البدو يستقبلون العيد بالدحية واللبة والفراشيح

تختلف مظاهر العيد في جنوب سيناء عن باقي المحافظات المصرية، حيث يفضل الكثير من البدو التوجه إلى "البر" وهى تجمعات بدوية في الجبال، ولكل قبيلة تجمعها الخاص بها، فالمزينة يتوجهون إلى "الرمثة"، والعليقات إلى "الرملة"، وقرية غرندل إلى "أم بجمة"، وقبيلة الحماضة إلى "الدبابات".
ويبدأ العيد بالتوجه لخيمة الشعر (المصنوعة من صوف الأغنام) بعد صلاة العيد، حيث يتبادلون التهاني بالعيد ويستقبلون ضيوفهم من التجمعات البدوية الأخرى، ويبادر بعضهم لنحر الأضاحي وصنع "اللبة" و"الفراشيح" ، الوجبة الأكثر تفضيلا لدى البدو، وهي نوع من الخبز يتم فرشه في قاع الإناء ويوضع أعلاه الأرز الأبيض وفوقه لحم الضأن.
ويؤكد الشيخ عودة معمر، شيخ قبيلة "القرارشة"، أن العيد يمثل لأبناء البادية فرصة لمزيد من التواصل والتلاحم بين القبائل وبعضها البعض، سواء بتبادل الزيارات لتقديم التهاني أو تناول الوجبات التي تعد خصيصا لهذه المناسبة.
ويضيف "معمر" أنه من مظاهر العيد الأخرى تجمع الشباب في المساء عند الخيمة وترديد الأغاني البدوية وأداء رقصة "الدحية" الشهيرة، كما أن البدويات يصعدن إلى قمم الجبال ويجلسن في مجموعات ومعهن الدفوف ويقمن بالاحتفال بالعيد بعيدا عن أعين الرجال.
كما يفضل البدو الذهاب إلى "حمام موسى" بمدينة طور سيناء و"حمام فرعون" بالقرب من أبو زنيمة، حيث الخصوصية والمياه الكبريتية الدافئة، كما يفضل الشباب التوجه في مجاميع إلى شواطئ المدن وأداء رقصة الدحية عليها.
ويقول الشيخ سليمان أبو منيفى، من "قبيلة العليقات"، أن العيد فرصة للتراحم وحل الخلافات بين المتنازعين، كما يشير إلى أنه قبل الذهاب لصلاة العيد يرتدي الرجل جلبابًا ويضع قلما في جيبه ويرتدى على الجلباب جاكت أو عمامة وفوقها العقال، أما الصغار فيرتدون ملابس العيد التي تخيطها لهم النسوة بعد شرائها على شكل أقمشة نتيجة لبعد الأسواق.
وتجهز النسوة بيت الشعر ويخضبن كفوفهن بالحناء من ليلة العيد، ثم يرتدين ملابسهن المطرزة بالحرير وتسمى "المدرعة" والحلي الفضية وتستعد كل امرأة لعودة زوجها وأبنائها من الصلاة قبل توجههم لمعايدة الأقارب والجيران.
ويتذكر بعض كلمات الشعر كانت تنشدها جدته احتفالا بالعيد "اليوم عيدنا الحمد لله يوم ربي هدانا - يا قوم مدو بالركايب عن اللوم - خلو مرابعنا لقومًا وران زيلوا الخصومة بيننا ما كان عيد وفى قلوبنا خصومة - أعدوا الولائم للعربان فاليوم عيد فالقبائل جميعهم إخوانا".