الملك عبد الله «حكيم العرب».. سعى للم شمل المنطقة وإنهاء الصراعات.. بدأها بمبادرة السلام وانتهاء بمصالحة مصر وقطر

رحل عن عالمنا منذ قليل الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز الملقب بـ "حكيم العرب" وذلك بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز الـ 91 عاماً.
ولم يكن تلقيب الملك عبد الله بـ "حكيم العرب" من فراغ، فمنذ توليه السلطة بالسعودية في عام 2005 خلفاً لشقيقه الملك فهد بن عبد العزيز، اطلق "عبد الله" العديد من المبادرات التي كان يهدف من خلالها إصلاح الأوضاع في المنطقة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين.
وأطلق الملك عبد الله العديد من المبادرات ومنها مبادرة بيروت للسلام في عام 2002 ، وعلى مدار سني حكمه اشتهر العاهل السعودي الراحل بإطلاقه العديد من المبادرات ورعايته الكثير من المصالحات.
وكان أبرز تلك المبادرات مبادرة السلام العربية، وهي مبادرة أطلقها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز( حينما كان وليا للعهد) خلال القمة العربية في بيروت عام 2002، وتقضي بإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل.
وكان من أبرز بنود تلك المبادرة :
- يطلب المجلس من إسرائيل إعادة النظر في سياساتها، وأن تجنح للسلم معلنة أن السلام العادل هو خيارها الاستراتيجي أيضا.
-الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو 1967، والأراضي التي ما ما زالت محتلة في جنوب لبنان.
- التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
- قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
عندئذ تقوم الدول العربية بما يلي:
- اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.
-إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل.
-ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.
- يدعو المجلس حكومة إسرائيل والإسرائيليين جميعا إلى قبول هذه المبادرة المبينة أعلاه حماية لفرص السلام وحقنا للدماء.
- يدعو المجلس المجتمع الدولي بكل دوله ومنظماته إلى دعم هذه المبادرة.
- يطلب المجلس من رئاسته تشكيل لجنة خاصة من عدد من الدول الأعضاء المعنية والأمين العام لإجراء الاتصالات اللازمة بهذه المبادرة والعمل على تاكيد دعمها على كافة المستويات.
كما أطلق مبادرة الحوار بين الأديان السماوية (الإسلام، واليهودية، والمسيحية) ، والتي أطلقها في 14 مارس في عام 2008 ، أي بعد أقل من 5 أشهر على زيارته التاريخية للفاتيكان في نوفمبر 2007، ليكون أول ملك سعودي يزور هذا المكان المقدس لدى المسيحيين الكاثوليك في العالم.
ومن أبرز جهوده لرعاية المصالحات، كان توقيع معاهدة الصلح بين أطراف القيادات العراقية (سنة وشيعة) في أكتوبر 2006 في لقاء تركز على محاولة جمع شتات هذه القيادات لتوحيد الصف ونبذ الخلافات الطائفية والسياسية.
وفي فبراير 2007 ، رعى العاهل السعودي اجتماع الفصائل الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في لقاء لمواجهة الاقتتال الفلسطين الداخلي.
وأسدل الستار على عام 2014، بعد أسابيع قليلة من انتهاء أطول وأعمق وأكبر خلاف يشهده دول مجلس التعاون الخليجي في تاريخه، استمر 8 أشهر و10 أيام، بمبادرة من العاهل السعودي الراحل أيضا.
بدأ الخلاف في 5 مارس الماضي بإعلان السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من قطر، وانتهى في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بإعلان الدول الثلاث عودة سفرائها مجددا خلال اجتماع خليجي تم في الرياض برعاية ملك السعودية.
وفي 20 ديسمبر ، أعلن الديوان الملكي السعودي أن قطر ومصر استجابتا لمبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز "للإصلاح" بينهما، و"توطيد العلاقات بينهما وتوحيد الكلمة وإزالة ما يدعو إلى إثارة النزاع والشقاق بينهما".