بالصور.. في الذكرى الثانية عشر لرحيل سناء جميل.. أحمد زكي يحقق أمنياتها.. وعمر الشريف أفقدها السمع بإحدى أذنيها
فنانة عملاقة.. صنعتها ظروف اجتماعية قاسية
شقيقها طردها من المنزل بسبب عشقها للفن
مشهد بينها وبين عمر الشريف.. كاد أن يصيبها بالصمم
عاشت بمدرسة داخلية.. بعد هجرة والديها ولم يعودا لمصر مرة أخرى
أمنية سناء جميل التي حققها أحمد زكي قبل رحيلها
تزوجت من الصحفي لويس جريس.. وعاش معها إلى أن رحلت
اليوم تمر الذكري الثانية عشرة علي رحيل.. عملاقة السينما والمسرح.. الفنانة سناء جميل.. هي نفيسة في رائعة المفكر الكبير نجيب محفوظ (بداية ونهاية).. وحفيظة المرأة الفلاحة في الزوجة الثانية.. وقد ولدت ثريا يوسف عطا الله أو سناء جميل في محافظة المنيا عام 1930.. حضرت مع والديها إلى القاهرة وهي في التاسعة من عمرها.. أدخلها والدها مدرسة "الميردي ديو" الفرنسية ودفع جميع مصاريفها مقدما، وبما يكفيها حتي المرحلة الثانوية وسافر والداها للخارج ولم يعودا إلى مصر مرة أخرى.
عاشت بالمدرسة الداخلية وحيدة بلا عائلة تساندها أو تسأل عنها.. تعلمت التمثيل وأخذت تقوم بعدة تجارب باللغة الفرنسية في المدرسة، وبعد حصولها علي الثانوية عاشت مع أخيها الوحيد، والذي هاجر إلى البرازيل بعد ذلك.. وأرشدها أحد جيرانها عن معهد الفنون المسرحية.. ولعشقها بالفن.. قدمت أوراقها لتكون طالبة مجتهدة به.. وعندما علم شقيقها بذلك صفعها وطردها من البيت في ليلة احتراق القاهرة 26 عام 1952.
تبناها زكي طليمات أستاذها وأبوها الروحي، حيث علمها ودربها وطلب من عبد الوارث عسر تعليمها اللغة الفصحي أما اللغة العربية فكانت كل من سميحة أيوب.. ونعيمة وصفي.. وملك الجمل دورا كبيرا فى إتقانها ما جعلها تقف أمام عمالقة الفن وتثبت مهارة وتحديا نادرا.. وظهر هذا في فيلم (الزوجة الثانية) عام 1967، عندما أجادت في مشهد الفلاحة وسط أوامر وتعنت صلاح أبو سيف مخرج الواقعية.. وطلب منها أن تمشي على (روث) الحيوانات مثل الفلاحات ولكنه لصق (بلاستر) في قدميها.
وأعظم ما مثلت هو دورها في فيلم (بداية ونهاية) لصاحب جائزة نوبل نجيب محفوظ.. أمام النجم العالمي عمر الشريف.. والذي يعد من أفضل الأفلام في تاريخ السينما المصرية.. ففي اندماج وتقمص شديد للدور من عمر الشريف صفعها فى نهاية الفيلم علي وجهها بقوة ما أدى إلي معاناتها المستمرة من ضعف حاسة السمع وعانت منها حتي رحيلها.
عاشت سناء جميل وحيدة وتوفيت كذلك إلا من صحبة زوجها الكاتب الصحفي لويس جريس.. وعند رحليها اضطر لتأخير دفنها أربعة أيام ونشر خبر وفاتها في جميع الصحف المصرية والأجنبية حتي يظهر أحد أقاربها للمشاركة في تشييع الجنازة دون جدوى.
وكانت فكرة الموت دائما ما ترودها حتي عندما شعرت بأعراض مرض السرطان، كانت ترفض الذهاب لإجراء الفحوصات.. ولكن كان دائما الأمل يدعمها ويساندها.. وعندما استشعرت بأن هناك مرضا لعينا يهاجمها طلبت من زوجها أن يحقق لها آخر أمانيها وهي الوقوف أمام الراحل أحمد زكي فى أحد أعماله.. وبالفعل نقلت هي لزكي هذه الرغبة.. فما كان من زكي إلا أن أجاب بسعادة قائلا: "يانهار أبيض ياست الكل)، وأرسل إليها سيناريو فيلم (سواق الهانم ).. ثم (اضحك الصورة تطلع حلوة ) ليكون آخر أعمالها علي الشاشة الذهبية.
وفي يوم 22 من ديسمبر عام 2002 رحلت الأم والأخت والصديقة العملاقة سناء جميل، وأسدل الستار علي فنانة صعيدية مصرية .. حرمت من الإنجاب لتكون مسئولة عن معظم أبناء الجيل الجديد.. ولم تبخل يوما عليهم بالنصيحة أو التوجيه والإرشاد.