرح وتعطينا الراحة النفسية من الضغوطات، سنكون سعداء... الحياة ليست أن نضع نفوسنا تحت ضغط دائم من أجل الحصول على أكبر قدر من المال، ولا أن ندخر دون استمتاع، لأن العمر غير مضمون... الاتزان أفضل شيء في الحياة، وأن نوازن بين ما ننفقه على أنفسنا وما ندخره لمستقبلنا.

دورنا الرئيسي في هذه الحياة ورسالتنا الحقيقية هي عبادة الله... ثم تأتي بعدها الأشياء الأخرى... أما الصراع والتنافس وضغط أنفسنا في سباق إثبات أننا أفضل من غيرنا، كما يفعل كثير من الشباب في صراعاتهم التنافسية خاصة في مجال العمل، فهذا لن يعطي شعورًا بالرضا والقناعة أبدًا.
علينا أن نحب الحياة ببساطها وأن نستمتع بكل لحظة ونحن أحياء، لأن الحياة نعمة عظيمة، وكل يوم جديد فرصة جديدة لإصلاح ما تم إفساده والبدء بالبناء من جديد بفرح واشراق وتفاؤل وأمل بأن الله لا يضيع مساعينا.