زوجة ثلاثينية تروي مأساتها: أمى جعلتني "عاهرة".. وزوجى "سجني وهرب"

جلست على أريكة خشبية ملاصقة لباب كبير يفضى إلى قاعة جلسات بمحكمة الأسرة بزنانيرى.. يتسلل من بين ضلفتيه رياح باردة معبأة بذرات التراب، وهى تمسك بيد مرتعشة كوبا من القهوة، تتصاعد أبخرته أمام عينيها الممتلئة بالحزن والندم على حياة قضتها متنقلة بين احضان راغبى المتعة، تبيع جسدها المفعم بالانوثة مقابل "جنيهات" تقبض والدتها جزء منها كعمولة من المصلحة أو "الزبون"، وبالجزء المتبقى تسكت صريخ جوعها وتسدد نفقات البيت، حسبما روت الثلاثينية (م.أ).
ذكريات الماضى تعصف بذهنها، كلما نظرت الى ملامح وجه أمها الجامدة، التى تذكرها بقسمات كل رجل ارسلتها له مع "عاهراتها" لينهش لحمها ويفرغ فيها شهوته، وكلما خطت بقدميها في المحكمة لحضور جلسات دعوى النفقة التى اقامتها ضد زوجها (س. م) الذى دفعها بعجزه وقلة حيلته إلى التضحية بشرفها، وفى النهاية تركها وحيدة تواجه شبح البقاء فى زنزانة مظلمة لمدة عامين ثمنا لجرائمه وديونه، بحسب (م.أ).
بندم قالت: "امى حولتنى الى فتاة ليل وزوجى سجنى وهرب" بهذة الكلمات الصادمة بدأت الزوجة الثلاثينية رواية تفاصيل مأساتها لـ"صدى البلد"، وبعين يظهر فيها علامات الانكسار والقهر: "نعم من اتت بى لهذة الحياة البائسة هى من باعت جسدى للرجال من عبيد الشهوات والملذات وقبضت ثمنه بدم بارد، هى من دفنتنى بيدها فى الوحل ووقفت تتلذذ مشهد احتضار شرفى، وكأنها ارادت ان يبقى الجميع مثلها محاط بالخطيئة".
وأكملت: لا زلت أتذكر اليوم الذى لجأت اليها كى تساعدنى فى ايجاد عمل لأنفق على البيت بعد أن كساد تجارة زوجى التى كانت تعتمد بشكل اساسى على شراء البضائع بسعر بخس وتخزينها ليبعها باضعاف ثمنها، وتراكمت عليه الديون وايصالات الامانة، وبات مطاردا من الدائنين اينما ذهب، أمي قوية الشخصية، ولها علاقات متشعبة باصحاب مصانع ومحال تجارية بحكم امتلاكها مصنعا صغيرا.. يومها كانت تجلس كعادتها محاطة بمجموعة من الفتيات الفقيرات لكن جميلات ومفعمات بالانوثة والدلال فى احدى المقاهى، لم يكن مر على زواجى وقتها -بمن اختارته هي لى واقنعتنى به رغم فارق السن الذى تجاوز الـ13 عاما- سوى تسعة أشهر".
ترشف الزوجة الثلاثينية رشفة من كوب القهوة الساخن وتغمض عينيها البائستين فتنفلت الدموع منهما وهى تتذكر بداية سقوطها فى الوحل: "أمرت أمي إحدى فتياتها بأن تصحبنى معها فى عملها، وحسبما افهمتنى ان مهمتى ستقتصر على الخدمة فى البيوت، تعجبت انها قبلت ان اعمل خادمة، لكنى لم اتخيل انها كانت تعد مشروعا لتحويلى الى "عاهرة".
واستطردت: ذهبت مع الفتاة دون تردد، وحصلت على 100 جنيه دون ان اتكبد اى عناء، لكنها كانت بداية سقوطى فى الوحل، بدأت الفتاة تصطحبنى معها الى بيوت الرجال باوامر من والدتى، ومرة بعد مرة وجدت نفسى ارتمى فى احضانهم وافعل مثلما تفعل زميلتي، تبدل حالى بعد اول سقوط، بت اكره جسدى وانوثتى واصاب بحالة هياج عصبى وغثيان كلما حاول زوجى الاقتراب منى.. فكيف افعل وأنا احتقره، فهو يعلم ومتأكد اننى "أدنس عرضه"، فلا يعقل ان القي بين يديه فى آخر كل ليلة ما بين "800 الى 900 جنيه" من مسح سلالم العمارات، وطلبت الطلاق أكثر من مرة، لكن والدتى رفضت بحجة ان بقائى على ذمته سيكف ألسنة الناس عنى، و"أهو ستار اتخفى خلفه حسب تعبيرها".
تتجه الزوجة الثلاثينية بوجهها صوب نافذة زجاجها مشروخ من المنتصف "مثل قلبها" لكى لا تلمح فى عين محدثها نظرة احتقار، وهي تقول: "مرت الايام والشهور وانا اتنقل بين أحضان الرجال من مختلف الاعمار والجنسيات هذا يهيننى وذلك يسبنى، وامى كالعادة تقبض نسبة عن كل "مصلحة" ترسلنى إليها بدم بارد، ولم تعبأ يوما بتعبى".
أحيانا كانت ترغمنى على تناول مسكنات وادوية حتى لا يضيع اليوم، أما زوجى فكان يحصل على الجزء المتبقى، إلا ان اقتحمت مباحث الآداب احد بيوت الدعارة التى كنت اتردد عليه، وأحمد الله اننى لم اكن موجودة فى تلك الليلة، لكننى كنت اتأهب للصعود، ظللت انظر اليهم من بعيد وهم يحاولون ستر عوراتهم بالملاءات، ورجال الامن يجرونهم وهن انصاف عرايا أمام المارة، فقررت ان أتوب وأقسمت انه لن يمسسنى رجل غريب بعد الآن".
تتحامل الزوجة الثلاثينية على الامها وتختتم حديثها بكلمات ممزوجة بمرارة القهر: "القشة التى قسمت ظهرى عندما هرب زوجى خوفا من الدائنين، فتم القاء القبض عليّ بدلا منه لانى كنت الضامن له، وحكم عليّ بالسجن عامين، وبعد 4 أشهر من ترحيلى لسجن القناطر، تم القبض عليه فى كمين بالإسكندرية، خرجت من السجن وعدت الى بيت امى، فليس لى مكان غيره، وحاصرتنى لأعود الى العمل فأنا بالنسبة لها منجم ذهب، لكنى رفضت وعملت بمصنع صغير لأنفق على ابنتى.
وتابعت: بعد إصابة والدتى بسرطان الثدى، لا انكر ان الفرحة غمرتنى عندما علمت بمرضها، كنت اراها تبكى بحرقة وانا الوحيدة بين اخواتى التى تعرف لماذا كل هذا البكاء؟، فهى تخشى ان تقابل الله بعد ان باعتنى للرجال، وللعلم لا احد من اشقائى يعلم حقيقة أمى، فهى أمامهم سيدة البر والتقوى، اما أنا فقد اكتشفتها بالصدفة عن طريق صديق لى يمتلك مقهى تتردد عليه باستمرار هى وعاهراتها، لذلك ارادت كسرى ونجحت، كل ما اتمناه ان اخرج من بيتها انا وابنتى البالغة من العمر 7 سنوات قبل ان تتطبع بطبعها، وتحولها مثلما فعلت معي.