الإرهاب الأسود.. ثعبان سام يدفن رأسه فى الرمال لا يزال يواصل بث سمومه فى أرض الفيروز وكل شبر من أرض المحروسة الطاهرة؛ ذلك العدو لا يعرف إلا الغدر وأعماله الخسيسة تصحبها صرخة ألم فى كل منزل مصرى.
لاتزال سيناء تبكى من حين لآخر؛ جنودها الأبرار الذين تركو المال والبنون ووهبوا حياتهم من أجل حراسة أرض الفيروز التى حررها الأجداد من الصهاينة، ولكن كتب على هذه الأرض أن تروى بدماء خير أجناد الأرض.
مذبحة تلو الأخرى فى سيناء ونزيف الدماء فى هذه الأرض لايزال مستمرا؛ كانت أفجع كارثة تلك التى وقعت أمس بعد استهداف إرهابيين لنقاط أمنية وعسكرية وإطلاق قذائف هاون على مدرعتين، وهو ما أسفر عن مقتل ما يقرب من 30 جنديا.
هذا الحادث يعيدنا للماضى ويذكرنا بمذابح أخرى ارتكبها الإرهاب الأسود ضد الأمن المصرى، ونرصد فى هذا التقرير المذابح التى ارتكبها هؤلاء ضد الأمن، خاصة فى الفترة التى أعقبت ثورة 25 يناير حتى الآن.
مذبحة رفح الأولى:
عقب تولي محمد مرسي الحكم وقبيل عزل محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، وقعت حادثة مقتل 16 جنديا مصريا بسيناء في يوم الاثنين 18 رمضان سنة 1433 هجرية الموافق 6 أغسطس سنة 2012 م، إثر عملية من إرهابيين بسيناء، وذلك بعد شهرين من تولي المعزول مرسي رئاسة الدولة.
وبعد أقل من شهر من صدور قرار عفو رئاسي منه عن 572 متهما من بينهم 25 قياديا جهاديا، وذلك يوم 19 يوليو سنة 2012، على اثر الحادث تمت إقالة مدير المخابرات العامة مراد موافي وقائد الحرس الجمهوري بعد عدم استطاعة مرسي تشييع الجنازة الخاصة بشهداء رفح.
اختطاف الجنود
وفي مايو 2013، اختطف مجهولون في شبه جزيرة سيناء بمصر، 7 جنود بينهم 6 من المجندين بالشرطة ومجند واحد بقوات حرس الحدود التابعة للجيش وعادوا بعد ذلك بأسبوع.
لتدخل سيناء بعد ذلك في عملية تطهير من عناصر البؤر الإجرامية وتسفر عن سقوط شهداء كثيرين من الجيش في حوادث عدة، وبلغ عدد ضحايا الأمن من الجنود منذ شهر يوليو الماضي نحو 57 فرد أمن.
مقتل 7 جنود:
أما أبرز الحوادث التي حدثت بعد يوليو 2014، فكانت مقتل سبعة جنود في هجوم بأيدي مسلحين بالقرب من العريش شمال سيناء في 15 أغسطس من العام الجاري.
مذبحة رفح الثانية:
ثم حادثة استشهاد 26 مجندا وإصابة 3 آخرين في 19 أغسطس عام 2013 م، عقب تعرضهم لهجوم مسلح أثناء عودتهم من الإجازة أثناء مرور السيارة، التي كانت تنقلهم بمنطقة أبو طويلة متوجهين إلى مقر قطاع الأمن المركزي برفح.
إسقاط طائرة فى سيناء:
ثم يأتي بعد ذلك حادث الطائرة في يناير عام 2014، حيث تم إسقاط مروحية عسكرية تابعة للجيش المصري في منطقة الخروبة، الواقعة ما بين الشيخ زويد والعريش في شمال سيناء، واستشهد 5 أشخاص منهم اثنان ضباط طيارين وثلاثة آخرين منهم ضابط برتبة نقيب.
وفي 22 مايو من العام نفسه، أصيب 9 أشخاص بينهم 7 جنود و2 من المدنيين فى عملية إرهابية جديدة بسيناء وقعت وسط مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء.
حادث كمين الفرافرة
ليجيء بعد ذلك حادث كمين الفرافرة في 31 مايو من نفس العام، حيث قام مسلحون مجهولون بإطلاق النار على كمين حدودي للقوات المسلحة بالكيلو 100 بمنطقة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، وقام أفراد الكمين بمبادلة المهاجمين إطلاق النار، واستشهد جراء ذلك أكثر من 7 مجندين.
وفي 21 أغسطس، انفجرت عبوة ناسفة انفجرت بجوار مدرعة ناقلة جند، فى مدينة رفح بشمال سيناء صباح اليوم، مما أسفر عن إصابة 6 مجندين بإصابات خفيفة وجروح سطحية، تم نقلهم على أثرها إلى مستشفى العريش العسكرى، وتم توفير الخدمات الطبية اللازمة لهم.
تفجير مدرعة
وفي 2 سبتمبر، وقع حادث رفح الإرهابى الذى راح ضحيته 10 جنود وضابط، كما أصيب ضابط وجندى إثر انفجار عبوة ناسفة على طريق مدرعة كانت تقل جنودا أثناء عودتهم من إجازتهم.
وقالت المصادر إن مجهولين وضعوا كمية كبيرة من المتفجرات تقدر بنحو 500 كيلوجرام فى حفرة وسط الطريق الدولى العريش رفح بمنطقة "الوفاق" قرب بوابة سادوت غرب مدينة رفح وتم ربطها بدائرة كهربائية عبر شريحة اتصال.
وبعد وصول مدرعة من نوع "فهد" تقل 13 جنديا وضابطين، تم تفجير العبوة عن طريق الاتصال بالشريحة الموصولة بها وانفجرت محدثة دويا هائلا واشتعلت النيران فى المدرعة، وهو ما أدى إلى انقلابها.
وفي 17 أكتوبر الجارى، وقع انفجار مدرعة تابعة لرجال الشرطة بالعريش بشمال سيناء، أسفر عن استشهاد اثنين وإصابة 8 آخرين.