قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الصين تتجه نحو أفريقيا..استثمارات بـ50 مليار دولار و2000 شركة في 8 آلاف مشروع


- غضب دولي من توغل الصين بالقارة السمراء
-أكثر من 150 مركزا تجاريا ومكتب تمثيل صيني بالقارة الأفريقية
-فرنسا وامريكا لجأت لنفس أسلوب الصين ببناء شراكات مع الدول الأفريقية
لجأت الصين في السنوات الأخيرة للتوجه نحو أفريقيا باعتبارها القارة البكر التي لم تستغل العديد من ثرواتها حتى الآن لتوفير احتياجاتها من الطاقة والمواد الخام وهو ما أثار حفيظة الدول الكبرى التي تعتبر أفريقيا الإرث الاستعماري الخاص بها.
تعتبر الصين أكبر الدول المستهلكة للنفط في العالم وتدور عجلة الاقتصاد الصيني بفضله والذي هو روح العجلة التنموية وبلغت معدلات الزيادة سنويا مابين 8 - 10 % مما يضع المارد الصيني تحت رحمة الاستيراد والشراكة مع الدول الفقيرة التي لديها استثمار في مجال النفط.
وتعد الصين اليوم ثاني اكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة ويعتبر النفط أحد أهم محددات السياسة الخارجية الصينية ويلعب دوراً كبيراً في صنع السياسة الصينية ومن هنا تحظي القارة الإفريقية باهتمام صانع القرار الصيني حيث تحركت الصين، من أجل تأمين تدفق هذا النفط والحصول عليه من القارة الأفريقية من خلال استراتيجيه تقوم على عدة محاور منها انشاء عدد من الإدارات الخاصة لتنمية العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع الدول الإفريقية وتوسيع اختصاصات بعض الأجهزة والادارات القائمة لتشمل كل قطر.
وبلغ نصيب إفريقيا من الاستثمارات الصينية حوالي 14%، فقد استثمرت الشركات الصينية عشرات مليارات الدولارات في نيجيريا، والسودان، وأنجولا، لشراء حق استخراج النفط، إضافة إلى التوصل إلى العديد من اتفاقيات التنقيب مع الكونغو الديمقراطية، وأثيوبيا، كما وقعت اتفاقيات نفطية مع تشاد بعد أن طرد رئيسها شركة شيفرون الأمريكية.
وللصين اليوم في إفريقيا أكثر من 150 مركزا تجاريا ومكتبا تمثيليا، وأكثر من مائتي شركة ومركز توزيع وتقيم علاقات دبلوماسية وتجارية مع أكثر من 45 دولة إفريقية.وتوجت هذا النجاحات المبهرة في القارة السوداء بتوقيع اتفاقيات تجارية بلغت قيمتها 40 مليار دولار للشراكة مع أقريقيا خلال استضافتها للمنتدى التجاري الصيني الإفريقي في نوفمبر من العام الماضي.
ومن ناحية آخرى أكد وزير التجارة الصيني "تشن ده مينغ" أن استثمارات الصين في أفريقيا تزيد بمعدلات سريعة، فقد زادت من 50 مليون دولار أمريكي سنة 2001، إلى أكثر من مليار دولار أمريكي في سنة 2010، ومازالت الزيادة مستمرة.
ويعتقد "وي جيان قوه" الأمين العام لمركز التبادل التجاري الدولي للصين، الذي عمل لأكثر من عشرين سنة في القارة السمراء، أن الوقت الحالي هو أفضل فرصة للاستثمار في أفريقيا. حاليا، تستثمر 2180 مؤسسة وشركة صينية في حوالي ثمانية آلاف مشروع بأفريقيا، ويشمل الاستثمار مجالات محطات توليد الكهرباء والمواني والمطارات والطرق والجسور والمستشفيات ومشروعات الطاقة الشمسية ومشاريع طاقة الرياح، وغيرها. وقد أوضح "لو شا يه" مدير إدارة أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية، أن الدول الأفريقية مهتمة حاليا بجذب الاستثمار الأجنبي، وتسهّل الإجراءات الإدارية، وتطبق سياسات ضريبية جيدة، وتعزز بناء المرافق التحتية لتحسين بيئة الاستثمار.
أوضح "لي آن شان" رئيس قسم آسيا وأفريقيا بمعهد العلاقات الدولية في جامعة بكين، أن الاستثمارات الصينية في أفريقيا تشهد زيادة سريعة منذ بداية القرن الجديد، ولكن برغم ذلك مازال حجمها صغيرا مقارنة مع استثمارات الدول الغربية في أفريقيا، خاصةاستثمارات شركات الطاقة الغربية مثل شركة شل التي بدأت تستثمر في دلتا النيجر قبل نصف قرن.
في الوقت الذي تعرب فيه فرنسا وأوروبا عن قلقهما ازاء التوغل الصيني في القارة الافريقية وزيادة الاستثمارات الصينية في افريقيا بصورة كبيرة نشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" تقريرًا مطولاً يرصد انتشار العملاق الصيني اقتصاديًا في إفريقيا، ومنافستها للقوى الغربية، منبهة مما يمكن أن يؤدي إليه هذا الصراع بين القوى الاقتصادية الكبرى.
وقالت الصحيفة منذ وقت ليس بالبعيد كان تواجد الصين في إفريقيا وأوروبا وأمريكا أمرًا مستحيلاً، وسبق للدول الأوروبية أن انتقدت تعاون بكين مع أنظمة في السودان وزيمبابوي، وقامت بتوبيخ الشركات الصينية لمعاييرها الاجتماعية والبيئية السيئة في استغلال الموارد الطبيعية.
وأضافت أن الدول الأوروبية الآن بدأت في تقليد نهج الصين، وزاد التركيز على التجارة قدر الإمكان على حساب التنمية.
واعتبر التقرير، أن الصين متفوقة على أمريكا باعتبارها أكبر شريك تجاري في إفريقيا عام 2009، وارتفع حجم التجارة من 10 مليارات دولار في عام 2000 إلى 210 مليارات دولار العام الماضي، والشركات الصينية أيضا من كبار المستثمرين، ولاسيما في الموارد الطبيعية والبنية التحتية.
ولفتت الصحيفة، إلى أن طريقة أوروبا والصين في النظر إلى إفريقيا يثير الدهشة والقلق، حيث ينظر كل منهما إلى الآخر بشكل مثير للريبة، على الرغم من أن الطرفين يمكنهما أن يستفيدا معًا من أفريقيا، يمكن لأوروبا أن تتعلم من المشاركة الاقتصادية في أفريقيا للصين في فتح أسواق جديدة للصادرات، وفي الوقت ذاته يمكن للصين أن تتعلم من أوروبا، وينخرط بعض الخبراء الصينيين وصانعي السياسات في تجريب برامج أكثر استهدافًا واستدامة للحد من الفقر.
ونوهت إلى استفادة أفريقيا من الصراع الغربي الصيني على الاستثمار في أراضيها الغنية، ولا تريد أن تفقد قدرتها على وجود البدائل بين القوى الغربية والصين.
وشددت واشنطن في افتتاح قمة الولايات المتحدة افريقيا غير المسبوقة والتي تشارك فيها 50 دولة أفريقية وتركز على الاقتصاد، على مكافحة الفساد وحماية حرية التعبير وكذلك أيضًا وبشكل خاص على احترام تداول السلطة.
والهدف الأساسي لهذه القمة هو كبح جماح التوغل الصيني للقارة الأفريقي ونسج علاقات اقتصادية أكثر متانة بين الولايات المتحدة وأفريقيا، المنطقة الواعدة التي تسجل معدل نمو اكبر من بقية العالم يتوقع صندوق النقد الدولي ان يبلغ 5,8 بالمئة في 2015.