صناعة السيارات الصينية.. تاريخ عريق وتحالفات عالمية

MING SHENG أول سيارة صينية في التاريخ
الخبراء الاقتصاديون يتوقعون أن تصبح الصين أول قوة اقتصادية في صناعة السيارات عام 2030
الحكومة تشجع الشركات مثل ''جيلي'' و''شيري'' و''جريت وول'' على غزو الأسواق الخارجية
شانج شون مدينة السيارات الصينية .. تنتج ٣ ملايين سيارة
على مدار تاريخها العريق حققت صناعة السيارات الصينية انتشارا واسعا فى الأسواق العالمية، وتم عقد تحالفات عديدة مع أكبر صانعى السيارات على مستوى العالم لانتاج أوع الطرازات وتصديرها للأسواق المختلفة حيث يعود تاريخ صناعة السيارات فى الصين إلى عام 1931 عندما تم إنتاج أول شاحنة صينية وسميت MING SHENG مينج شينج وبعد سيطرة الشيوعيين على الحكم تم تأسيس أول شركة ومصنع سيارات فى الصين فى عام 1956 تحت مسمى First Automobile Works FAW.
تاريخ عريق
ومابين أعوام 50 و 60 تم تأسيس العديد من المصانع فى كل من نانجينج (تحولت الآن إلى مجموعة نانجينج للسيارات) وشنجهاى (أصبحت الآن مؤسسة شنجهاى لصناعة السيارات) وجينين (أصبحت الآن مؤسسة الصين الوطنية للمعدات الثقيلة ) و بكين (أصبحت الآن بكين القابضة لصناعة السيارات) و فى عام 59 تم إنتاج أول شاحنة صينية حمولة 2 ونصف طن (نسخة مطابقة للسيارة الروسية GAZ51 بواسطة وزارة الصناعة الصينية التى حولت أحد وحدات خدمة سيارات الجيش الصينى إلى شركة لإنتاج الشاحنات وقد استمرت هذه الشركة فى إنتاج الشاحنات حتى عام 87 وقد بلغ إجمالى إنتاجها 161 ألف وحدة.
و فى عام 68 تم إنشاء ثان شركة لصناعة السيارات تحت اسم دونج فينج DMC فى الثمانينات حدثت ستة تحالفات هامة، وهى تحالف شركة شنجهاى مع فولكس فاجن لإنتاج السيارة فولكس فاجن النسخة الصينية من باسات فى الثمانينات وتحالف شركة فاو مع فولكس فاجن لإنتاج السيارة فولكس فاجن جيتا وتحالف شركة DMC مع ستروين لإنتاج السيارة سيتروين فوكانج (النسخة الصينية من سيتروين ZX ) وتحالف شركة بيكين ودايملر كرايسلر لإنتاج جيب شيروكى وتحالف شركة كوانزو مع بيجو لإنتاج بيجو 504 وقد حلت هوندا محل بيجو فى التسعينات لإنتاج السيارة أكورد وجاز ثم تويوتا كامرى بعد ذلك و تحالف شركة تيانجين مع دايهاتسو لإنتاج الشاريد وقد تحولت الشركة فيما بعد إلى شراكة بين فاو وتويوتا.. وفى التسعينات تأسست العديد من شركات صناعة السيارات بعضها ينحدر من الصناعات العسكرية مثل شانج أن (شانا) وهافى للسيارات و بعضها مملوك لبعض المقاطعات الصينية مثل بريليانس وشيرى وBYD والجزء الأخر قطاع خاص مثل جيلى وجريت وول أهم الشركات الصينية .
قوة اقتصادية عالمية تعتبر الصين أول بلد مصنع للسيارات في العالم فى الوقت الذى يعتبرها عدد من الخبراء الاقتصاديين آنها ستصبح أول قوة اقتصادية عالمياً فى العالم بحلول عام 2030 ويتفقون على أن مركز النقل في الاقتصاد العالمي بدأ ينتقل إلى آسيا وتعتبر الصين الحضن الدافء لشركات السيارات العالمية.
كما يشيرون إلى أنها ستتمكن خلال العام الجاري من إنتاج 20 مليون سيارة وشاحنة خفيفة ''بيك أب'' بينما لم تنتج أوروبا مجتمعة بما فيها المصانع الموجودة في روسيا وتركيا سوى 18 مليون سيارة.
وبدأت الصين منذ العام الماضي تتخطى الولايات المتحدة وأوروبا بعد مبيعات السيارات الجديدة فقد بيعت في السوق الصينية 19 مليون سيارة جديدة فيما بيع في الولايات المتحدة وحيث السيارة كانت تجسد الحلم الأمريكي لفترة طويلة من الزمن، 14,5 مليون سيارة جديدة.
وإذا كانت مبيعات السيارات في الصين وحتى تصنيعها تتم بفضل شركات تصنيع السيارات الغربية مثل جنرال موتورز وفولكس فاجن اللتين تستحوذان على 70٪ من مبيعات السيارات في إمبراطورية الوسط عبر الشركات المشتركة مع مصنعين محللين فإن الحكومة الصينية تشجع الشركات الصينية على البحث على زيادة المبيعات لتصبح نسبة المبيعات في البلاد من السيارات الصينية 50 ٪.
كما تشجع الحكومة شركات تصنيع السيارات الصينية مثل ''جيلي'' و''شيري'' و''جريت وول'' على غزو الأسواق الخارجية والتصدير إلى مصر والجزائر وإيران وأمريكا اللاتينية.
وتسعي الصين لتصدير سيارات رخيصة الثمن يعقد الاستراتيجية الجديدة لشركة تصنيع السيارات الفرنسية بيجو - سيتروين والقائمة على تحسين الجودة وتصنيع سيارات فاخرة ومتينة من جهة وسيارات شعبية من جهة ثانية.
ومع الأزمة التي تعصف بسوق السيارات في أوروبا وتدفع ثمنه بشكلٍ أساسي شركات تصنيع السيارات الفرنسية، تجد ''رينو'' و''بيجو سيتروين'' نفسيهما بين المطرقة والسندان فإضافة إلى السيارات القادمة من كوريا الجنوبية واليابان ستأتي السيارات الصينية أو على الأقل ستنافس السيارات الفرنسية في العالم.
وفي السوق الأوروبية حيث المركز الأساسي لمبيعاتها تجد الشركات الفرنسية منافسة قوية من الشركات الألمانية فقد أعلنت مجموعة فولكس فاجن مبيعات قياسية العام الماضي بلغت 9,7 مليون سيارة، أي أن نسبة الزيادة بلغت 26.6 ٪ مدفوعة بشكلٍ أساسي بارتفاعها في الولايات المتحدة.
وليس ''بيجو سيتروين'' وحدها التي تعاني في فرنسا وتلجأ إلى تسريح العمال، في قطاع صناعي يستخدم 9 ٪ من مجمل الأيدي العاملة في البلاد، فقد أعلنت ''رينو'' عن إلغاء 7500 وظيفة من الآن وحتى عام 2016.
وحرصت ''رينو'' على القول إن إلغاء هذه الوظائف لا يتم من خلال عمليات تسريح العمال، وإنما من خلال عدم تجديد وظائف العمال الذين يصلون إلى سن التقاعد أو من خلال التحفيزات المالية الكبيرة للذين يقتربون من هذا العمر.
ورأي إيلي كوهين مدير المركز الوطني للأبحاث الاجتماعية، أن لجوء ''رينو'' إلى هذا التسريح ''المُجمل'' قد لا يكفي لتمكين الشركة الفرنسية من وضع حدٍ للأزمة التي تعانيها، واعتبر أن وضع مصنعي السيارات الفرنسية هو نتيجة اتباعهم سياسة واستراتيجية لا تتأقلم مع التنافسية، فالشركات الفرنسية تصنع سيارات متوسطة المتانة والجودة وبأسعار مرتفعة جداً.
وباتت هذه الأسعار لا تجذب الزبائن مقارنة بالقدرات التنافسية للشركات الأجنبية، وخاصة الألمانية.
كما أن الشركات الفرنسية لم تُحسن المراهنة بشكل جيد على الأسواق الناشئة، حتى إن استثمارات ''بيجو سيتروين'' في هذه الأسواق لم تكن على المستوى المطلوب، كما أن المصنعين الفرنسيين تركوا المصانع في فرنسا تترهل وتشيخ ولجأوا إلى الاستثمار في الخارج، بينما كان المطلوب منهم أن يعيدوا تنظيم هذه المصانع والاحتفاظ بالقدرة الكبيرة على تصنيع السيارات في فرنسا.
مدينة السيارات الصينية.. تنتج 3 ملايين سيارة تعتزم "مدينة السيارات" الصينية شانج شون مضاعفة طاقتها الإنتاجية تقريبا بحلول 2015 إلى 3 ملايين سيارة سنويا.
ومن المعروف أن شيانج شون هي عاصمة إقليم جيلين شمال شرق الصين وبها مصانع سيارات تصل طاقتها الإنتاجية إلى 1.22 مليون سيارة العام الماضي منها 800 ألف سيارة من إنتاج شركة "تشاينا فاو جروب كورب" ثاني أكبر منتج سيارات في الصين.. ويطلق على مدينة شيانج شون اسم "مدينة السيارات" لأنها تنتج نسبة كبيرة من إجمالي إنتاج السيارات في الصين.
وتدعم الحكومة شركة "تشاينا فاو جروب" لزيادة طاقتها الإنتاجية والدخول في مشروعات مشتركة للوصول إلى الهدف وهو مضاعفة الطاقة الإنتاجية لقطاع السيارات في المدينة.. كما أن التوسعات الجارية حاليا في مصانع السيارات بالمدينة سوف تضيف 800 ألف سيارة سنويا إلى طاقتها الإنتاجية.