الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالصور.. السينما الصينية بدأت فقيرة متأثرة بالنظام القمعى وانتهت بالازدهار ومنافسة هوليوود على الجوائز بالمهرجانات

صدى البلد

الصين عرفت الفن السينمائي عام 1869
الجيل الجديد اتجه إلى صنع المسلسلات
تعد السينما الصينية أحد أهم الصناعات التى تعتمد عليها الصين كونها تدر عليهم عائدا ماديا كبيرا، خاصة بعد ظهور عدد من النجوم الذين اشتهرت أسماؤهم وأصبحوا يقدمون أعمالا فى هوليوود.
ونرصد فى هذا الملف بدايات السينما الصينية بمناسبة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للصين لدعم العلاقات المصرية الصينية، وتعرفت الصين على الفن السينمائي عام 1896، وذلك بعد سنة واحدة فقط من أول عرض سينمائي للجمهور في العالم بباريس، حيث تم عرض الأفلام الهزلية القصيرة الفرنسية المنتجة للأخوين لوميير في أحد المقاهي بمدينة شنج هاى.
شهدت الصين إنتاج أول فيلم سينمائي تسجيلى عام 1905 في مدينة بكين، وأول فيلم طويل تم إنتاجه عام 1913 في شنج هاى، ومنذ أواخر العشرينات كانت مدينة شنج هاى مركزا هاما لإنتاج الأفلام الصينية، حيث ظهرت فيها أكثر من 20 شركة أنتجت عشرات الأفلام الروائية الصامتة، البوليسية والعاطفية، وكانت هذه الأفلام بسيطة من حيث البناء السينمائي، ومع ذلك فإنها كانت بدايات لظهور صناعة السينما في الصين.
وفي عام 1931 أنتجت الصين أول فيلم ناطق "مطربة الفراولة الحمراء" ويلخص انتكاسات ومأساة حياة مطربة فقيرة وسط مجتمع قاس وشرير، وفي عام 1932 أسس الحزب الشيوعي الصيني ما يسمى "فرقة سينمائية لتعمل تحت الأرض"، وظهرت إلى حيز الوجود مجموعة من الأفلام السينمائية المتميزة منها "ثلاث نساء معاصرات" و"أغنية صياد السمك" و"المرأة السحرية" و"على قارعة الطريق"، وكشفت هذه الأفلام ظلم المجتمع القديم، ولعبت دورا إيجابيا في توعية الشعب للمقاومة ضد الغزاة اليابانيين.
وفي عام 1938، تم تأسيس جماعة سينمائية في "يانان" وحقق السينمائيون عددا من الأفلام الإخبارية التسجيلية، كان منها "جيش الطريق الثامن" و"الدكتور بيثون" و"الحياة العسكرية لجيش الطريق الرابع الجديد"، وسجلت هذه الأفلام تاريخ النضال الثوري للشعب الصيني.
وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، فتحت صفحة جديدة في التاريخ الصيني، حيث توارثت الصين التقاليد الواقعية التي ميزت السينما من قبل فترة الثلاثينيات والأربعينيات، وتأسست على التوالي ثلاثة استوديوهات في منطقة الشمال الشرقي وبكين وشنج هاى، حيث بدأت في تصوير الافلام الروائية بكميات كبيرة، ومنذ هذا التاريخ حتى عام 1965 أنتجت الصين 603 أفلام روائية و3300 فيلم قصير من الأنواع المختلفة.
وأقامت وزارة الثقافة الصينية في عام 1959 شهر الأفلام الجديدة، إحياء للذكرى العاشرة لتأسيس الجمهورية الشعبية، وعرض في هذا الشهر تقريبا 38 فيلما من أنواع مختلفة، وكسبت الأفلام الروائية حجز الشهرة وكان من أهم هذه الأفلام "لمسة شيوى" و"أنشودة الشباب" و"متجر أسرة لين" و"خمسة أزهار ذهبية"، وقد تميزت هذه الأفلام بمستوى فني لافت للأنظار.
وفي ظل سياسة الإصلاح والانفتاح، تكثف التعاون السينمائي بين الصين والدول الأخرى، ولقيت المهارات الفنية والتطورات التقنية في السينما العالمية اهتمام الصين، وأدى هذا ذلك إلى تطور السينما الصينية شكلا وأسلوبا وأدى ذلك مرة أخرى إلى خروج الأفلام الصينية بميزاتها الوطنية المتفردة إلى خارج الحدود.
ومنذ الثمانينيات، ظهر ما يسمى "السينما الصينية الجديدة" أو "الموجة الجديدة في السينما الصينية" التي أكدت وجودها عالميا، حصدت الجوائز في المهرجان الدولية، ونالت القبول والنجاح في العواصم الكبرى أكثر من الداخل وتحققت مدرسة جديدة في الإخراج والتصوير والأداء والتعبير، وصدرت عنها الكثير من الدراسات التي تحاول اكتشاف ملامحها وسر تفوقها.
ويمكن أن نجمل خصائص السينما الصينية الجديدة بأنها تتعامل مع التراث بمفهوم عصري وتتناول التاريخ بمنظور نقدي، كما طرحت بشجاعة العلاقة بين الرجل والمرأة، وبين السلطة والفرد، وتناولت موضوعات الحب والخيانة والصداقة والجنس بجرأة، ولكن بأصالة ورقة وتمسك بالجذور دون انغلاق بل انفتحت على الثقافة العالمية واستفادت من التراث الإنساني في الشعر والمسرح والفن التشكيلي والأدب، وهى لا تتعامل مع التاريخ لمجرد الرغبة النوستالجية في إبداء الحنين للماضي، بل من أجل فهم النسيج الاجتماعي القائم وأسباب جموده ومقاومته المستمرة للتغيير، كما يتميز عدد من أفلامها بتناول جانب من التجربة الشخصية للمخرجين ورغم كل هذا فإنها اختلفت اختلافا جذريا عن سينما الآباء التي تعتمد الأيديولوجية الاشتراكية.
ومن أهم نماذج هذه السينما فيلم "الأرض الصفراء"، وهذا الفيلم الذي يعود إلى العام 1984 تؤرخ به بداية ظهور حركة السينما الصينية الجديدة، ببساطته الرقيقة الشفافة ونسيجه الشعري وأغانيه الشعبية الموحية بالحلم المستحيل، لا عجب أن يهز عرش السينما الصينية التقليدية السابقة، وكان بمثابة انقلاب في جماليات الفيلم الصيني، وقد تميز بأسلوب سينمائي يشع بالثقافة البصرية والقدرة التعبيرية الصامتة للوجود والأيدي وللطبيعة في حزنها ورونقها، في قسوتها وروعتها في آن واحد، ويتعرض الفيلم للتقاليد البالية التي بقيت حتى في عهد "ماو"، ومنها تزويج الفتيات الصغيرات أو بيعهن بسبب الفقر، وتتحدث كلمات أغنية في الفيلم عن فتاة تزوجت في الثالثة عشرة وترملت في الرابعة عشرة، ثم انتحرت في الخامسة عشرة! واضطرار الأب لتزويج ابنته مقابل مهر يدفع منه ديونه المستحقة عن تكاليف جنازة زوجته الراحلة وتكاليف شراء زوجة لابنه.
وفيلم "الذرة الحمراء" للمخرج زانج ييمو إنتاج عام 1987، وكان أول فيلم صيني يحصل على جائزة كبرى في مهرجان دولي وحصل على الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي 1988، ورغم أنه أثار ردود أفعال عنيفة في الصين عند ظهوره، واتهمه نقاد رسميون بالإغراق في الشكلية وتصوير الانحطاط والنماذج السلبية للشخصيات والخضوع للقيم الجمالية الغربية.
والجديد أو الجريء في هذا الفيلم أنه للمرة الأولى في السينما الصينية يطرح موضوع الرغبة الجنسية والشهوة المدمرة والانتهاك المباشر للمألوف، أو السكوت عنه في الثقافة الصينية التقليدية، وقد عبر عن الأحاسيس الداخلية للمرأة التي كانت من المحظورات في الأدب الصيني التقليدي، كما صور العلاقة القمعية بين الرجل والمرأة في المجتمع الذكوري، الرجال في الفيلم قمعيون امتلاكيون في الخارج، ضعفاء مترددون من الداخل، مما كان يتعارض مع الصورة الإيجابية للرجل في السينما الصينية من قبل.
وفيلم "وداعا يا خليلتي" فيلم للمخرج تشين كايج يتناول زمنيا التطورات التي شهدتها الصين على مدار خمسين عاما من النظام الإقطاعي حتى الغزو الياباني ثم الثورة الثقافية، والفيلم يتجاوز عملا مشهورا عن نفس الفترة وهو "الامبراطور الأخير" للمخرج برتولوتسي، لأنه شهادة فنان صيني على مرحلة مهمة من تاريخ وطنه أدان الفيلم الأيدلوجيات الشمولية وانتصر للفرد.
والفيلم الشهير "المصابيح الحمراء" لنفس المخرج زانج ييمو إنتاج 1991 الذي تميز بجماليات عالية، بأسلوبه البصري واستخدامه الحيوي للألوان ومزجه شريطي "الصوت والصورة"، واعتبره النقاد والمشاهدون في العالم كله واحدا من الأعمال السينمائية التي بلغت حد الكمال الفني سواء من ناحية بنائه السينمائي أو أسلوبه التشكيلي أو أداء ممثليه، وقد ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 1992، وحصل على جائزة "الأسد الفضي" في عام 1991 في مهرجان فينيسيا الدولي.
وما بين عامي 1949 و1995، فازت الأفلام الصينية في المهرجانات العالمية بأكثر من 400 جائزة، وكسبت السينما الصينية اعتراف العالم بها، وقد حدثت تغييرات مهمة في الصين أثرت على صناعة السينما الحديثة، منها سياسة الانفتاح الاقتصادى وتحرير السوق، ولم يعد الاعتماد على الاستوديوهات التي تملكها الدولة والتي خفضت الدولة دعمها المالي لها وظهرت شركات إنتاج مستقلة، ولا يجد مخرجو الجيل الخامس صعوبة في تمويل أفلامهم، فقد حصل المخرج جانج يميو على تمويل فيلمه "لا أقل من واحدة 1999" من شركة كولومبيا الأمريكية، ثم حصل على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا وبيعت حقوق توزيعه في أمريكا، ويجد المخرج تشين كايج سهولة في تدبير المال من أوروبا واليابان، وقد تكلف فيلمه "الامبراطور والقاتل" 1999 أحد عشر مليون دولار تكلف ديكور القصر الامبراطوري وحده 20 مليون دولار، وبيعت حقوق توزيعه في أمريكا.
أما الجيل الجديد في السينما الصينية، فاتجه إلى صنع المسلسلات التليفزيونية، ويصنعون أفلاما تجارية، وفي الغالب يهتمون بإرضاء الذوق المتغير للجمهور المحلي، ويرون أن شباك التذاكر هو مقياس النجاح.
أحد هؤلاء المخرجين الشبان فينج تسياو جانج أخرج ثلاثة أفلام تجارية مولتها شركة إنتاج مستقلة وحققت رقما قياسيا في الشباك، وأحد مخرجي الجيل الخامس تيان جوانج يبذل جهده لمساعدة وتمويل أفلام الجيل السادس وهو "لو يي"، وبعد أن حقق أعمالا تليفزيونية ناجحة أخرج فيلمه الروائي الطويل الأول "عشاق عطلة نهاية الأسبوع" الذي فاز بجائزة فاسبندر في مهرجان مانهايم 1996، ثم فاز عن فيلمه الثاني "نهر سوزو" بالجائزة الكبرى لمهرجان روتردام، وهو فيلم بوليسي رومانسي يؤكد نجاحه أن السينما الفنية الإبداعية لاتزال ممكنة التحقق في الصين بالرغم من الزحف المتواصل في اتجاه القيم التجارية و"هلودة" الثقافة.
ونذكر بعض أفضل الأفلام الصينية الحديثة التي تتمحور قصصها حول المشاعر الإنسانية والعلاقات ذات الأهداف السامية وتحقيق رغبة الذات، منها فيلم "ألوان عمياء" إخراج جووكسينج تشين وبطولة تاو هونج جيانج كي من إنتاج عام 2000، وتدور قصة الفيلم حول الفتاة المكفوفة دينج لي ليست جريئة فحسب إنما تتطلع إلى مستقبل أفضل، وتنضم "دينج لي" إلى مدرسة رياضية للمعاقين، وهناك تتعلم الكثير من حكمة الحياة وتتفوق في التدريب وتفوز بميدالية ذهبية في إحدى المسابقات العالمية وتقترب كثيرا من الحياة الحقيقية.
وفيلم "شوربة الحب الكثيرة التوابل" من إخراج زانج يانج وبطولة ليوي لي بينج من إنتاج عام 1998، وتدور قصص مختلفة تصور علاقات الحب بين أهل المدن الصينية المعاصرة، ويعرض الفيلم رفض الآباء للصداقة البريئة بين طلاب المدارس، بينما يحظى الحب الناضج بين المسنين بالتأييد والتشجيع من قبل الشـباب.
وفيلم "عالم جديد جميل" من إخراج شي يونجيو وبطولة جيانج وو تاو هونغ من إنتاج عام 1999، وهو فيلم إنتاج مشترك بين كل من الصين وتايوان، وفيه يذهب شاب "بوجان" إلى مدينة للبحث عن عمل لكن خالته الصغيرة التي يقارب عمرها عمره، تستهين به وتسخر منه وتستغله، و"بوجان" يغض النظر عن أعمال خالته وما تفعلة به ويتصرف كرجل مجتهد ومخلص ويستطيع من خلال إرادته القوية تحقيق نجاح كبير.
ومن أشهر الممثلين الصينيين الفنان جاكى شان الذى كان بطل العديد من الأفلام الأكشن والتى تعلم الكاراتيه، وغيرها من الأفلام التى نافست على حصد الجوائز بالمهرجانات.