قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تعرف على قصة "أصحاب السبت" وكيف مسخهم الله إلى قردة وخنازير


قصة "أصحاب السبت " وردت في عدة مواضع من القرآن، وجعلها الله عز وجل موعظة للمتقين، كما قال سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) البقرة:65، 66 .
كانت هذه القرية تقع على شاطئ البحر الأحمر واسمها قرية "أيلة" حيث كان يعيش فيها أصحاب السبت الذين فسقوا فمسخهم الله قردة وخنازير.
كان اليهود، قبل بعثة النبي، يكتمون هذه القصة لما فيها من التوبيخ والذل لهم على ماجرى مع بعض أسلافهم من بني إسرائيل من الإهلاك والمسخ، لكن الله فضحهم في القرآن الكريم عندما أوحى إلى نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) تلك القصة ليحذر اليهود من تعنتهم وتكبرهم ورفضهم الإيمان به عليه الصلاة والسلام مذكرا إياهم ما حل بإخوانهم في القرية "أيلة".
كان المؤمنون من بني إسرائيل أيام نبيهم داود (عليه السلام) وقبلها يمتنعون عن العمل والتجارة والصناعة والصيد يوم السبت، إذ كان هذا الأمر حراما في شريعتهم ابتلاء لهم من الله، وليظهر للناس من يلتزم بأوامره ومن يعصيه.
وكانت الحيتان والأسماك تأتي يوم السبت حتى إنها تكاد أن تصاد باليد من قربها لأنها ألهمت أنها لا تصاد في هذا اليوم لنهيه تعالى بني إسرائيل عن صيدها، فكانت تأتي بكميات كبيرة إلى شاطئ قرية "أيلة" وتتزاحم هناك، فلا يخوفونها ولا يفزعونها، وإذا كان غير يوم السبت لزمت الحيتان والأسماك قاع البحر فلم ير منهن شيئا حتى يأتي السبت التالي.
فاشتهى أحد أهل القرية فى يوم من الأيام أكل السمك فأغواه الشيطان وزين له القيام بحيلة لاصيطاد ما يشتهي منها، فأتى إلى شاطئ البحر يوم السبت ورأى سمكة كبيرة تسبح قريبة منه فربط ذيلها بحبل ووضع الطرف الآخر في وتد على الشاطئ وذهب، فلما انقضى النهار عاد هذا الرجل وأخذ السمكة إلى منزله ونظفها وشواها فانبعثت رائحتها حول داره، فأتاه جيرانه يسألونه عن ذلك، فأنكر مافعل، ولما أصروا عليه قال لهم: "إنه جلد سمكة وجدته وشويته"، فلما كان السبت الآخر فعل مثل ذلك فلما شم الناس رائحة الشواء سألوه، فقال لهم: "إن شئتم صنعتم كما أصنع"، فقالوا له: "وما صنعت؟" فأخبرهم ففعلوا مثل مافعل.
ونوعوا بعد ذلك في استعمال الحيلة فقام بعضهم يوم الجمعة بحفر حفر متصلة بالبحر بواسطة ممرات يسهل سدها، فإذا كان يوم السبت وكثر هذا الأمر حتى فعله الكثيرون، ووصل بهم الأمر أن اصطادوها يوم السبت علانية وباعوها في الأسواق، فكان هذا من أعظم الاعتداء.
ولما جاهر الفساق بطريقتهم قام علماء بني إسرائيل ونهوهم عن هذا، وخوفوهم فلم يقبلوا، فجعلوا بينهم وبين الفساق جدارا في القرية ولم يعودوا يساكنوهم.
وفي الليل جاء أمر الله تعالى فانتقم من الذين فسقوا ومسخ شبابهم قردة وعجائزهم خنازير كما قيل، فقام الذين أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر صباحا وذهبوا إلى أعمالهم ومساجدهم ومجتمعاتهم فلم يروا أحدا من الفاسقين، فاستغربوا وتساءلوا فيما بينهم وقام أحدهم ووضع سلما على الجدار وصعد عليه فلما أشرف على القوم رأى عجبا، إذ أصبح الفساق قردة لها أذناب يتعاَوون ويقفزون على بعضهم، وخنازير تصدر أصواتا قبيحة، ففتحوا عليهم الأبواب ودخلوا، وصار كل قرد يأتي قريبه من الإنس فيشم ثيابه ويبكي، فيقول الإنسي: "ألم ننهكم؟" فيشير القرد برأسه "نعم".
وكانوا قبل المسخ قد افترقوا كما قيل إلى ثلاث فرق: فرقة عصت وصادت وكانوا نحوا من سبعين ألفا وهم الذين مسخوا، وفرقة نهت وتنحت وكانوا اثني عشر ألفا، وفرقة تنحت ولم تنه ولم تعص وهذه الفرقة الأخيرة قالت للفرقة الثانية التي نهت عن الحرام: "لم تعظون قوما عصاة سيهلكهم الله وسيعذبهم" على ما كانوا يتوقعونه بعد مخالفة أمر الله تعالى وما عرف مِن فعل الله بالأمم العاصية السابقة"، فقال الناهون عن المنكر: "موعظتنا من باب التذكير لعلهم يتقون ويتراجعون". ولم تهلك إلا الفرقة الأولى العاصية وأنجى الله الذين نهوا والذين لم يعصوا.
ولم يبق الذين مسخوا أحياء أكثر من ثلاثة أيام، ولم يأكلوا خلالها ولم يشربوا ولم يخرج منهم نسل.